ثم أما بعد فان أصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وأله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار
اخوتى فى الله.. اطلعت بالأمس على مقال طويل على موقع قناة العربية، هو عبارة عن ردود لعلماء الشيعة على كلام علماء السنة، وهو كلام يحتاج الى رد علمى سريع حتى لا يقع ضحيته الملايين من المسلمين الذين يجهلون حقيقة الخلاف بيننا وبين هؤلاء. ففيما يلى أعرض مقتطفات من كلام هؤلاء العلماء معقبا بالرد العلمى ما وفقنى الى ذلك ربى سبحانه، عسى أن يكشف الله عنا هذه الفتنة، وأن يتعلم الناس دينهم الحق، وأن يثبتوا على ثوابت عقيدتهم لا يتنازلون عنها، فان الذى خالف الحق هو المطالب بالرجوع اليه وبالتمسك بالكتاب والسنة ان كان يريد التقريب حقا، وليس العكس.. والله تعالى يقول (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) الأية. فالأصل فى الوحدة وتماسك بنيان الأمة هو الاعتصام بحبل الله.. أن نعتصم به جميعا.. وحبل الله هو الكتاب والسنة، هو طوق النجاة وهو الرباط. فمن خالف فى أصول الكتاب والسنة فهو المفارق لحبل الله وهو المطالب بالرجوع اليه ان كان حقا يريد الوحدة. أما أن يطالب المخالف بادخال مخالفاته الى معين الحق الصافى، فيطالبنا بالاقرار بها وقبولها "كاجتهاد علمى"، فذلك أمر لا يقبله من كان فى قلبه ذرة من الغيرة على دينه، ومسكة من علم بحقيقة ما عندنا وحقيقة ما عند المخالفين!
كلنا نريد أن يكون كل ناطق بكلمة (لا اله الا الله) مسلما موحدا خالصا لا يشوب ايمانه شائبة واحدة.. كلنا نريد الاعتصام بحبل الله المتين على نور وبصيرة، فالذين يزعمون أن من علماء السنة "خونة" يريدون الفرقة ولا يريدون الوحدة فهو اما أن يكون جاهلا لا يفهم السنة ابتداءا، أو أن يكون هو الخائن الخبيث الذى يسعى فى سبيل تشتيت الجسد المسلم وتدمير ثقة الأمة فى علمائها بغير علم ولا نظر فى المراجع والنصوص.
ان الخلاف الذى بيننا وبين هؤلاء فى أصول الدين ليس كما يزعمون خلافا سائغا يمكن تجاوزه، بل هو عين المأساة وهو منبع كل حقد وكراهية عندهم وهو سبب فشل كل المحاولات السابقة للتقريب. فالحق أنهم كلما جالسوا بعضا من علماءنا من أجل التقريب صبوا الكلام فى فروع عملية ووعدوا بالكف عن سب الصحابة رضى الله عنهم ولكن كيف يكون ذلك وفى كتب الصحيح عندهم ما يدل على أن سب الصحابة وتكفيرهم هو عندهم من الدين؟ وما معنى التقريب ان لم يتعهدوا هم بنبذ تلك الكتب واحراقها والرجوع الى معين الكتاب والسنة الصافى الخالى من دسائس المجوس واليهود والزنادقة؟ لا معنى للتقريب بين الحق والباطل أيها العقلاء سوى أن يتنازل صاحب الباطل عما ثبت بالدليل القطعى أنه باطل، ويتبرأ منه ويرجع الى الحق! ولكن قليل من الناس من يتفهم السبب الأصلى للشقاق والخلاف والحروب والمجازر بيننا.
ليس كلامى هذا مجردا من الدليل والبرهان، فاليكم بعضا مما قال علماء الشيعة فى ذلك المقال
يقول الشيخ عادل عبدالله بو خمسين (عالم شيعى سعودى): إن التقارب بين السنة والشيعة هو أكثر بكثير من الخلافات والفوارق الفقهية والمذهبية. وهناك بعض الفوارق التي تعتبر وهمية وليست حقيقية، مجرد اختلاف في المصطلح. اما المضمون فهو متفق عليه، وهي كثيرة من هذا النوع. وبجهد من علماء الفريقين بامكان القضاء عليها.
