ومن أجل عدم الوقوع في كل هذه المشاكل التواصلية والأسرية والتربوية بسبب انعدام التواصل أو ضعفه بين الزوجين أو بين الوالدين مع أبنائهم، يجب نهج سبل تأسيس تواصل قوي وصادق.
ويبرز الدكتور محمد بولوز الباحث في الشؤون الشرعية والتربوية في حديث لموقع "المسلم" أن الحديث عن وسائل التواصل الأسري يفترض تحقق الرغبة الصادقة في ذلك، واستشعار أهمية الأمر من جهة سده لحاجات حقيقية لجميع أفراد الأسرة، وبكونه يدخل في التنشئة السليمة للأطفال، وترسيخ دعائم المودة والرحمة والسكينة بين الزوجين، مضيفا أنه بقدر رسوخ الوعي بأهمية التواصل وفوائده التربوية والاجتماعية، بقدر ما ينبغي التفنن في إبداع الوسائل الموصلة إلى ذلك بل وتعلمها والاستفادة من تجارب الآخرين فيها.
ويحدد بولوز الخطوات الأولى لإرساء تواصل أسري من بينها: الحرص على حسن العشرة بالمعروف وكف الأذى حتى يشعر الجميع بالفائدة الملموسة للتواصل وبأنه لن يكون مناسبة للتقريع واللوم وكثرة الشكوى وغيرها من منغصات التواصل، والحرص على أداء الواجبات قبل المطالبة بالحقوق، فيؤدي الآباء ما وجب عليهم تجاه الأبناء، ويبذل الأبناء ما فرض عليهم من واجبات الإحسان وتؤدي الزوجة حق زوجها والزوج حق زوجته ..
ويسترسل بولوز مبينا بعض وسائل التواصل الأخرى ومن بينها: العناية بإقامة الدين في الأسرة وصرح الأخلاق والحياة الجادة المنتجة لجميع أفرادها، فالتذكير بالصلوات الخمس تواصل، ومرافقة الأبناء إلى المسجد تواصل وبذل النصح في اللباس وعموم الآداب تواصل، وتحفيظ القرآن للأبناء تواصل، ومراجعة الدروس معهم تواصل، وتوريث الخبرات تواصل…
الكلمة الطيبة وعقد مجلس أسري
ويضيف الباحث المغربي أنه من آليات التواصل أيضا: بذل الجميع للجميع الكلمة الطيبة واختيار الألفاظ المناسبة وأدب التحية وإفشاء السلام وتزيين الوجه بالابتسامة واعتماد أسلوب الهدايا ولو كانت رمزية، واغتنام الفرص المناسبة للتقرب والتودد والتحبب كالأعياد والمشاركة في المسرات وكذا المشاركة الوجدانية في الأوقات العصيبة، وكذا الاجتهاد في تنويع وسائل إدخال السرور على نفسية الزوجة والأولاد بالخرجة والرحلة والجولة والاصطياف ومصاحبتهم لبعض التمارين الرياضية وتناول بعض الوجبات خارج
البيت كلما يسر الله الظروف والأحوال..ومن ذلك أيضا ـ وفق محمد بولوز ـ استثمار التباعد الذي قد يحدث بسبب سفر أو عمل بين أفراد الأسرة، بالرسالة أو الهاتف أو التواصل الالكتروني، فقد يوفق الإنسان للتعبير عن مشاعره أكثر مما يكون عند تقارب الأبدان..
ويردف الدكتور بولوز بالقول: "كلما قدر أفراد الأسرة على عقد مجلس أسري كل أسبوع أو حتى كل شهر للتداول في شؤون الأسرة المادية والمعنوية ومسح صفحة القلوب بشيء من العتاب اليسير والتسامح والتغافر وبعض المواد التربوية الخفيفة كشرح آية أو حديث أو مقطع من السيرة النبوية الشريفة أو قراءة ثمن أو ربع من القرآن الكريم أو سرد قصة هادفة أو شيء من النكات البريئة الهادفة..، كل ذلك ومثله يعمق التواصل والترابط..".
واتئبلو مني فائق الاحترام اختكم با الله حنين الشاميه