جيلنا الحاضر ليس بدعة من الأجيال!!
ففي كل زمان كان هناك فتن ومغريات، واستقامة وانحراف، على اختلاف في القدر والنوع بين المجتمعات..
لكن الذي نجزم به أنَّ كثيراً من وسائل الفساد لم تكن متاحة لأجيال سبقت، ولم يتفنن أهلها في اصطياد الضحايا والإيقاع بهم كما هو الحال اليوم..
وإذا كان الشاب قديماً لا يملك الهاتف ولا يعرف الصورة والمجلة ولا شبكة المعلومات بأخطارها العقدية والأخلاقية؛ فإنَّ شباب اليوم ضحايا لذلك كله، ذكوراً وإناثاً، وإنَّ إرادة الواحد منهم يجب أن تتضاعف عشر مرَّات عن إرادة شاب جاهلي مثل عنترة حينما كان يغض بصره عن جارته عند خروجها، والتي لا أظنها إلا نموذجاً للمرأة الجاهلية بلباسها التقليدي وجمالها الفطري الذي لا يقارن بما وصلت إليه اليوم صور الكاسيات العاريات في المجلات والأفلام والمواقع العنكبوتية.
وقد يحتاج إلى أكثر من ذلك حينما تتفنن تلك الوسائل الإعلامية في عرض لحظات الضعف البشري أمام الغريزة الفطرية في صورٍ أشبه ما يكون فيها الإنسان بالبهائم التي تسفر عن رغبتها بلا مواربة!
هذا على المستوى الأخلاقي، أمَّا على المستوى المعيشي فإنَّ جيل الشباب اليوم قد يعيش ألواناً من الترف لم تكن لمن قبله، وقد يتمادى به العجز والفقر إلى حدٍّ لم يكن فيه من قبله أيضاً؛ لأنَّ الحياة تغيرت والمعيشة أصبحت أشقّ وأعسر..
لكن النعمة في كل جيل، وتحت كل ظرف، يمكن أن تتم وأن يسعد بها شباب وشيوخ ورجال ونساء، وذلك حينما يتم للمرء إسلامه وينقاد لشريعة ربه، بها يصول ويجول، ومنها ينطلق وإليها يؤول، له من قلب المؤمن واعظ ومن نفسه اللوَّامة رقيب، وعليه حلَّة يتجمَّل بها من حُسن خلق وكريم خصال، تسمو به عن الدنايا ويصون بها شرف الإسلام وعرض المؤمن.. عندها فقط تكمل النعمة ويرفل في ثوبها القشيب..
(جاء في التفسير أنَّ يعقوب عليه السلام لمَّا سأل البشير: كيف يوسف؟ قال: هو ملك مصر!! قال: ما أصنع بالملك؟ على أي دين تركته؟ قال: على دين الإسلام، قال: الآن تمَّت النعمة).
إننا نريد أن تتم النعمة على شباب الإسلام في زمان غربة تنوَّعت فيه الشبهات والشهوات؛ لنقول إذ يطمئن القلب مثل قول يعقوب عليه السلام: "الآن تمَّت النعمة".
المصدر : لها أون لاين