قلت: هذا كلام مجمل لا يسمن ولا يغنى من جوع. فما معنى اطلاق قولك أن التقارب أكثر بكثير من الخلافات الفقهية والمذهبية؟ أنت تزعم أن هناك تقاربا واقعا بالفعل هو أكبر بكثير من الفوارق الفقهية.. فمتى كانت الفوارق الفقهية العملية هى سبب النزاع أصلا؟ المذهب الفقهى اصطلاحا (عندنا وعندكم على حد سواء) هو مدرسة فى ألات وقواعد الاستدلال الفقهى اعتمادا على نفس المصادر ونفس الأدلة.. هو اختلاف فى كيفية فهم تلك الأدلة والجمع بينها للخروج بالأحكام الشرعية.. هذا هو معنى المذهب الفقهى.. ولكن ان كان كل من الفريقين يرجع الى مصادر مختلفة من الأصل وينكر ما عند الأخر من المصادر فكيف يقال أن الخلافات فقهية مذهبية؟ ثم هل تزعم أنه قد دأبت أجيال من علماء الأمة على محاولات التقريب دون جدوى، بسبب خلافات وهمية وخلافات اصطلاحية ليست حقيقية؟ هل دأبوا عبر كل تلك القرون على مناقشة خلاف ليس بخلاف أصلا؟؟؟ فأى علماء كان هؤلاء؟؟؟
ويقول: وهناك قسم آخر من الفوارق، هي فوارق حقيقية ولكنها لا تعني انفصالا كليا بين المذهبين، وانما نعتبرها من ضمن الفوارق الطبيعية في داخل الدين الاسلامي الشامل والواسع والقادر على احتضان الاجتهادات والأراء المختلفة
قلت: ما مقياسك أصلا فى تعريف الفوارق الطبيعية والفوارق غير الطبيعية؟ وما تعريف الاجتهاد وما شروطه عند أصحاب الأصول والقواعد عندكم؟ فعندنا أنه لا اجتهاد مع النص، بمعنى أنه ان خرج مجتهد ليخالف ثوابت النص المتفق والمجمع عليها وعلى صحتها ويضارب بذلك النصوص الصحيحة القطعية الدلالة فاجتهاده مردود عليه، وهذا أمر منطقى والا ساغ لكل صاحب عقل وتفلسف أن يقلب قواعد الدين رأسا على عقب ويقول هذا اجتهادى فاقبلوه!! ولو لم يحكم رب العالمين اغلاق الباب أمام ذلك العبث لضاع الدين وبدل وحرف ولما بقى لنا من أصولنا الثابتة شئ يذكر أو يرجع اليه. فلو أن ديننا الاسلامى الشامل والواسع والقادر على احتضان الاجتهادات المختلفة، اتسع ليحتضن ما يخالف أصوله وينقض ثوابته الايمانية الراسخة تحت راية الاجتهاد، لما بقى منه الا صفة جوفاء لا معنى لها، يتنازع أصحابها حتى فى مدلولها ومعناها كما هو الحال عند أهل الكتاب من اليهود والنصارى. أما نحن فقد عصمنا الله من فرقة تهدم أعمدة الدين بأن ترك فينا ثوابت يجب علينا أن نتعلمها وأن نرد كل قول يخالفها بالحجة والدليل القطعى، فلا ندع مجالا للابتداع والاختراع فيها تحت راية الاجتهاد والرأى!
فما يجب أن يفهمه كل مسلم أن هناك مساحات فى الدين لا يمكن ولا يقبل الاجتهاد فيها بحال من الأحوال، والا ضاع مراد الله من الدين، وذهب كل ضال بفهمه الفاسد يضل به الناس وهو يحرف دين الله تحت راية الاجتهاد. لذلك فقد قيض الله لهذا الدين علماء مرابطين على ثغوره لا يسمحون لأحد بمساس أصوله وثوابته، معهم الحجة والبرهان الحق ولا يزالون على ذلك ظاهرين الى يوم القيامة. هكذا حفظ الله لنا الدين فالحمد لله رب العالمين
ثم قال الشيخ أبو خمسين: فيما يتعلق بتحريف القرآن أو النقص والزيادة فيه فهذا غير صحيح، وهو افتراء على الشيعة، فغالبية علمائهم وفي كتبهم يؤكدون دائما على أن القرآن الموجود هو القرآن الصحيح والكامل والمتفق عليه.
لكن بعض الجهال من الطرف الآخر يريد أن يشنع أو يوجد مثلبة على الطرف الثاني رغم أنه ينكر هذا الشئ، فالمسألة الخاصة بالقرءآن، هي من الأوهام الموجودة عند البعض جهلا أو وهما أو ضمن الصراع المذهبي
قلت: سبحان الله.. ما أسهل أن يقول الرجل ما يشاء ان كان الكذب عنده عبادة. أليس قد صح فى كتابكم الكافى أن التقية تسعة أعشار الدين؟ وأنه لا دين لمن لا تقية له؟ فكيف أعرف اذا وأنا أناظر واحدا منكم أنه لا يكذب؟ ليس أمامى اذا الا الرجوع الى أمهات كتبكم (الأصول وكتب الصحاح عندكم وليس ما كتبه البعض منكم للتقية!).
