تخطى إلى المحتوى

التأثير في الاخرين ومنهج ابن اليمان 2024.

  • بواسطة

إن عملية التأثير في الآخرين أمر مُتاح للجميع، ولكن لها مُستلزمات ومُتطلبات، ومن مستلزماتها أن يقتنع الإنسان أنه

قادر على ذلك، وأن تكون رؤيته لنفسه ولمستقبله واضحة جليّة لديه، وأن يتخذ قراراً حازماً للوصول إليها، وأن يبدأ

المشوار بجد واجتهاد، وقبل هذا وذاك أن يتوكَّل على الله تعالى ويستعين به.

إننا جميعاً مدعوون إلى التسابق في هذا المضمار، إذْ أنه مضمار خير ونفع للفرد والمجتمع، بل وللبشرية بأسرها،
وصدق خالق السماوات والأرض إذ يقول: (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرضِ السماء والأرض أُعدَّت للذين)

(آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) .

ويقول الله تعالى على لسان نبيه موسى عليه السلام: (وعجلْتُ إليك ربِّ لترضى) .

ويقول الشاعر:

دعي نفسي التكاسل والتـواني وإلا فاثبـتي في ذا الـهوان

فلم أر للكسالى الحظ يُعـطـى سوى ندم وحرمان الأمـاني

ويَحسُن بنا الإشارة إلى أهمِّ العوائق التي تحول بين المرء وبين إحداث تأثير نافع فذّ في هذه الحياة، وذلك للتحذير منها

والتنبيه إلى خطورتها وكذلك إلى ضرورة التخلّص منها ومعالجتها، متخذون في ذلك منهج الصحابي الجليل حذيفة بن

اليمان الذي كان ممَّن يسأل عن الشر، لا حبًّا فيه وإنما رغبةً في التحذير منه، حتى لا يقع هو فيه أو يُبتلى فيه أحد

أفراد أمته.

فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله

عن الشرِّ مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنَّا كنَّا في جاهلية وشرٍّ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من

شر ؟ قال: نعم، قلت: وهل بعد الشر من خير ؟ قال: نعم، وفيه دخن ، قلت: وما دخنه ؟ قال: قوم يهدون بغير هديي،

تعرف منهم وتنكر ، قلت: هل بعد ذلك الخير من شرٍّ ؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، مَن أجابهم إليها قذفوه فيها ،

قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال: انظر

جماعة المسلمين وإمامهم ، قلت: فإن لم يكون لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل

شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك .

البخاري

ويقول الشاعر:

عرفت الشرَّ لا للشرّ ولكن لتوقيه ومَن لا يعرف الخير من الشرّ يقع فيه

أما بخصوص عوائق التأثير والعقبات التي يمكن أن تعترضه فهي كثيرة، ولكن أهمَّها عشرون وهي:

1. عدم توفيق الله تعالى، ومَن حُرِمَ توفيق الله تعالى فقد وُكِلَ إلى نفسه، ومَنْ وُكِلَ إلى نفسه خاب وخسر.

2. التردّد وعدم الحزم في اتخاذ القرارات اللازمة لصناعة التأثير.

3. الخوف من المجهول أو من الآثار المتوقّعة لصناعة التأثير.

4. عدم الاقتناع بأهمية وضرورة أن يكون الإنسان مؤثِّراً وصانعاً للحياة.

5. ضعف الهمّة وانعدام الطموح.

6. الخجل من مزاحمة المؤثرين أو المساعدين على التأثير وعدم ولوج مجالسهم ومنتدياتهم، والابتعاد عن محاورتهم ومناقشتهم.

7. الشعور بالنقص والدونية.

8. الاستسلام للفشل، وانعدام نفسية التحدّي، وعدم المثابرة حتى آخر رمق.

9. القناعة المُزيفة التي تُؤدي بصاحبها إلى الرضى بالدون.

10. مجالسة الكسالى والتأثّر بهم.

11. عدم المحاولة، والبُعد عن التجريب.

12. التعوّد على الإمعية والتبعية وتربية الذات ( أو الجيل) عليهما.

13. القهر والاستبداد وكتم أنفاس البشر وعدم ترك المجال لهم للتعبير عن آرائهم وقناعاتهم.

14. الجهل وعدم تطوير الذات، مما يحول دون فهم وإدارك مجالات التأثير وأدواته وفرصه وأساليبه وطُرقه ووسائله.

15. اليأس والإحباط من الواقع الخاص أو العام.

16. انعدام الجدّية، والتعامل مع الحياة بصورة مائعة هزلية.

17. الاهتمام بصغائر الأمور وإهمال عظائمها.

18. الاستعجال في قطف الثمرة، والتسرّع في إصدار الأحكام على الأشخاص أو القضايا، وعدم القدرة على استيعاب

الأوضاع والتكيُّف مع المستجدات بشيء من التعقُّل والتروي والأناة.

19. التربية الخاطئة وضيق الصدر.

20. الحماقة وقلّة العقل، وصدق مَن قال:

لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت مَن يداويها.

منقول للفائده

اين المشاركه ايها الاخوه والاخوات

بارك الله فيكم جميعا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.