14/2/1424
16/04/2017
يعتبر الاعتدال في الإنفاق من أهم أهداف المجتمعات عامة؛ فالدول تعمل على توعية مواطنيها، وتحضهم على الاعتدال في الإنفاق وعدم الإسراف، ولا شك أن التطبيع الاجتماعي للطفل له أثره في تحديد أنماط سلوكه، ولهذا كان الاهتمام بمراقبة الطفل وتوجيه سلوكه التوجيه السليم أمراً ضرورياً؛ حتى يمكنه أن يشارك بنصيب من الجهد والعمل في ترشيد الإنفاق.
والتربية السليمة تتطلب إكساب الطفل حقائق وقيماً، ومهارات واتجاهات معينة منها: الاتجاه نحو عدم الإسراف.
كيف نحد من الإسراف عند أبنائنا؟
01 القدوة الطيبة : إن وجود القدوة السليمة؛ وبخاصة فترة الطفولة يساعد على سرعة التعلم، وغرس العادات والقيم والاتجاهات الصحيحة نحو الاعتدال في الإنفاق.
02 مشاركة الطفل في عمليات الشراء: إن توفير الفرصة المناسبة للطفل منذ الصغر للمشاركة في عمليات الاختيار والشراء تنمي لديه القدرة على حسن الاختيار ، مع تعويده على الاقتصاد والتوفير وتقليل الفاقد في كل نواحي الحياة.
03 تجربة الطفل الأولى مع النقود: (تعويد الطفل على التوفير): إن تجربة الطفل الأولى مع النقود يمكن أن يكون لها أثر انفعالي، ومن الحكمة أن يدرب الطفل في سن مبكرة من حياته وفي مستويات الدخل المختلفة على استعمال النقود، كما ينبغي أن يسمح للطفل بالتصرف – في حدود- في نقوده.
04 إعطاء الطفل مصروفاً محدداً: يجب أن تكون المبالغ المعطاة للطفل مناسبة لسنه، وأن تعطى له بانتظام ، فالطفل بطبيعته ميال للجمع والادخار والتملك وحب النقود، وحين نعطي الطفل مصروفاً محدداً؛ فإننا نعوده على التعامل مع النقود، وندعوه إلى عدم التبذير أو الإسراف.
05 تنمية العادات والسلوكيات السليمة عند القيام بشراء السلع: يجب أن نوعّي أطفالنا بأن السلع المختلفة لها أسعار مختلفة، وأن السلعة الواحدة قد تكون لها أسعار مختلفة، ودور الأبوين عند القيام بعمليات شراء السلع هو تنمية العادات والسلوكيات السليمة لدى الأطفال أثناء عملية الاختيار والمفاضلة بين السلع والمقارنة بينها، من حيث: الجودة، واللون، والمقاس، والثمن، واختيار ما يناسب دخل الأسرة.
06 دور وسائل الإعلام (توجيه برامج إعلامية لتوعية الأطفال): هناك ضرورة لإسهام وسائل الإعلام والإعلان في توعية الأفراد بأهمية النقود والقيمة الشرائية والسلوك المتزن، وتوجيه برامج إعلامية لتوعية الأطفال بأضرار الشراء العشوائي والإسراف.
عوامل تحديد نمط الإنفاق عند الطفل:
01الطبقة الاجتماعية: لقد قام علماء الاجتماع بتحليل عدد من العوامل مثل: الدين، الموقع الجغرافي، البيئة الاجتماعية، العوامل النفسية والاقتصادية، وأشاروا إلى أن الطبقة الاجتماعية تعلب دوراً أكبر من جميع العوامل في تحديد نمط الإنفاق والتعامل بالنقود.
02 العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية: إن نمط الإنفاق لدى الفرد يتأصل منذ الصغر بالعديد من العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية، مثل: التقليد والمحاكاة، والإعلانات التجارية، والدخل النقدي، ووسائل الإعلام المختلفة.
03 الإعلانات التجارية: كثيراً ما تؤثر الدعايات على أنماط الإنفاق، وتزيد من الشراء العشوائي لدى كثير من الأفراد والهوس التسوقي، وقد أشارت الدراسات والأبحاث إلى دور الإعلانات التلفازية في تفضيل لعبة أو منتج غذائي، ويلاحظ أن تفضيل الطفل للإعلان ناتج عن جاذبية الإعلان نفسه، فإذا ما اعتاده الطفل يقل انتباهه له.
04 دور التلفاز: أظهرت النتائج والدراسات أن التلفاز هو الوسيلة الأولى في الإعلان عن المنتجات والمأكولات الرخيصة والمحببة للطفل، وإن كانت الإعلانات ذات تأثير ضئيل في معرفة الطفل معنى كلمة العلامة التجارية أو الماركة.
وعليك أن تدرك أخي ولي الأمر قول الله سبحانه وتعالى: " إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا" فليس الإسراف هو الكثرة أو القلة في الإنفاق؛ إنما هو موضوع الإنفاق نفسه، ومن ثم كان المبذرون إخوان الشياطين؛ لأنهم ينفقون في الباطل، وفي المعصية. ولذلك قال العلماء لو أنفق الإنسان ماله كله في الحق لم يكن مبذراً، ولو أنفق مُدَّ في غير حق كان مبذراً، وعندما أراد عبدالله بن عمر بن الخطاب أن يشتري شيئاً ليس من الضروريات، قال له أمير المؤمنين عمر موبخاً: "أوكلما اشتهيت اشتريت؟".
وكما قال الشاعر :
النفس كالطفل إن تهمله شب على
حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
وتشكرييين أنتي أختي وسام على المرور .