فان وجدنا فى تلك الكتب أحاديث، هى مما تعدونه صحيحا، وهى تصرح صراحة بتحريف القرءان، فكيف تردون عليها؟
يا معاشر المسلمين يجب أن يفهم الناس لماذا تفشل محاولات التقريب دائما ولا تأتى بثمارها.. لا تفشل تلك المحاولات لعدم اخلاص علمائنا الذين هموا بها أو لسوء فهمهم، وانما تفشل لرفض علماء الشيعة التبرأ من تلك الأقوال الهادمة لأصول الدين والتى هى عندهم من الحديث الصحيح القطعى الدلالة!! فالحق أنه لو جاءك راو يزعم فى رواية واحدة صح سندها عنه أن القرءان محرف منقوص و أن أبا بكر وعمر رضى الله عنهما قد ردا القرءان الصحيح الذى جمعه على رضى الله عنه، فمثل هذا الراو يجب وصمه بالزندقة ورد كل رواياته.. لأنه يطعن فى القرءان وفى حملته وفى الدين كله.. ولكن الحق أنهم لو جرحوا فى هؤلاء الرواة وردوهم لذهبت أمهات كتب الحديث عندهم ولانهارت عقيدتهم التى بنوها على مروياتهم.. وهذا ما لا يقبله علماؤهم أبدا.. لعله يكون الكبر أو اتباع الهوى، لاأدرى ماذا يكون، ولكن من ناظر وقامت عليه حجة الحق بالبرهان الساطع ثم ذهب كأن شيئا لم يكن وعاد الى ما كان عليه، فما نفع المناظرة معه؟
قلتم أن كتبكم تخلو من "فرية" القول بتحريف القرءان؟
انظروا اذا فى كتاب سليم ابن قيس أقدم كتبكم
وانظروا فى كتاب حسين النورى الطبرسى (فصل الخطاب فى تحريف كتاب رب الأرباب) فهل هذا كتاب مكذوب عليكم؟!!
وانظروا فى صحيح الكافى أصح الكتب عندكم للكلينى الذى هو ثقة عندكم لأنه كان معاصرا لسفراء المهدى الأربعة فى غيبته الصغرى كما تقولون..
انظروا فى تفسير على بن ابراهيم القمى
انظروا الى كلام محمد بن الحسن العياشى فى تفسير العياشى
انظروا فى كتاب الغيبة للنعمانى
انظروا فى كلام محمد ابن على ابن الحسين ابن بابويه القمى (الصدوق) فى كتاب الخصال وما فيه من روايات عن تحريف القرءان..
انظروا فى رجال الكشى بتهذيب الطوسى، تجدون من تلك الروايات أيضا..
انظروا فى كتاب الاحتجاج لأحمد ابن أبى طالب الطبرسى وما فيه من الروايات
ومن قبله كتاب الارشاد وأوائل المقالات للمفيد وقد استفاضت تلك الروايات فيه!
وانظروا فى كتاب البحار..
أليست هذه كلها أمهات كتبكم؟؟؟ هاتوها وافتحوها أمامنا نخرج لكم تلك الأخبار والروايات!!
واليكم بعض النصوص الصحيحة التى جاءت فى تلك الكتب:
روى الكلينى فى الكافى عن هشام ابن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام، ان القرءان الذى جاء به جبرائيل عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وأله وسلم سبعة عشر ألف أية
قال المجلسى بصحة ذلك الخبر وأنه وغيره صريح فى نقص القرءان وتغييره، وقال صاحب الشافى انه موثق وقال المازندرانى ان آى القرءان ستة ألاف وخمسمائة والزائد على ذلك هو مما سقط بالتحريف!!
فما قولكم؟ أليس هؤلاء أئمة وشيوخ علمائكم؟ أليس هذا فى كتبهم التى نزعمون أنها تخلو من "فرية" قولكم بتحريف القرءان؟
فما قولكم فى باب فى كتاب الكافى أسماه: "باب أنه لم يجمع القرءان كله الا الأئمة عليهم السلام"؟؟
وفى الباب ان فتحتموه ستة روايات..
منها ما يرويه جابر الجعفى أنه سمع أبا جعفر يقول (ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرءان كله كما أنزل الا كذاب وما جمعه وحفظه كما أنزله الله تعالى الا على ابن أبى طالب والأئمة من بعده)
اذا فما بين أيدينا اليوم ليس بقرءان!!
وقد روى الكلينى باسناده فى الكافى عن أبى جعفر عليه السلام قال نزل جبرائيل بهذه الأية على محمد صلى الله عليه وأله وسلم هكذا "وان كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فى على فأتوا بسورة من مثله" وهذا الحديث صحيح عنده..
فيالجهل واضعه! لقد أفسد التحدى الالهى فى تلك الأية وهو يحسب أنه ليس فى الأمة عقلاء ولا بلغاء يمكنهم فضح دسيسته! أيتحدى الله الثقلين بالاتيان بسورة من مثل القرءان العظيم باعجازه اللغوى والتاريخى والعلمى والعقلى، أم يتحداهم أن يأتوا بسورة من مثل ما نزل على محمد فى على فقط؟! لقد صار المعنى وكأنه ما نزل قرءان أصلا ولا جيئ بوحى من الله الا فى على!! أو كأنه ليس فى القرءان اعجاز الا فى أيات على! سبحان الله، كيف تقبل عقولكم مثل هذه الروايات؟؟؟
وفى الكافى أيضا عن جابر الجعفى عن أبى جعفر عليه السلام قال هكذا نزلت هذه الأية ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به فى على لكان خيرا لهم. وهو صحيح أيضا
وواضعه لا يفهم معنى كلمة يوعظون.. والا فبأى شئ "يوعظ" الناس فى على؟ وان كان اماما وخليفة فماذا يكون له أكثر من الطاعة الواجبة لخليفة المسلمين؟ أم أن عليهم أن يقدسوه ويعبدوه من دون الله؟؟
وفي الكافى عن أبى بصير عن أبى عبد الله فى قول الله عز وجل (ومن يطع الله ورسوله فى ولاية على وولاية الأئمة من بعده فقد فاز فوزا عظيما)، هكذا نزلت.
