يواصل المهندس سلمان الشمراني حديثه في سلسلة الاختلاف والشخصية فيقول :-
يسير بسرعة الضوء ثم سأل نفسه ماذا يمكن أن يحدث
الامر الاكيد انه لن يجازى بمخالفة مرورية لتجاوزه السرعة المحددة
كانت هذة دعابة عزيزي المستمع
فأنيشتين وصل الى نظرية النسبية الشهيرة بناء على هذا التخيل العقلي المجرد
تلك النظرية التي غيرت وجه الكون ولم يعد العالم بعدها كما كان قبلها
والان وبعد حديثنا عن أنواع الشخصية الرئيسية الاربعة
والتي تغطي تحتها 4 انواع فرعية أخرى
لتصبح 16 شخصية طبيعية
ولعلك الان تتساءل :-
ماهي افضل الشخصيات ؟ وهل هناك شخصية أفضل من اخرى ؟ ولماذا ؟
وهذة اسئلة غاية في الاهمية
وقبل الاجابة عليها دعني اسألك
ماهو مقياس الافضلية عندك ؟
او ماهو الاساس الذي تصنف عليه الناس ؟
هل هو القدرة الكسب المادي ؟ أم القدرة على الاقناع بمعنى ان اقوى الناس حجة هو الافضل ؟ أم هو القدرة على سكب قلوب الاخرين ؟ أم هو غير ذلك ؟
بودي قبل أن نكمل في الاجابة على هذا السؤال علينا تحدديد مقياس الشخصية ؟ وهل هو منصف ومنطقي وهل هو واحد لكل الناس ؟
أريدك أن تسأل نفسك هذة الاسئلة بكل صدق وامانة
واجاباتك تحدد كثير من اسباب الاختلاف .
الاجابة الشافية لهذا السؤال قد تكون محيرة جدا خصوصا لو حاولنا ان نجد اساس واحد نقيس من خلاله الافضلية بين الناس فسيكون الحكم صعب جدا
والحمدلله أننا كمسلمين وجدناه في كتابنا فقد قال تعالى ( يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله أتقاكم ان الله عليم خبير)
فالمقياس السليم عندنا كمسلمين هو التقوى . تقوى الله سبحانه وتعالى أى ان يجعل الانسان بينه ويين عذاب الله وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه
إن التمييز والافضلية الحقيقية لنا كمسلمين هو النجاة من النار والفوز بالجنة
قال تعالى ( انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا و أطعنا واولئك هم المفلحون ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون )
وكأنني اسمعك تقول صحيح كلامك ولكن الناس يحكمون على الانسان من خلال سيارته ومسكنه وملبسه وعليه ان يتميز في ذلك وأنا لا اقول لك أنه عليك تركه ولكن أن يكون همك الرئيسي الفوز بالجنة والدنيا مركب لهذة الغاية السامية ولا نكون كالبعض الذي يبيع اخرته بدنياه او بدنيا غيره وينساق في سباق محموم في شهوات الحياة الدنيا من ثراء او تمييز او فصاحة او متعة او غير ذلك ويأتي يوم القيامة متميزا في سواد الوجه وضيق الصدر
وكثير من الناس تغرهم المظاهر العامة فيظنون أن الله يحب من أعطاه الدنيا وهذا ليس بالضرورة صحيح في كل الاحوال فالله يعطي الدنيا لمن يحب مثل عبدر الرحمن بن عوف ومن لا يحب مثل قارون
ومن اللافت للنظر أن الله سبحانه وتعالى قد صحح هذا المفهوم في القرآن العظيم في الرد على اعتراض المشركين السمج حين اعترضوا على عدم نزول الرسالة على رجل في احدى القريتين الطائف ومكة ونزولها على رجل فقير من بني هاشم وهو الرسول الكريم صلى الهل عليه وسلم ناسيين ان علمهم الضعيف يختار من يشاء من عباده فهو الحكيم العليم
(( وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين ))
وقد ذكر الشيخ ابو بكر الجزائري في كتابه أيسر التفاسير في معرض حديثه عن تفسير بعض هذة الايات فقال لما فضل الله سبحانه وتعالى الجنة على المال والمتاع الدنيوي في معرض حديثه في الايات السابقة فقال لولا ان تكون الناس امة واحدة