تخطى إلى المحتوى

التأسي بالسلف الصالح 2024.


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

التأسي بالسلف الصالح

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

لقد جعل الله الأنبياء والمرسلين أسوة حسنة لأتباعهم، فربوهم بالعمل والسلوك

الحسن قبل القول، وأعطوا من أنفسهم أسوة حسنة يتأسى بها من بعدهم، وأمروا

من بعدهم بالتأسي بهم، حتى إن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهو أفضلهم

أمر بالاقتداء بهداهم، فقال سبحانه:

(( أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)) (الأنعام:90).
وقال عز وجل: (( ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) (النحل:123).
ويقول عز من قال: (( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ..)) (الممتحنة:4).

ثم قال: (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ)) (الممتحنة:6).

وأمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بالتأسي بالرسول- صلى الله عليه وسلم- فقال: (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)) (الأحزاب:21) .

يقول ابن كثير 3/483: هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله.

وذكر الله عز وجل أن من صفات عباد الرحمن أنهم يقولون: (( وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً)) (الفرقان:74).

قال قتادة: أي قادة في الخير، ودعاة هدى يؤتم بنا في الخير " فتح الباري 13/251.

ولا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو القدوة الحسنة في كل شيء، ولقد جعله الله هكذا ليقتدي به من بعده في تطبيق شرائع الإسلام، ولذا تجده صلى الله عليه و سلم يأمرهم بإتباعه والتأسي به فيقول: (( صلوا كما رأيتموني أصلى)) .

ويقول: (( خذوا عني مناسككم)).

وفي هذا الزمن نحتاج للتأسي بالأسوة الحسنة، وذلك لكثرة الفتن في هذا الزمن، مما يحتاج معه إلى الأسوة الحسنة التي تدل بفعلها على طريق الله عز وجل.

ولأن الأسوة السيئة قد انتشرت في هذا الزمن فأصبح المسلمون يتأسون بمن لا يستحق ذلك، فالفنانون والرياضيون وغيرهم أصبحوا أسوة لبعض المسلمين من ضعاف الإيمان، والمسلم المفترض ألا يتأسى إلا بمن تفوق في العلم أو العمل الصالح.

ولكن أيضاً على المسلم أن يجعل من نفسه أسوة لمن هو أقل منه، فالمسلم العاصي لا يحتقر نفسه أن يكون أسوة للكافر مثلاً، والملتزم ينبغي أن يجعل من نفسه أسوة للمسلم العاصي، والمربي يكون أسوة لمن يربيهم، والعالم ليكن أسوة صالحة لطلابه، والوالد لأولاده، وإمام المسجد للمأمومين، والمدرس لتلاميذه، والمدير لموظفيه، والموظف لزملائه
وهكذا.

الشيخ عبد الرحمن بن عايد العايد
و يتبع إن شاء الله

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيراً ..

بإنتظار البقية ..

جزانا و إياكِ أختي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.