فالصلاه وسيله من وسائل التزكيه وهي وهي المظهر الارقى للعبوديه والشكر فهي إذن هدف في حد ذاتها فهي غايه وسيله وبقدر ماتؤدى على تمامها وكمالها تكون علامه واثر على ان النفس مزكاه والقلب مطهر فاقمتها على الكمال والتمام وسيله وغايه وأثر
****هناك تداخل مابين الوسائل والغايات والاثار فالصلاه وسيله والغايه العباده والاثر ان الصلاه تنهى عن الفحشاء وامنكر ……….كلام الشيخ محمد الصادق
في الصلاه
قال تعالى ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )
وإنما تكون الصلاه كذلك إذا أقيمت باركانها وسننها وتحقق صاحبها بأدب الظاهر والباطن ومن اداب الظاهر اداؤها كامله بالجوارح ومن اداب الباطن الخشوع فيها والخشوع هوالذي يجعل للصلاه الدور الكبير في التطهير والدور الاكبر في التحقق والتخلق
قال الرسول عليه الصلاة والسلام :
( أول علم يرفع من الأرض الخشوع ) اخرجه الطبري بسند حسن
واذاكان الخشوع هو اول علامات المفلحين قال تعالى
( قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون )
واذا كان اهل الخشوع هم اهل البشاره من الله
( وبشر المخبتين الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ماأصابهم والمقيمي الصلاه ومما رزقناهم ينفقون )
فاذا كان الخشوع هذا شأنه ففقدانه يعني فساد القلب وفساد الحال وصلاح القلب وفساده عليهما مدار الصلاح والفساد
فقد قال الرسول الكريم عليك صلاة الله ياحبيب الله :
( إن في الجسد مضغه اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الاوهي القلب ) أخرجه البخاري ومسلم
بيان اشتراط الخشوع وحضور القلب في الصلاه
والادله كثيره قال تعالى ( اقم الصلاه لذكري ) وظاهر الامر الوجوب والغفله ضد الذكر فمن غفل في جميع صلاته كيف يكون مقيماً للصلاه لذكره وقال تعالى ( ولاتكن من الغافلين ) وهنا نهي ظاهره التحريم
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( انما الصلاه تمسكن وتواضع )
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن العبد ليصلي لايكتب له الا سدسها او عشرها )
وقال الواجد بن زيد : اجمعت العلماء على انه ليس للعبد من صلاته الا ماعقل منها
وروي عن الحسن انه قال ان كل صلاه لا يحضر فيها القلب فهي الي العقوبه اسرع
بيان المعاني الباطنه التي تتم بها حياة الصلاه
وهي التي يجب على المصلي ان يجاهد نفسه حتى تتم الحياه لصلاته
1 " حضور القلب
ونعني به أن يفرغ القلب عن غير ماهو ملابس لافعال الصلاه ولايكون الفكر جائلاً في غيره فتخشع الجوارح ويحضر القلب
2 " التفهم
وهو تفهم معنى الكلام أمر وراء حضور القلب فربما يكون القلب حاضراً مع اللفظ ولايكون حاضراً مع معنى اللفظ ويعنى به في تفهم معاني القران والتسبيحات وكم من معاني لطيفه يفهمها المصلي ولم يكن قد خطر بقلبه ذلك من قبل
ومن هذه الناحيه تكون الصلاه ناهيه عن الفحشاء والمنكر فأن تفهم أموراً يمنع عن الفحشاء لامحاله
3 "التعظيم
استشعار كون الله عظيم
فهو امر وراء حضور القلب والفهم اذ الرجل يخاطب عبده بكلام وهو حاضر القلب ومتفهم لمعناه ولايكون معظماً له فالتعظيم زائد عليها
4 "الهيبه
فزائده على التعظيم بل هي عباره عن خوف منشئوه التعظيم لأن من لايخاف لا يسمى والمخافه من العقرب وسوء الخلق ومايجري مجراه من الاسباب الخسيسه لا تسمى مهابه بل الخوف من السلطان المعظم يسمى مهابه والهيبه خوف مصدره الأجلال
5 " الرجاء
فلا شك أنه زائد فكم من معظم ملكاً من الملوك يهابه او يخاف سطوته
6" الحياء
فهو زائد على الجمله لأن مستنده استشعار تقصير وتوهم ذنب ويتصور التعظيم والخوف والرجاء من غير حياء حيث لا يكون توهم تقصير وارتكاب ذنب
اسباب المعاني السته :
فاعلم ان حضور القلب سببه الهمه فإن قلبك تابع لهمتك بلا يحضر إلا فيما يهمك والقلب ان لم يحضر في الصلاه لم يكن متعطلاً بل ومصروفه اليه من امور الدنيا فلا حيله ولا علاج لأحضار القلب الابصرفه الى الصلاه والهمه لاتنصرف اليها مالم يتبين أن الغرض المطلوب هوالايمان والتصديق ان بأن الاخره خير وابقى وأن الصلاه وسيله اليها واذا اضيف هذا الى حقيقه العلم بحقارة الدنيا ومهانتها حصل من مجمزعها حضور القلب في الصلاه اما التفهم فسببه انبعد حضور القلب ادمان الفكر وصرف الذهن الى ادراك المعنى وعلاجه هو في احضار القلب والاقبال على الفكر والتشمير لدفع الخواطر الشاغله وقطع وموادها اي الاسباب التي تجذب الخواطر اليها وكذلك من احب شياء اكثر من ذكره فذكر المحبوب يهجم على القلب بالضروره لذلك ترى أن من احب غير الله لا تصفو له صلاه عن الخواطر واما التعظيم فهي حاله تتولد من معرفتين أحداها معرفه جلال الله عزوجل وعظمته وهو من اصول الايمان والثانيه : معرفة حقارة النفس وخستها وكونها عبداً مسخراً مربوباُ حتى يتولد من المعرفتين الاستكانه والانكسار والخشوع لله سبحانه وتعالى واما الهيبه والخوف فحاله تتولد من المعرفه بقدرة الله وسطوته ونفوذ مشيئته وانه لو اهلك الاولين والاخرين مانقص من ملكه شيئ وكلما زاد العلم بالله زادت الخشيه والهيبه واما الرجاء فسببه معرفه لطف الله عزوجل وكرمه وعميم انعامه ولطائف صنعه ومعرفة صدقه في وعده الجنه بالصلاه فاذا حصل اليقين بوعده والمعرفه بلطفه انبعث من مجموعها الرجاء لا محاله اما الحياء فاستشعار التقصير في العباده وعلمه بالعجز عن القيام بعظيم حق الله عزوجل ويقوي بذلك بالمعرفه بعيوب النفس وافاتها وقله اخلاصها وميلها الى الحظ العاجل في جميع أفعالها مع العلم بعظيم مايقتضيه جلال الله والعلم بانه المطلع على السر وخطرات القلب وإن صغرت وخفيت وان حصل هذا الشعور فهو مايسمى بالحياء وكل ما طلب تحصيله فعلاجه احضار سببه معرفه سببه ورابط جميع هذه الاسباب الايمان واليقين وبقدر اليقين يخشع القلب .
وللموضوع بقيه في الاسبوع القادم ان شاء الله
وبارك فيك أينما كنت و حللت ..
وجعل ما تكتبين حجة لك لا عليك يوم القيامة ..
واياكم اختي الغاليه مريم 2024
وشكراً على المرور العطر