تخطى إلى المحتوى

التكملة الثانية 2024.


،،،، (( بسم الله الرحمن الرحيم )) ،،،،،،،

5- ومن الأخطاء في عاشوراء :-
صيام يوم التاسع فقط ، مستندا لحديث عبد الحكم بن الأعرج ، قال : انتهيت إلى ابن عباس – رضي الله عنهما وهو متوسد رداءه في زمزم ، فقلت له : أخبرني عن صوم عاشوراء ، فقال : إذا رأيت هلال المحرم فاعدد ، وأصبح يوم التاسع صائما ، قلت هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم – يصومه ؟ قال : نعم ) متفق عليه

وهذا خطأ من وجوه عدة :-
ذكر المؤلف حفظه الله أربعة أوجه ، نذكر منها وجهين فقط اختصارا للوقت :-

الوجه الأول :-
قال الزيد بن المنير ، قوله : ( إذا أصبحت من تاسعه فأصبح صائما ، يشعر بأنه أراد العاشر ، لأنه يصبح بعد أن أصبح من تاسعه إلا إذا نوى الصوم من الليلة المقبلة ، وهي الليلة العاشرة ) انظر صحيح مسلم بشرح النووي
ويؤيد هذا القول ما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أنه قال ( ما علمت رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوما يتحرى فضله على الأيام غير يوم عاشوراء ) انظر فتح الباري بشرح البخاري

قال ابن حجر رحمه الله ، ويقدر هذا الاحتمال ما رواه مسلم أيضا – من وجه آخر عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ) فمات قبل ذلك فإنه ظاهر في أنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم العاشر – وهم بصوم التاسع فمات قبل ذلك ، ثم ما هم به من صوم التاسع يحتمل معناه أنه لا يقتصر عليه ، بل يضيفه إلى اليوم العاشر ، إما احتياطا له ، وإما مخالفة لليهود والنصارى وهو الأرجح ، رواه مسلم

الوجه الثاني :-
إجماع العلماء من السلف والخلف في أن يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم يدل دلالة على صحة ما ذهبوا إليه ، لقوله صلى الله عليه وسلم ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) وممن قال ذلك سيعد بن المسيب ، والحسن البصري ، وأحمد ، وإسحاق ، وخلاق ، وهذا ظاهر الأحاديث ومقتضى اللفظ .

6- ومن الأخطاء أيضا :-
صيام اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر معا ، وهذا خطأ ، فإنه لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته رضوان الله عليهم أجمعين أنهم صاموها جميعا وأمروا بصيامها ، وإنما الذي ورد صيام اليوم العاشر فقط أو صيام التاسع والعاشر معا ومن ذلك ما يلي :-

– قال صلى الله عليه وسلم : ( هذا يوم عاشوراء ولم يكتب عليكم صيامه وأنا صائم فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر ) متفق عليه

– وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال : ما هذا ؟ قالوا : هذا يوم صالح ، هذا يوم نجى الله فيه إسرائيل من عدوهم ، فصامه موسى ، قال : فأنا أحق بموسى منكم ) فصامه وأمر بصيامه ، متفق عليه

– وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال ( ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم ( يوم عاشوراء ) ، وهذا الشهر ( يعني شهر رمضان ) متفق عليه

– وعن ابن عباس رضي الله عنهما – قال : حين صام النبي صلى الله عليه وسلم – يوم عاشوراء ، وأمرنا بصيامه قالوا : يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فإذا كان العام المقبل صمنا يوم التاسع ، فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه أبو داود

وفي رواية ابن ماجه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن اليوم التاسع ) وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم آثار آخر ليس هذا مكان بسطها فيها دليل على أن صومه كان في يوم عاشوراء ، وبين أنه إذا بقي إلى العام المقبل فإنه يصوم اليوم التاسع .

ولا تعارض بين هذه النصوص وما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( صوموا يوم عاشوراء ، وخالفوا فيه اليهود صوموا قبله يوما أو بعده يوما ) رواه أحمد في مسنده ، وإسناده حسن

وذلك من عدة وجوه :-
الوجه الأول :-
أن ظاهر النص لا يشعر أنه أمر صلى الله عليه وسلم بصيام التاسع والعاشر والحادي عشر معا

الوجه الثاني :-
أن جملة ( صوموا قبله يوما أو بعده يوما ، لا تشعر بصيام اليومين العاشر ، وإنما هو على التخيير إما صوم يوم قبله ، أو صوم يوم بعده

الوجه الثالث :-
لم نطلع – فيما نعلم – على وجود نص في صيام اليوم الحادي عشر من المحرم منفردا

الوجه الرابع :-
لم يثبت على قصر إطلاعنا – أن الصحابة رضوان الله عليهم صاموا الثلاث أيام معا ، التاسع والعاشر والحادي عشر ، ولو فعله أحدهم لنقل إلينا وهم أحرص الخلق على صحة النقل والله تعالى أعلم بالصواب

وعلى هذا فإننا نقول :-

1- إما أن يصام يوم عاشوراء وحده وهذا منصوص عليه .
2- وإما أن يصام اليوم التاسع والعاشر معا ، وهذا منصوص عليه
3- وإما أن يصام اليوم العاشر والحادي عشر ، وهذا منصوص عليه

وعليه فقد وهم من قال : أن صيام عاشوراء على ثلاث مراتب ، أدناها أن يصام وحده ، ووفوقه أن يصام التاسع معه ، وفوقه أن يصام التاسع والحادي عشر

ولا تعارض بين ما ذكرنا وبين حديث ( صوموا يوم عاشوراء ، وخالفوا فيه اليهود ، صوموا قبله يوما ، وبعده يوما ) لأنه لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم ، بل ضعفه أهل العلم وما كان كذلك فإن تقديم ما صح عنه صلى الله عليه وسلم أولى بالاتباع .

قلت ( هذا من كلامي وليس من كلام المؤلف حفظه الله )

لو أن مسلما من عادته صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، كما جاء في فضل ذلك ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم ، بثلاث : صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتي الضحى ، وأن أوتر قبل أن أنام ) متفق عليه ، فصام التاسع والعاشر والحادي عشر ، لكي ينال فضل صيام ثلاثة أيام من كل شهر فهذا لا باس به إن كانت هذه نيته

أما إن كانت نيته أن صيامه التاسع والعاشر والحادي عشر أكمل وأفضل في صيام عاشوراء فهذا ليس فيه دليل البته .

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.