قال تعالى : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (21) سورة الأحزاب .
وقد روى الإمامان البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن دوسا قد عصت و أبت فادع الله عليهم , فاستقبل القبلة – رسول الله صلى الله عليه وسلم – ورفع يديه , فقال الناس : هلكوا , فقال : اللهم اهد دوسا وائت بهم , اللهم اهد دوسا وائت بهم , اللهم اهد دوسا وائت بهم .
فمن تخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم تجده حليما رشيدا في أقواله وأفعاله إذ أنه سار على هديه واقتفى أثره فكان عطاء الله له عظيما , وجزاؤه له في دار الجزاء وافرا وكريما .
وثبت في الصحيحن عن أنس رضي الله عنه قال : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته ثم قال مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء
وشتم رجل أبا ذر رضي الله عنه فقال له يا هذا لا تستغرق في شتمنا ودع للصلح موضعا فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكبر من أن نطيع الله فيه .
قيل:
يُخاطِبُني السفيهُ بكلِّ قبحٍ … فأكرَهُ أن أكونَ له مجيباً
– يزيدُ سفاهةً وأزيدُ حِلماً … كعودٍ زادَهُ الإِ حراقُ طيباً
وقسم معاوية رضي الله عنه قطفا فأعطى شيخا من أهل الشام قطيفة فلم تعجبه فحلف أن يضرب بها رأس معاوية رضي الله عنه فأتاه فأخبره فقال معاوية أوف بنذرك , و ليرفق الشيخ بالشيخ
فهذه هي القدوة , النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده , {أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (22) سورة المجادلة.
قال عبدالرحمن بن الحكم بن أبي العاص لأناس نالوا منه :
والله ما عطفا عليكم تركتكم………….. ولكنني أكرمت نفسي عن الجهل
نأوت بها عنكم وقلت لعاذلي ……….. على الحلم دعني قد تداركني عقلي
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ). متفق عليه .
وقد قيل :
لا ترجعن إلى السفيه خطابه ……… إلا جواب تحية حياكها
فمتى تحركه تحرك جيفة ……….. تزداد نتنا إن أردت حراكها
وقيل أيضا :
إِذا نطقَ السفيهُ فلا تجبْهُ … فخيرٌ من إِجابتِه السكوتُ
– سكتُ عن السفيهِ فظنَّ أني … عييت الجوابِ وما عييتُ
– فإِن كَلَّمْتهُ فَرَّجْتَ عنه … وإِن خليته كمداً يموتُ
– شرارُ الناسِ لو كانوا جميعاً … قذىً في جَوْفِ عيني ماقديتُ
– فلستُ مجاوباً أبداً سَفيهاً … خزيتُ لمن يجافيه خزيتُ
قال الحسن :
لأهل التقوى علامات يعرفون بها , صدق الحديث , وأداء الأمانه , والإيفاء بالعهد , وقلة الفخر والخيلاء , وصلة الرحم , ورحمة الضعفاء , وقلة المثافنة للنساء , وحسن الخلق , وسعة العلم , واتباع العلم فيما يقرب إلى الله زلفى .
المرجع
الحلم لابن أبي الدنيا
اللهم آمين
السلام عليكم
أخي الكريم وليد دويدار حفظه الله ورعاه
جزاكِ الله خير الجزاء
ولو تسمحلي اضيف قصه في الحلم عن الاحنف بن قيس
اللهم ارزقنا الرفق والحلم
شكر الله لكم التعقيب والإضافة
محبكم في الله
ولا حرمكم الله الأجر والمثوبة
جازاك الله خيرا و جعله فى موازين حسناتك.
جزاكم الله خيرا ونفع بكم ولعل تصحيح كلمة جازاك يكون افضل
قال الله تعالى: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} (17) سورة سبأ
فيتم تصحيحها إلى جزاك