وفيه أيضا عن أبى عبد الله (ع) فى قول الله عز وجل فستعلمون من هو فى ضلال مبين أيا معشر المكذبين حيث أنبأتكم رسالة ربى فى ولاية على عليه السلام والأئمة من بعده من هو فى ضلال مبين، هكذا نزلت
وهذا الحديث واضعه وقع فى تكرار (من هو فى ضلال مبين) مرتين فى أول الأية وفى أخرها، ونسى أنه يضع كلامه على رب العالمين، فكتب (عليه السلام).. والأية المحرفة فى مجملها ركيكة اللغة سقيمة المبنى الى حد بعيد. تعالى الله عما يصفون علوا كبيرا
ويروى الكلينى بسنده عن أبى الحسن (ع)، ولاية على مكتوبة فى جميع صحف الأنبياء ولم يبعث الله رسولا الا بنبوة محمد صلى الله عليه وأله ووصية على عليه السلام
ومما جاء فى كتبهم أنهم يروون عن أبى عبد الله جعفر الصادق أنه قال لو قرء القرءان كما أنزل لألفيتمونا به مسمين.
ويكشف هذا الحديث دافع واضعه والدافع وراء الزعم بتحريف القرءان، فهم لما لم يجدوا أى ذكر لأسماء أئمتهم أو أى اشارة لقضية الامامة مع كونها ركن من أركان دينهم، لم يجدوا بدا من القول بتحريف القرءان!
وروى الكلينى أيضا باسناده الى أحمد ابن محمد ابن أبى نصر قال دفع الى أبو الحسن عليه السلام مصحفا وقال لا تنظر فيه ففتحته وقرأت فيه (لم يكن الذين كفروا) فوجدت فيها اسم سبعين رجلا من قريش بأسمائهم وأسماء أبائهم قال فبعث الى ابعث الى بالمصحف
هذه الرواية أيضا لا يقبلها عاقل.. فأى كتاب سماوى هذا الذى يستطرد فى ذكر سبعين رجل لا لشئ الا ليقول أن هؤلاء جميعا كفار؟!! هل جربت أن تقرأ كشفا فيه سبعون اسم؟ ما هذا الذى يتعبد الناس يتلاوته؟!! أين الايجاز وأين البلاغة وأين الحكمة؟ ألم يكن أوجز أن يقول (لقد كفر المهاجرون والأنصار جميعا) مثلا وانتهت القضية؟ أم أنه الغل والحقد الأسود؟ سبحان الله أين عقول هؤلاء؟؟؟
ويروى عن ميسرة عن أبى جعفر، قال عليه السلام لولا أنه زيد فى كتاب الله ونقص منه ما خفى حقنا على ذى حجا (أى على عاقل)
قلت وما حقكم الذى عظم على القوم حتى حرفوا من أجله كتاب الله؟!! أم أنه لما خلا كتاب الله من أية واحدة تأمر الناس باتخاذ الأئمة أربابا، كان القول بتحريف القرءان أحب اليكم من الرجوع الى الرشد والهدى؟
ثم ما قولكم فى قول الطبرسى بسور محذوفة من القرءان كسورة "الحفت" وسورة "الخلع" وسورة "الولاية" (النورين)؟
هل هذا أيضا من توهم واختراع وافتراء الجهلاء والمغرضين؟ افتحوا كتبكم اذا نخرجه لكم!
بل انه جاء فى كتاب شيخكم الطبرسى (الاحتجاج) تلك الرواية:
وفى رواية أبى ذر الغفارى أنه قال لما توفى رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم، جمع على عليه السلام القرءان وجاء به الى المهاجرين والأنصار لما قد أوصاه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فتحه أبو بكر، خرج فى أول صفحة فتحها فضائح القوم، فوثب عمر وقال يا على اردده لا حاجة لنا فيه، فأخذه عليه السلام وانصرف، ثم أحضروا زيد بن ثابت وكان قارءا للقرءان فقال له عمر ان عليا جاء بالقرءان وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرءان ونسقط ما كان فيه فضيحة وهتك للمهاجرين والأنصار، فأجابه زيد الى ذلك، ثم قال فان أنا فرغت من القرءان على ما سألتم وأظهر على القرءان الذى ألفه أليس قد بطل كل ما عملتم؟ قال عمر فما الحيلة؟ قال زيد أنتم أعلم بالحيلة. فقال عمر ما حيلته دون أن نقتله ونستريح منه، فدبر فى قتله على يد خالد ابن الوليد فلم يقدر على ذلك، فلما استخلف عمر سأل عليا عليه السلام أن يدفع اليهم القرءان فيحرفوه فيما بينهم فقال يا أبا الحسن ان جئت بالقرءان الذى قد كنت جئت به الى أبى بكر حتى نجتمع عليه، فقال عليه السلام هيهات ليس الى ذلك سبيل، انما جئت به الى أبى بكر لتقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا ما جئتنا به، ان القرءان الذى عندى لا يمسه الا المطهرون، والأوصياء من ولدى، قال عمر فهل لاظهاره وقت معلوم؟ فقال عليه السلام نعم، اذا قام القائم من ولدى – أى المهدى – يظهره، ويحمل الناس عليه فتجرى السنة به صلوات الله عليه.
