{ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ } البقرة: 281
إن العاقل من وعظ نفسه . وأخذ حذره وحاسب نفسه .والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت .والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني .
فإن الدنيا دار فناء . نحن عنها راحلون . وعن ما عملنا فيها محاسبون . وبين يدي الله موقوفون .
فماذا نحن قائلون !!!
تذكر
إذا ارتجف قلبك . وأزداد فزعك . واندهش عقلك . وحانت ساعتك فيا له من موقف ما أعظمه . ومنظر ما أفظعه . ويوم ما
أهوله {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُون لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} .
تذكر
أنك ستبيت في القبر وحدك . وسيباشر التراب خدك . وستنهش الديدان لحمك . وستبقى رهين عملك .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم يتبع الميت ثلاثة أهله وعمله وماله
فيرجع اثنان ويبقى واحد
يرجع أهله وماله ويبقى عمله
تذكر
يوم تشهد عليك الشهود . وتفضحك فيه الجوارح والجلود! فأين يكون مهربك وإلى أين يكون الملتجأ ؟ والشهود منك والشهادة
عليك ، فتأمل !! تعصي الله بها ومن أجلها وتذود عنها ، ثم تأتي يوم القيامة تشهد عليك .تذكر الموت وسكراته . والقبر
وظلماته . والميزان ودقاته . والصراط وزلاته . والحشر وأهواله . تذكر يوم القيامة . يوم الحسرة والندامة . الذي تكون
دعوى الأنبياء وهم الأنبياء في ذلك اليوم ( نفسي نفسي لا أسألك إلا نفسي ، اللهم سلم سلم) يارب سلم، فإن كان هذا حال
الأنبياء يومئذ فأي حال يكون حالك أنت وأي مقال يكون مقالك في تلك اللحظات الرهيبة التي تأتي فيها تحمل وزرك الذي بارزت الله به ليلاً ونهاراً ، سراً وجهاراً ، إنه موقف الذل
والخزيوالعار والصغار ، فبأي وجه تلقي الله وقد خالفت أوامره وانتهكت حدوده ، أما تخاف من عقابه ؟ وتجزع من عذابه .
عباد الله
إن ربنا سبحانه وتعالى ينادينا ليتوب علينا ينادينا ليغفر لنا ينادينا ليبدل سيئاتنا حسنات
فيقول لنا
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ
اللهم انت ربى لااله الا انت خلقتنى وانا عبدك وانا على عهدى ووعدى ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذمبى فاغفر لى ذنبى كله دقه وجله وأوله وآخرة وعلانيته وسره فانه لايغفر الذنوب الا انت .
أسأل الله الكريم أن يجعلنى وإياكم من عباده المتقين
يارب يارب يارب
موضوع جميل ومميز
جزاك الله خيرا