"سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى، الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ، لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ"
سورةالإسراء – الآية رقم: 1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أمابعد:
إن مجرد الحديث عن الإسراء والمعراج هو معرفة القيمة والمنزلة العظيمة للمسجد الأقصى الشريف
وفيه معرفة منزلة سيدنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام
ولكن يعتبر الاحتفال بالإسراء والمعراج بدعة كباقى البدع القائمة فى هذا العهد
هناك العديد من البلدان الاسلامية تحتفل بهذا اليوم ولكن هنا الدهشة الكبيرة لكل مسلم عندما يحتفل المسلمون بهذا اليوم والمسجد الأقصى الذى كل هذه الذكرى بهذا اليوم من أجله مازال قابعاً تحت أيدى الصهاينة المحتلين كيف سيكون الاحتفال أهو مجرد احتفال أم هو افتعال ببدعة كباقى البدع التى ابتدعها الغرب ليلهوا المسلمين عن دينهم ورسالة نبيهم
هناك البعض لا يعرفون ما هو حكم الاحتفال بهذا اليوم
حكــــــــم ذلك الاحتفال؟؟؟
إن تعيين تاريخ الإسراء والمعراج لم يثبت عَلَى الإطلاق أي دليل صحيح صريح فيتحديد وقت الإسراء والمعراج، وكل ما نعرفه من خلال السيرة هو: أن الإسراء والمعراج كَانَ قبل الهجرة، هذا هو القول الراجح، والمشهور والمستفيض أن الإسراء والمعراجَ كانَ بعد موت أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم،وبعد موت خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنها، وبعد أن ذهب عليه الصلاة والسلام إِلَى الطائف لدعوة ثقيف إلى الإسلام فرده أهلها رداً غير كريم، وهو العام الذي يُسمى عام الحزن، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لقي فيه الأذى الشديد والألم، فمنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى عليه صلى الله عليه وسلم بهذه الآيات العظيمة، وهذه المشاهد وهذا المقام الرفيع الذي لم يصل إليه بشر ألبتة،تسليةً له صلوات ربي وسلامه عليه، وكانت آيات باهرة عظيمة، قال الله تعالى:{ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ } [ سورة النجم أية 18
فأراه الله تبارك وتعالى آيات عظيمة جداً، ففرج عنه الهم وسُرِّي عنه،وعاد وقد ازداد يقيناً بربه وبلقائه، وأن ما يوحى إليه هو الحق أكثر من ذي قبل، رجع من هذه الرحلة وقد شد العزم عَلَى أن يبلغ دعوة ربه، وأن لايبالي بالنَّاس مهما صدوه، بعد ما رأىما رأى من الأَنْبِيَاء ومن الكرامة التي نالها، فوقوعه في ذلك التاريخ فيه حكمعظيمة، لكن لا ندري بالضبط متى كان؟ فقد اختلف أهل العلم في أي يوم كان؟ وفي أي شهر؟ وفي أي سنة؟
حتى قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى كما في الجزء السابع من فتح الباري ( طبعة دار الريان للتراث ) ص 242 – 243: وذهب الأكثر إلى أنه كان بعد المبعث، ثم اختلفوا فقيل قبل الهجرة بسنة قاله ابنُ سعد وغيرُه وبه جزم النووي، وبالغ ابنُ حزم فنقل الإجماع فيه، وهو مردود فإن في ذلك اختلافاً كثيراً يزيد على عشرة أقوال، … فذكرها بالتفصيل، فليراجعها من شاء
. مع أنه لم يثبت لها تاريخ معين، كما ذكربعضُ المتأخرين ذلك بل قال الشهابُ الخفاجي في نسيم الرياض في شرح الشفا للقاضي عياض يقول: قال بعضُ العلماء المتأخرين: "وأما ما هو منتشر اليوم في بعض الديار المصرية من الاحتفال بليلة سبع وعشرين، ودعوى أنها ليلة الإسراء والمعراج، فذلك بدعة] وهذامتأخر، يعني: أن هذه البدعة مع أنها بدعة، لكنها أيضاً بدعة متأخرة وينكرهاالنَّاسُ الذين لديهم اطلاع وفهم للسيرة والتاريخ، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه احتفل بيوم إسرائه ومعراجه؟!
إذن هناك اختلافات كثيرة ولا يوجد أي حكم شرعي يترتب عَلَى المعرفة الدقيقة لتاريخ الإسراء والمعراج. والاحتفال به مثل أى عيد من الأعياد الإسلامية التى نحتفل بها وهما العيدين الفطر والأضحى
ولم يثبت البتة احتفال الصحابة ولا التابعين لهذا اليوم أبداً فلماذا نحتفل نحن به ونترك أقصانا مكبلاً فى أيدى الأعداء
أى احتفال سيكون !!!!!!!!!!!
وختاماً أسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم دائماً وأبداً إلى اقتفاء أثر الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، والسير على منهج سلفنا الكرام، وأن يثبتنا على ذلك حتى نلقاه، ونسأله جل وعلا أن يتوفانا وهو راض عنا على الإسلام والسنة إنه ولي ذلك والقادرعليه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
بارك الله فيكى على تواجدك الراقى
فى ميزان حسناتكِ