أ.هـ.
فما قولكم فى تلك الرواية؟؟
ألم يذكرها عالمكم المجلسى فى "بحار الأنوار" وهى عندكم صحيحة موثقة؟
أليست هذه واحدة من عشر روايات بنفس المعنى فى كتاب (الاحتجاج) الذى به الاحتجاج عندكم؟
سبحان الله العظيم وتعالى علوا كبيرا. يا قوم أين عقولكم؟ لن أناقشكم فى سند وفى رجال فأنتم تضعون الثقة فى زنادقة وضاعين. ولكن أسألكم بما فى قلوبكم من عقل وتمييز: كيف يكون القرءان الصحيح حكرا على واحد أو اثنين أو ثلاثة من أتباع محمد صلى الله عليه وأله وسلم ما علم به أحد فى حياة النبى صلى الله عليه وأله وسلم وما سمعه ولا صلى به أحد ولا قرأه أحد منهم قط فى حياة النبى حتى فتحه أبو بكر أقرب الصحابة الى النبى صلى الله عليه وأله وسلم بعد موته وكأنه يفتحه لأول مرة؟؟!! أى نبى هذا الذى أضل أمة كاملة طوال قرون وقرون، بالاقرار أو حتى بالسكوت على كتاب مكذوب على ربه بل وأقام الصلاة به حتى مات وتركهم عليه، وهو الذى ما بعثه الله الا ليوصل كلامه ويبلغ رسالته ويظهرها على الدين كله لهداية العالمين؟ كيف كان يصلى بهم بقرءان محرف وهو يعلم؟ أم أنه ما كان يصلى بهم بالقرءان أصلا؟؟ وان كان قد صلى بهم بالقرءان الذى عند على، فكيف انفرد به على وحده حتى صدم به أبا بكر وعمر بعد ذلك؟؟ أم أن النبى كان يصلى بهم بقرءان تملؤه أيات تكفرهم وتفسقهم وتخبرهم بغير ما مات النبى وتركهم عليه؟؟ ثم كيف يقيم الله الحجة على الناس يوم القيامة وقد دفن كتابه الحق فلا يصل اليه أحد قبل خروج المهدى؟
أى سفاهة هذه؟؟ والله ما رأيت واضعا للحديث أغبى من هذا!!
ان واضع تلك الرواية ساذج غبى، فضلا عن كونه ملحدا زنديقا.. فهو يقول أن عليا جمع القرءان وألفه، فمن أين جمعه؟ الصحابة كلهم من المهاجرين والأنصار على حسب روايته وغيرها كانوا زنادقة مبدلين ومحرفين، فممن جمعه على بعد موت النبى صلى الله عليه وأله وسلم؟ أم أن الرسول ما أقرأ القرءان الا لعلى وآل البيت فقط؟ فكيف كانوا يصلون مع الصحابة بقرءان هم يعلمون أنه ليس هو كلام الله؟؟!!
ثم هو يزعم أن عمر وأبا بكر دبرا لقتل على ففشلا.. فما الذى منع عمر من اتمام ذلك الأمر بعد توليه الخلافة والسلطان؟ بل ما الذى منع أبا بكر من قبله فى زمن خلافته؟ ما منعهما اذ توليا الخلافة من أن يدبرا مؤامرة محكمة للقضاء على أل البيت كلهم وما معهم من القرءان و"الفضائح" ان كانا هكذا يكيدان؟ ألم يكن بامكانهما استئجار بعض قطاع الطريق مثلا ليخرجوا عليهم فيقتلوهم عن بكرة أبيهم دونما أن يشك أحد فى شئ؟ كان الأمر سرا على حد زعمكم بين أل البيت فى سنوات خلافة أبى بكر وعمر، أى أنه كان سيموت معهم ان ماتوا كلهم ولا يبقى له أثر.. فما منعهما من ذلك وقد مكنا من الحكم والسلطان؟ مم كانا يخافان اذا وقد اجترءا على رب العالمين وعلما أنهما من الهالكين؟ ثم ما منع عمر من ذلك وقد قال له على اذ سأله أن يعطيهما الكتاب أنه لن يعطيهما اياه وأنه انما قدمه لهما فى المرة الأولى ليقيم عليهما الحجة؟! ولأى شئ طلبوه منه وقد استقر بين جمهور المسلمين حينئذ العمل بقرءان أبى بكر وعمر المكذوب – بزعمهم – وصار عند الناس هو الحق؟ ما حاجتهم اليه اذا وما كان يعلم بأمره أحد من المسلمين ولو علموا لكذبوه بل ولكفروا صاحبه وقتلوه؟
ثم يا أصحاب العقول أى كتاب سماوى هذا الذى ينزل من رب العالمين لهداية العالمين، ثم يكون فى مفتتحه بل وفى أول صفحة منه "فضائح القوم" على زعم ذلك الزنديق؟ لو أن الله يريد فضح القوم فى كتابه كما يزعمون أيجعل ذلك مقدما على فاتحة الكتاب، التى تعظم الرب وتوحده وتوجز مقاصد القرءان كله فى أوله؟ أم أن الله ما أنزل كتابه الخاتم الا لتحقير وتكفير الصحابة والوعيد لهم ولتمجيد على والأئمة وتأليههم؟؟؟ أى حقد أعمى مريض أذهب عقول هؤلاء حتى اتخذوا من ذلك الزنديق وغيره عدولا وثقات يأخذون عنهم الدين؟!!
