أخوتى فى الله
إن من مكارم وفضائل الاخلاق التى يجب أن يتحلى بها كل مسلم ومسلمة فضيلة :
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منزلته عظيمة
من المعلوم أن اركان الاسلام خمسة :
(بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا)
الراوي: عبدالله بن عمر
المحدث: البخارى
المصدر: صحيح البخارى
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و الركن السادس عند فضيلة الشيخ د/ سعد الخثلان :
هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة عظيمة من شعائر دين الإسلام
وبه نالت هذه الأمة الخيرية كما جاء فى قوله تعالى :
قال تعالى:
(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ )
آل عمران: ١١٠
وقد عده بعض أهل العلم الركن السادس من أركان الإسلام وهو فرض كفاية على الأمة:
(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)
آل عمران : 104
وهو واجب على من رأى المنكر ولو بقلبه إن لم يستطع بيده ولا بلسانه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم :
«إن من أمتي قوما يعطون مثل أجور أولهم ينكرون المنكر»
أخرجه الإمام أحمد بسند جيد
وهذا يدل على فضل إنكار المنكر وأن من الأمة من ينال مثل أجور أول هذه الأمة من الصحابة والتابعين بفضل إنكار المنكر
من أهم المهمات وأفضل القربات التناصح والتوجيه إلى الخير والتواصي بالحق والصبر عليه والتحذير مما يخالفه ويغضب الله عزّ وجلّ ويباعد من رحمته.
وقدمه الله عزّ وجلّ في سورة التوبة على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة
فقال تعالى:
{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ
وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
التوبة :71
ومن فضائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
1
أنه من مهام وأعمال الرسل عليهم السلام قال تعالى:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}
النحل :36
2
وأنه من صفات المؤمنين كما قال تعالى:
{ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ
الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }
التوبة :112
على عكس أهل الشر والفساد الذين جاء فيهم قوله تعالى :
{ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ
أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمْ الْفَاسِقُونَ }
التوبة :67
3
أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصال الصالحين قال تعالى:
{ ( لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ,
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ }
آل عمران :114:113
4
من خيرية هذه الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
قال تعالى:
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ }
آل عمران: ١١٠
5
التمكين في الأرض قال تعالى:
قال تعالى:
{ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }
الحج: 41
6
أنه من أسباب النصر
قال تعالى:
{ ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز}
الحج : 40
7
عظم فضل القيام به كما قال تعالى:
{لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ
النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا }
النساء :114
وقوله صلى الله عليه وسلم:
« من دعا إلى هدى كان له مثل أجور من تبعهلا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً »
رواه مسلم
8
أنه من أسباب تكفير الذنوب كما قال صلى الله عليه وسلم:
« فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره، يكفّرها الصيام والصلاة والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر »
رواه أحمد
في القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حفظ للضرورات الخمس في الدين والنفس والعقل والنسل والمال
وإذا تُرك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ظهر الفساد في البر والبحر وترتب على تركه أمور عظيمة منها:
— وقوع الهلاك والعذاب قال الله عزّ وجلّ:
{ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }
الانفال :25
وعن حُذيفة رضي الله عنه مرفوعاً:
« والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم »
متفق عليه
ولما قالت أم المؤمنين زينب رضي الله عنها:
"أنهلك وفينا الصالحون؟
" قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: « نعم إذا كثُر الخبث »
رواه البخاري
— عدم إجابة الدعاء وقد وردت أحاديث في ذلك منها حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً:
« مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوا فلا يُستجاب لكم »
رواه أحمد
– انتفاء خيرية الأمة قال صلى الله عليه وسلم:
« والله لتأمرنّ بالمعروف ولتنوهن عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً ولتقصرنه على الحق قصراً،
أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم »
رواه أبو داود
— تسلُّط الفساق والفجار والكفار والكفار وتزيين المعاصي وشيوع المنكر واستمراؤه.
— ظهور الجهل واندثار العلم وتخبط الأمة في ظلمة حالكةلا فجر لها وكثرة الفتن
ويكفي عذاب الله عزّ وجلّ لمن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وتسلط الأعداء والمنافقين عليه وضعف شوكته وقلة هيبته
اللهم أجعلنا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر يارب العالمين
ولنا لقاء قادم بمشيئة الله
وحفظك الرحمن ورعاك
لماذا يعتبر المسلمون أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أساسيات دينهم ؟.
