تخطى إلى المحتوى

التسويف في التوبة 2024.

  • بواسطة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السؤال : هل يسوغ لبعض الناس إذا سمع مسألة التوبة

أن يجعلها حاملاً له على ارتكاب بعض المحرمات ؛ لأنه

يرى أن التوبة أمرها يسير ، ففي هــذه المسألة كالغش

يرى أن مسألتها أمر يسير، فإذا كان مجرد توبة يقول :

إذاً .. أتوب فهل يكون هذا مسوغاً له ؟

الجواب : هذا من باب التسويف وتسويل الشيطان، كما

قال الله تعالى (الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ) محمد25

فنقول لهـذا الـذي يريد أن يفعل الذنب ويدعي أن التوبة

أمامه نقـول لـــه : من يضمن أن تتوب قبل أن تموت ؟

هل أحد يضمن أنه يتمكن من التوبة قبل أن يموت ؟

الجواب: لا أحد يضمن أنه يتمكن من التوبة قبل الموت،

ربمـــا يأتيه الموت وهو متلبس بالمعصية قبــل أن يقلع

عنها فمن الذي يضمن له ؟ ثــم إن الإنسان إذا استهان

بالذنب قد يزيغ قلبه والعياذ بالله ؛ لأن الله تعــالى قال :

( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ) الصــــف 5 ، فلا يوفق

للتوبة ، يحاول أن يتوب ولا يستطيع ، ثــم إن الـتـوبة

ليست بالأمر الهين ، التوبة تحتاج إلى شروط لا بـد أن

تتحقق، منها: أن يكون الحامل على التوبة الإخلاص لله

وأن يقع في قلبه الندم الشديد والتحسر علــى ما وقع ،

وأن يقلع عن الذنب ، وأن يعزم عـلـى ألا يعود ، وأن

تكون التوبة قبل أن ينزل به الموت ،

ولهذا نقول: لا أحد يضمن أن يتوب ، فلا يجوز للإنسان

أن يقــول : التوبة سهلة والتوبة يسيرة ويسوف ويفعل

الذنب ، الواجب أن يتقي الذنب ما استطاع ، وإذا قـــدر

أنه وقع منه الذنب فقد قال الله تعالى ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ

فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ

وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ

وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران : 135.

اللقاء الشهري ( الشريط 16- الوجه الأول ) للشيخ محمد العثيمين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.