هذه من أشهر روايات "المؤامرة" المزعومة بين الصحابة على كتاب الله.. وهى فى أوثق كتبكم وأصحها.. فهل لأحد منكم بعد ذلك أن يزعم أن تحريف القرءان هو فرية افتراها الحاقدون عليكم؟؟؟ وهل نحن فى نظركم على هذا القدر من البلاهة حتى نغفل عن كل هذا ونقبل قولكم أن الخلاف انما هو فى مصطلحات أو أنه خلاف متوهم أو أنه فى الفروع؟؟ أي فروع وعن أى شئ تتفرع وقد قطعتم شجرة الدين من جذورها؟؟ ها نحن قد فتحنا أمهات كتبكم وكتب الصحيح عندكم.. فما حجتكم؟؟ تنكرون وتتبرأون؟
اذا فاحرقوا تلك الكتب وأسقطوا حجيتها جميعا ان كنتم صادقين!!
ويقول شيخهم بو خمسين فى مقال العربية تعليقا على سب الصحابة: الغالبية من الشيعة وكثير من الروايات عندنا تمنع وتنهى عن هذا الأمر.. من الناحية الأخلاقية، فالمؤمن ليس من صفاته أن يشتم أو يسب أي طرف كان. كما أن الوحدة الاسلامية والتاريخ الاسلامي يستلزمان من الانسان أن يحترم الأطراف الأخرى حتى لو كانت عنده وجهات نظر أو رأي مخالف.
قلت: سبحان الله وكأنما يخاطب أطفالا صغارا!! يا أخى لقد كان الوصول الى أمهات كتبكم فى القديم صعبا غير متاح لكل الناس، أما اليوم فالناس تسمع وتقرأ وصلواتكم وأدعيتكم وأذكاركم صارت تصل اليهم بما تعج به من لعن وسب واجرام، بل قد طبع الخمينى دعائه اللعين (صنمى قريش) ووزعه على الحجيج مستهينا بعقولهم وهو يحسب أنهم لن يفهموا عمن يتكلم الدعاء!!! فبالله عن أى احترام تتحدث؟
وأنا أسأل كل قارئ عاقل لهذا الكلام.. بالله عليكم هل هذا الخلاف هو من الخلاف الذى يمكن أن يتسع الاسلام لقبوله؟؟ فأى قول اذا أظلم ممن زعموا منا أن الخلاف بيننا وبينهم ليس الا فى الفروع وأنه لا يفسد للود قضية؟؟؟
ثم يبدو أنه شعر أنه بكلامه هذا قد كذب وقائع كثيرة صار الناس يرونها بأعينهم، فخاف أن يثبت كذبه، فقال ما مؤداه أن الصحابة قد ثبت أنهم اختلفوا فى أ/ور كثيرة وسب بعضهم بعضا، فما من مانع يمنع من أن نختلف معهم ونسبهم نحن أيضا!! فانظر كيف يريد بكل مكر أن يفتح باب الشيطان لاسقاط عدالة الصحابة رضى الله عنهم..
ويشير بعد ذلك إلى أن الخلافات قسمين، قسم موروث يمكن تجاوزه عبر توضيحه. ويجب على الناس أن يعرفوا حقيقة وجهة النظر الأخرى من مصدرها.
قلت: صدقت والله وانك لكذاب! فعلا يجب على الناس أن يعرفوا حقيقة وجهة النظر الأخرى من مصدرها.. ولكن هذه مصادركم كما أسلفنا تنضح بما تزعمون أنها تخلو منه وأنكم منه براء.. فبالله ما ظنكم بنا؟!!!
وقال: هذا الأمر – يقصد حقيقة تكفيرهم لأهل السنة – من الشائعات التي تستخدم في ظل الصراع المذهبي للأسف الشديد والأوهام الموجودة عند البعض. والصراع المذهبي يغزيه الجهال من عامة الناس، وقد كانت الصراعات السياسية طوال التاريخ سببا رئيسيا في تغذية الصراعات المذهبية، فينساق بعض العلماء لهذا الصراع السياسي. وهناك الفريق المتطرف من الفريقين، وهو فريق لا يقبل بالوسط ولا بالحلول، ولا ينظر إلى الرؤية الشاملة للأمة الاسلامية ومصلحتها ومصلحة دولها وشعوبها ومجتمعاتها، وعندهم دائما ضيق أفق ورؤية ضيقة ونظرة فئوية
قلت: أى وسط وأى حلول؟ النصوص عندكم صريحة فى كفر كل من لا يعتقد فى امامة الأئمة وفى غيرها مما فى كتبكم من خرافات! فأى وسط بين كفر وايمان وبين حق وباطل؟ هل لا زلت أيها القارئ المسلم شاكا في حقيقة ما هوت به الشيعة الامامية من كفريات؟ قد قدمت اليكم غيضا من فيض وابل من الروايات الصحيحة عندهم فى قضية واحدة فقط، قضية تحريف القرءان، لا لشئ الا لأدلل على كذب دعواهم بالتبرئ مما نسب اليهم! والكتب موجودة بالمكتبات وهناك نقولات منها على مواقعهم على شبكة الانترنت.. فكيف بعد ذلك كله تطلب حلا وسطا؟؟ هو يعلم يقينا أنه ليس من الممكن الخروج بحل وسط، ولكن ما من سبيل أخر لتمرير عقائده الى عوام أهل السنة سوى تسطيح الخلاف وتهميشه مع التسفيه والتجريح والطعن فى أهل العلم الذين قرأوا كتبهم واطلعوا على ضلالاتهم وأقاموا أحكامهم على أساسها!