الإنسان كثير النسيان كثير الخطأ النفس تأمره بالسوء والشيطان يغريه بالمعاصي وإذا كانت الأجسام تمرض ,
وتصيبها العلل والآفات وذلك يستلزم وجود الطبيب , الذي يصف الدواء المناسب , لتعود الأجسام إلى اعتدالها فكذلك النفوس ,
والقلوب تصيبها أمراض الشهوات والشبهات فتقع فيما حرم الله من سفك الدماء واستباحة الفروج وشرب الخمور .
وظلم الناس وأكل أموالهم بالباطل والصد عن سبيل الله والكفر بالله . أمراض القلوب أشد خطراً من أمراض الأجسام وذلك يستلزم وجود الطبيب الماهر ولكثرة أمراض القلوب ،
وما ينشأ عنها من الشرور والفساد كلف الله المؤمنين بعلاج تلك الأمراض ، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال :
( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )
آل عمران/104 .
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أسمى الوظائف الإسلامية بل هي أشرفها وأعلاها ,
وهي وظيفة الأنبياء والرسل عليهم السلام كما قال سبحانه :
( رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )
النساء/165 .
وقد جعل الله الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس لقيامها بهذه الوظيفة العظيمة كما قال سبحانه :
( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )
آل عمران/110 .
وإذا عطلت الأمة شعيرة الأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر , انتشر الظلم والفساد في الأمة واستحقت لعنة الله
وقد لعن الله الذين كفروا من بني إسرائيل ، لتعطيلهم هذه الشعيرة العظيمة ,
كما قال سبحانه : ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا
وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون )
المائدة/78 .
والأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر أصل من أصول هذا الدين والقيام بهما جهاد في سبيل الله والجهاد
يحتاج إلى تحمل المشاق والصبر على الأذى كما قال لقمان لابنه :
( يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور )
لقمان/17 .
والأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر رسالة عظيمة لذا يجب على من يقوم بها أن يتحلى بالأخلاق الكريمة
ويعرف مقاصد الشرع ويدعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة ..ويعاملهم باللين واللطف لعل الله يهدي من يشاء على يديه
قال تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين )
النحل/125 .
والأمة التي تقيم شعائر الإسلام , وتأمر بالمعروف , وتنهى عن المنكر , تفوز بالسعادة في الدنيا والآخرة
ويتنزل عليها نصر الله وتأييده كما قال سبحانه : ( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ،
الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور )
الحج/40 – 41 .
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رسالة لا تنقطع إلى أن تقوم الساعة وهي واجبة على جميع الأمة رعاة ورعية رجالاً ونساءً
كل حسب حاله قال عليه الصلاة والسلام : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده , فإن لم يستطع فبلسانه ,
فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )
رواه مسلم/49 .
والأمة الإسلامية أمة واحدة فإذا انتشر الفساد فيها وساءت أحوالها وجب على جميع المسلمين ,
القيام بالإصلاح وإزالة المنكرات والأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر وبذل النصيحة لكل أحد ،
قال عليه الصلاة والسلام : ( الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )
رواه مسلم/95 .
وإذا أمر المسلم بشيء , ينبغي أن يكون أسرع الناس إليه وإذا نهى عن شيء ,
ينبغي أن يكون أبعد الناس عنه , وقد توعد الله من خالف ذلك بقوله :
( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )
الصف/2-3 .
والإنسان مهما استقام فهو بحاجة إلى النصح , والتوجيه ,
والتذكير على ضوء الكتاب والسنة وقد قال الله لرسول رب العالمين , وأكمل الخلق أجمعين :
( يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليماً حكيماً )
الأحزاب/1 .
فعلينا جميعاً الأمر بالمعروف .. والنهي عن المنكر لنفوز برضا الله وجنته .
من كتاب أصول الدين الإسلامي للشيخ محمد بن ابراهيم التويجري .
غاليتى / ثمال