تخطى إلى المحتوى

الاحتفال بالمولد النبوي 2024.

لاكي

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

قد بين العلماء قديماً وحديثاً أن الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
بدعة محدثة لم تكن من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من سنة خلفائه،
ومن فعل شيئاً يتقرب به إلى الله تعالى لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم
ولم يأمر به، ولم يفعله خلفاؤه من بعده، فقد تضمن فعلُه ذلك اتهامَ الرسول بأنه لم يبين للناس دينهم ،
وتضمن تكذيبَ قوله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ).
إن ذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم تتجدد مع المسلم في كل أوقاته،
ويرتبط بها كلما ذُكر اسمه صلى الله عليه وسلم في الأذان والإقامة والخطبة،
وكلما ردد المسلم الشهادتين بعد الوضوء وفي الصلوات،
وكلما صلى على النبي صلى الله عليه وسلم في صلواته وعند ذكره،
وكلما عمل المسلم عملاً صالحاً واجباً أو مستحباً مما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم
فإنه بذلك يتذكره.. وهكذا المسلم دائماً يحيي ذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم
ويرتبط به في الليل والنهار طوال عمره بما شرعه الله ،
لا في يوم المولد فقط ، ولا بما هو بدعة ومخالفة لسنته ،
فإن البدعة تبعدك عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
والرسول صلى الله عليه وسلم غني عن هذا الاحتفال البدعي
بما شرعه الله له من تعظيمه وتوقيره كما في قوله تعالى : (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ )
وإذا عُلم أن الاحتفال بيوم المولد النبوي لم يكن موجوداً في عهده صلى الله عليه وسلم
ولا في عهد أصحابه الكرام ولا في عهد أتباعهم في الصدر الأول ،
ولا كان معروفاً عندهم . عُلم أن ذلك بدعه محدثة في دين الله لا يجوز فعلها ولا إقرارها ولا الدعوة إليها ،
بل يجب إنكارها والتحذير منها عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة :
{ خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة } ،
وقوله عليه الصلاة والسلام : { عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي تمسكوا بها
وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة } ،
وقوله عليه الصلاة والسلام : { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد } ،
وقوله صلى الله عليه وسلم :{ من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد } ،
فكل عمل ليس عليه أمر الشارع فهو رد ومردود على صاحبه وعليه النكال وله الويل من الخالق سبحانه ،
فمن كان عمله خارجاً عن الشرع المطهر وليس متقيداً به فهو مردود ولا يزيد صاحبه إلا بُعداً عن الله تعالى ،
ولا يزيده إلا مقتاً وخساراً ، ويذهب ذلك العمل هباءً منثوراً لمخالفته الواضحة لدين الله تعالى ،
والله جل وعلا قد تكفل بدينه وحفظه : [ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ] " الحجر9 " .

فالحاصل أن هذه الأعياد أو الاحتفالات بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام
لا تقتصر على مجرد كونها بدعة محدثة في الدين
بل هي يضاف إليها شئ من المنكرات مما يؤدي إلى الشرك .
وكذلك يحصل فيها اختلاط بين الرجال والنساء ، ويحصل فيها تصفيق ودف وغير ذلك من المنكرات

أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا لإتباع خير الخلق صلى الله عليه وسلم
والسير على نهجه قولا وعملا إنه سميع مجيب.

لاكي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك

موضوع رائع

جعله الله في ميزان حسناتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.