وتشير الباحثة واختصاصية التغذية تيني لويس في جامعة راش الطبية بشيكاغو إلى أن التوتر لبعض السيدات يحفز أجسامهن على تخزين الدهون والاحتفاظ بها من أي طعام تتناوله حتى لو كان حجمه صغيرا.
وكانت لويس قد أجرت دراسة على اكثر من 2024 سيدة تترواح أعمارهن بين (40 و50 عاما) من مختلف مناطق الولايات المتحدة، حيث طلب منهن أن يكتبن قائمة بالأمور السيئة التي تجلب لهن التوتر في حياتهن كالعمل والخلافات الأسرية وفقدان الأقارب والأصدقاء.
واكتشفت لويس مع مجموعة من الباحثين أنه كلما زاد التوتر لدى السيدة، كان وزنها مرتفعا، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الأخرى المؤثرة في الوزن كالريجيم والرياضة أو تناول الطعام بشكل كبير وغيرها من الأمور.
وتفسر لويس الظاهرة بأن التوتر يجعل الجسم يعمل بنظام الكر والفر الذي يستخدمه لحماية نفسه في الظروف المفاجئة، عندما يستقبل الدماغ التهديد، فإنه يرسل إشارات إلى غدة الأدرينالين المتواجدة فوق الكليتين لتفرز هرمونات التوتر.
وتحفز هذه الهرمونات الخلايا الدهنية لإنتاج الطاقة التي تحتاجها العضلات للقيام بالكر أو الفر، وبعد مرور الأزمة، يعمل الجسم على إعادة تخزين خلاياها بالدهون التي فقدتها لتعود إلى طبيعتها.
أستاذة الطب ساندرا اندرو بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو تقول إن هذا النظام يعمل بشكل جيد إذا ما كنا نمارس التمارين الرياضية، ولكن في حالة القلق والتوتر، فإن الجسم يحفز الخلايا على إعادة تخزينها بشكل أكبر وباستمرار، الأمر الذي يسبب الخلل والضرر.
وتقول إن التوتر يزيد الدهون في منطقة البطن، لأنها المنطقة الوحيدة في الجسم التي تخزن الدهون أربعة أضعاف المناطق الأخرى، لذلك يمكن ملاحظة سرعة زيادة الوزن في تلك المنطقة.
ويلعب التوتر أدوارا أخرى في زيادة وزن الجسم، فهو يحفز شهية الإنسان، كونه يفرز إشارات إلى الجسم بأنه بحاجة الى الطعام لحرقه وإنتاج "الطاقة الوهمية"، ويطلب الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية التي تبعث على الراحة مثل البوظة والحلويات والكعك التي تحتوي على عناصر كيميائية تحفز الدماغ، وينتج شعورا بالسعادة يخفف من حدة التوتر.
والتوتر يسبب الأرق، الأمر الذي يسبب خللا بالهرمونات ومن ثم زيادة في الوزن، ويقول د. روبرت فورونا إن أغلب السيدات يعتقدن أن قلة النوم تحرق السعرات الحرارية، وهذا اعتقاد خاطئ، لذلك يجب على من يعاني من الأرق أن يعالج نفسه إما بالتغلب على مصدر التوتر أو مراجعة الطبيب.
ورغم أن الناس لا يستطيعون التحكم بالأسباب التي تسبب لهم التوتر على اختلاف حدته، إلا أن هناك طرقا للتخلص من الأضرار السلبية لهذا التوتر.
وتقول الاختصاصية النفسية اليس دومر إن "الحصول على الدعم من الأصدقاء والأقارب أمر أساسي للتغلب على التوتر"، مشيرة إلى أن هذا الدعم يحسن من الصحة النفسية والعاطفية للبشر.
ويمكن الاحتفاظ بكتيب صغير لتدوين الأمور التي سببت التوتر للشخص ليتمكن من التصرف بطريقة أفضل للتعامل معها والتخلص منها، فمثلا بعد شجار كبير مع الزوج، يمكن تدوين جميع الأسباب التي أدت إلى الشجار وأسباب الشعور بالإحباط والغضب، وبعد الشعور بالهدوء، يمكن الرجوع إلى تلك المذكرات لتحليل المواقف من دون إطلاق أحكام، كما يمكن الخروج بأفكار للتصرف بشكل مختلف في المرة المقبلة التي يحدث فيها الشجار.