اللهم صل و سلم على سيد الخلق محمد بن عبد الله الصادق الامين ..
قد يجد الإنسان نفسه وحيداً , قد تحاصره كل الظروف , قد يشعر بالإحباط و بأنه لا يستطيع إكمال المسيرة ,
و لكن بالعزيمة و الإصرار يستطيع الإنسان خلق المعجزات من هنا ستكون قصتنا فلنتابع ..
استيقظ أدهم ذات صباح نتيجة الصراخ الذي يملأ المنزل , ذهب ليستطلع و كان له الخبر مثل الصاعقة ..
أدهم بني لقد توفي والدك هكذا كانت تصرخ و تردد الأم حالما وجدت أدهم , تجمد أدهم من هول ما سمع و تجمدت الدموع في عينيه ..
بعد الدفن و تقبل التعازي , ومرور عدة أيام .. كان أدهم في غرفته حزيناً لفراق والده الذي كان عماد البيت و أساسه ..
ليس هذا فقط ما كان يحزن أدهم , لقد شعر بتحمل المسؤلية بعد والده و هنا تذكر أنه مازال طالباً بالصف التاسع , نعم تذكر هذا فكيف سيساعد بأن لا يتغير شيء و هو مازال في هذه السن و أي دخل سوف يكفي أسرته , وله من الأخوة خمسة , ثلاث بنات وولدان و أمه .. خصوصاً أن والده كان مجرد عامل بسيط و ها هو انقطع مصدر الدخل الوحيد ..
و بينما هو في غمرة التفكير إذ دخلت عليه والدته ,
جلست الأم إلى جواره و ربتت على كتفه و قالت له : أعرف بني بماذا تفكر و لكن لا تقلق لقد فكرت ووصلت لحل هذه المشكلة ..
قال أدهم : بماذا تفكرين يا أمي ؟!!
قالت الأم : أنا لدي خبرة بسيطة بالخياطة و سأبدأ بخياطة ملابس نساء الحي ..
قال أدهم : لا يا أمي لن أتركك تتحملين المسؤلية بفردك ..
الأم : و لكن ماذا ستفعل و انت مازلت تدرس لن أدعك تترك دراستك ..
أدهم : لا يا أمي لن أترك الدراسة , و لكن في الفترة المسائية سوف أعمل في إحدى الورش لأن دخل الخياطة لن يكفينا ..
كان أدهم يدرس بالصباح و يعمل في المساء , و كان من المتفوقين في دراسته و في عمله ..
مرت الأيام و السنين فتح أدهم أكبر ورشة للسيارات ,
بعد أن تخرج من كلية الهندسة ..
و تخرج أخوته من أفضل الجامعات و تزوجت أخواته , و توقفت أمه عن الخياطه ..
كم كانت أمه سعيدة و هي تراه بجوار عروسه يمشي و الفرح يملأ وجهه , فقد حقق حلمه و حلم أمه و إخوته , رفع أدهم يده إلى السماء و حمد الله على نعمه , أحس لحظتها أن والده كان موجوداً بين الضيوف و كان سعيداً جداً بما وصل إليه ..
بالعزيمة و قوة الإراده يستطيع الفرد أن يحقق ما يريد فليس هناك مستحيل ما دام الإنسان في سعي متواصل , وما دام مؤمن بتوفيق الله ..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
كتبت بواسطة صفاء الكون 