رجل يقول القرءان محرف، وله فى ذلك روايات صحيحة السند عنده!! أيقال أن هذا اجتهاد يمكن قبوله؟ أيقال أن هناك حل وسط بين كلامه وكلامنا يمكن أن نرتضيه جميعا؟ رجل يقول فى قوله تعالى (ان الله يأمركم أن تذبحوا بقرة) يعنى عائشة! مثل هذا كيف يتكلم معه وكيف يبتغى معه حل وسط؟؟
ما أقبحه من جرم فى جق دين الله أن يقال للعامة أننا وهم سواء وأن الخلاف خلاف فقهى سائغ!! ما أقبحه من جرم! هل ردنا ودفعنا لما يهدم أصول ديننا هو عندكم ضيق أفق وضيق رؤية؟ ملعونة تلك الرؤية التى تقبل الكذب على الله والالحاد فى أياته وتعده اختلافا فى الفروع واجتهادا مقبولا!!
ويتكلم الشيخ حسن النمر الشيعى بمثل ما تكلم به سابقه من التقية والكذب.. ويهيل الاتهامات على الشيخ بن جبرين حفظه الله، فيما يتعلق بفتواه فى شأن حزب الله اللبنانى.. وقد تحقق لهم المراد فى قلوب أكثر العوام فى أمتنا من تحول ذلك الحزب الى جسر يعبر من فوقه الدين الرافضى الى قلوب المسلمين! وكلام هذا الرجل خير دليل وشاهد على هذا الأمر، وهى نغمة أتوقع أن نسمعها كثيرا فيما يأتى من الأيام، لأنهم قد لا تسنح لهم مثل هذه الفرصة مرة أخرى! تسفيه علماء السنة وتعبئة المسلمين ضد (الوهابيين) والسلفيين، وفى نفس الوقت ممارسة حملة دعائية هائلة لملة الرافضة تحت شعار التقريب بين المذاهب، فى محاولة لازاحة امامة علماء السنة المنضبطين والحلول فى مكانها فى قلوب الناس.. وقد قام الاخوان المسلمون – غفر الله لهم – سيما فى مصر بدور كبير فى خدمة أهدافهم من حيث لا يشعرون. وقد أعلن الكثيرون تشيعهم ولا حول ولا قوة الا بالله، وهم أصلا لا يعلمون معنى التشيع ولا يفهمون حقيقته! فالشاب الذى تعلق من قبل بجمال عبد الناصر وقال أنا ناصرى أو اشتراكى، ما أسهل أن يتعلق اليوم لنفس السبب بحسن نصر الله ويقول أنا شيعى!! وما أكثر من تلك حالهم فى شبابنا اليوم ولا حول ولا قوة الا بالله.
ولا يختلف كلام النمر هذا عن سابقه كثيرا. فتماما كما قدم الأول بقوله أننا لا نسب الصحابة ثم مهد بالتدريج لسلخ عدالتهم، كذلك فعل صاحبنا هذا، اذ نفى بحماسة تورط الشيعة فى سب ولعن الصحابة، ولكنه دخل بقوله أنهم كانوا فيهم أخطاء ومثالب وأنهم غير معصومين (وكأنه يريد أن يمهد للطعن عليهم)
ثم يأتى هذا الخبيث بالحديث المتفق عليه أن رسول الله (ص) يرد الحوض فيذاد عنه جماعة من الصحابة فيقول أصحابي ، أصحابي ، فيجاب بأنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فيريد فى حيلة خبيثة أن يلبس على عامة المسلمين أن المقصود به انما هو الصحابة، وأنهم أحدثوا من بعده أمورا كبيرة، على وفق ما يزعم الكذبة الزنادقة، يمنعون بها من الحوض.. فسبحان الله، وكأن الله ما زكاهم فى كتابه ولا وعدهم بشئ! واستخدامه للفظ (جماعة من الصحابة) هذا لم يرد فى أى من روايات الحديث، وانما ورد قوله (ناس من أصحابى) فى رواية للبخارى، وفى رواية (رجال منكم) وفى رواية فى البخارى أيضا (وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : يا رب أصحابي ، فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك).. فالشاهد أن الحديث لا يفهم منه أن مراد النبى صلى الله عليه وأله وسلم أن الذين يمنعون من الحوض هم الصحابة رضى الله عنهم وأرضاهم، وانما هم ناس من أمته صلى الله عليه وأله وسلم منعتهم ذنوبهم التى أحدثوها وما كان النبى ليعلم عنها شيئا وقد وقعت بعد موته.. وقوله (أصحابى) هو لكونهم من أمته صلى الله عليه وأله وسلم، يقولها للمسلمين جميعا على حوضه، ولا عجب فقد قال فى حديث صحيح (اشتقت لاخوانى) فلما سأله الصحابة ألسنا نحن اخوانك يا رسول الله قال بل أنتم أصحابى قالوا فمن اخوانك قال الذين أمنوا بى ولم يرونى.. فمن هذا الباب لا يستغرب أن يستقبل رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم المسلمين المؤمنين جميعا يومئذ بقوله (أصحابى).. ولا شبهة على الاطلاق.. نسأل الله ألا يحرمنا شربة هنيئة مريئة من حوض نبيه صلى الله عليه وأله وسلم.
ثم يدلف هذا الخبيث بعد ذلك الى الباس أل البيت رضى الله عنهم ثوب الخصوصية والتميز والتنزه عما وقع فيه الصحابة بزعمه، ويستدل بحديث محرف فى كتبهم (تركت فيهم ما ان تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله وعترتى أل بيتى) وأصل الحديث فى كتب الصحيح عندنا (كتاب الله وسنتى)..
ولا يفوته أن يتمسح بفتوى الشيخ محمود شلتوت رحمه الله وغفر له والتى أجاز فيها التعبد بالمذهب الجعفرى، وقد كانت خطأ كبيرا وجريمة فى حق الأمة، فهو رحمه الله نحسب أنه ما كان يتصور حقيقة أصول ذلك المذهب ومصادر التلقى فيه.
ثم يكذب ثانية ويقول أن الغاية من التقريب ليست أن يتحول السنة الى شيعة ولا الشبعة الا سنة..
قلت: لا والله بل لا يكون تقريب أصلا الا أن تتبرأوا من الباطل وتدخلوا فى السلم الصحيح فى سنة النبى صلى الله عليه وأله وسلم والتى أجمع المسلمون سلفا وخلفا على صحتها وعلى أنها هى الاسلام!
فان كذبت أنت وزعمت أنك لا تريد أن يتشيع المسلمون فنحن لن نكذب وسنقول صراحة أننا ما نريد الا أن يدخل الضالة فى الحق وأن يصير الشيعة من أهل السنة الموحدين، العابدين الله على بصيرة الحق على خير هدى أخرج للناس. لا كذب عندنا ولا تقية ولا أساس لتقريب ولا وحدة غير أن نجتمع جميعا على الحق ونبذ الباطل.
ثم يعزف على وتر الوضع السياسى وحاجة الأ/ة الى توحدات سياسية فى ظروفها الراهنة،
وأقول لا بأس بأن ندخل فى أحلاف سياسية بل وعسكرية اذا لزم الأمر، وهذا أمر مطرد فى تاريخ أمتنا حتى مع اليهود والنصارى، ولكن ما دمتم يا معاشر الرافضة على ذلك الدين فأنتم أمة غير أمتنا ولا يمكن أن نمتزج ذلك الامتزاج الكلى الذى تطالبون به حتى تتفقوا معنا على الأصول والثوابت وتصححوا ما انحرفتم فيه! والا فما فى قلوبكم سيبقى فى قلوبكم وكذا ما فى قلوبنا ولن تجرى الأحداث الا من منطلقه! وهذه حقيقة يشهد عليها التاريخ، شئتم أم أبيتم.
فهل بقولى هذا الكلام أوصف بأنى تكفيرى؟ هكذا سيصفنى ولا شك.. وسيقول بحماسة أنى أدعو الى الفرقة والى تشتت صفوف المسلمين.. فان قلت له ارجع الى القرءان والى السنة لأقيم لك الأدلة والبراهين، فالى أى قرءان سيرجع والى أى سنة؟؟ سبحان الله
ثم هو بعد ذلك يسخر من الفتاوى التبديعية والتفسيقية ونحوها اذ يشبهها بالمحاكم التفتيشية فى أوروبا فى العصور والوسطى وتسلط الكنيسة.. فلعله يصيب بذلك هوى بعض العلمانيين الذين يؤمنون بفصل الدين عن الدنيا، فيوافقونه على "فكره" وينضمون الى صفه ضد (الخونة التكفيريين)!!
أكتفى بهذا القدر من مناقشة أكاذيب ما عرضة علماء الشيعة فى كلامهم فى ذلك المقال، فقد رأينا بأعيننا نماذج قليلة لما فى كتبهم من زندقة يكذبون ويزعمون أنها لا وجود لها وأنها مفتراة عليهم منسوبة لهم اثما وعدوانا!! فالله المستعان عليهم وعلى ما يأفكون..
وأخيرا فانى أسأل الله أن يعلم المسلمين ما ينفعهم وأن يعافيهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.. انه ولى ذلك والقادر عليه
ما أصبت من صواب فمن الله وما أخطأت فمن نفسى ومن الشيطان..
والحمد لله رب العالمين
كتبه أخوكم الظالم لنفسه
أبو الفداء