العمق والإلتزام.
أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يختم لنا هذا الشهر الفضيل,وقد أعتق من النيران رقابنا,وتقبل في الصالحات أعمالنا,وأن يجعل رمضان حصناً يحمينا به من الزلل والإنتكاس بعده ..أمين
لرمضان روح خاصة ..نعم, وهذه الروح هي السبب الذي يجعل المسلمين علي إختلاف طبائعهم وأحوالهم يكون لهم تعامل خاص مع الله في هذا الشهر ,والمؤمن الكيس هو الذي يجعل رمضان محطة زاد وإعداد يعيش علي روحه حتي يلقاه بعد عام,وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم حين قال:{ إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقي بعدها أبداً }
ولذلك روي عن أصحاب الحبيب صلي الله عليه وسلم رضي الله عنهم أنهم كانوا يتهيئون لرمضان ويستقبلونه من قبله بستة أشهر,ويضلون في وداعه ستة أشهر,فهم يعيشون العام كله في رحاب رمضان.
وأبشرك أختي بأن من بركة الطاعة أن يسرك الله لطاعة بعدها,فإذا رأي الله عز وجل من قلبك إقبالاً صادقاً عليه,وتقرباً مخلصاً منه فإن الله عزوجل أكرم, فهو الذي قال:{ من تقرب
إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً…}
ويبقي دورك في الحفاظ علي هذا الخير الذي تحصلت عليه في رمضان,وأقدم لك هذة النصائح سائلة الله تعالي أن تنتفعي بها:
ــ إجتهدي في الحفاظ علي البيئة والروح الإيمانية التي كنت تعيشين فيها الطاعة خلال شهر رمضان من صحبة الصالحين وزيارة المراكز الإسلامية والتواصل مع أنشطة الخير ,هذة البيئة هي التي تعينك علي الإستمرار والمواصلة.
ــ اعلمي أن للنفس إقبالاً وإدباراً,وأنه من غير الطبيعي أن يضل الإنسان علي نفس المستوي الإيماني والروحي أبداً,لكنه يعلو وينخفض ويزيد وينقص..
المهم ألايجعل الشيطان هذا النقصان باباً لإدخال اليأس والإحساس القاتل بالتقصير إلي نفسك,فتقارني بين حالك في رمضان وحالك بعده, فترين الفرق بين الحالتين , فتحسين بأنك أصبحت من المفرطين, فتتركي ماأنت عليه من خير.. عافاك الله من مزالق الشيطان وتلبيسه.
ــ إجعلي لنفسك ورداً يومياً من الأعمال التي كنت تداومين عليها في رمضان ,خاصة الأعمال التي وجدت لها في قلبك أثراً, وأحسست بحلاوتها, فأذا كان القرآن في رمضان هو الأقرب الي قلبك والأحب, فاجعلي لنفسك منه قسطاً يومياً, وحبذا لو كان بنفس الطريقة التي اعتدتي قراءته بها في رمضان..من حيث الوقت والمكان والكيفية..قدر استطاعتك …وهكذا.
ــ إتفقي مع إحدي أخواتك أو صديقاتك المقربات,ممن كن عوناً لك في رمضان علي أن تأخذن بأيدي بعضكن البعض بعده, وأن تتواصين بالطاعة والخير.
ــ أجتهدي في صيام الست من شوال, والعشر الأوائل من ذي الحجة, وعاشوراء, وتلمسي مواسم الخير والطاعة وتعرضي لنفحات الله, فإن كل ذلك يحافظ علي قربك من الطاعة, ويري الله الصدق منك.
ــ أكثري من الصدقة , فكما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:{ الصدقة تطفئ الخطيئة }
ــ ليكن لك ورد ولو بسيط في نصح من حولك ودعوتهم إلي ما تحسين به من فضل الله وخير والطاعة ونورها, فإن نصيحتك ودعوتك من حولك عامل مساعد لك في التزام ماتدعينهم إليه.
ــ وقبل كل ذلك وأثناءه وبعده..استعيني بالدعاء والتزمي باب الله الكريم, واسأليه أن يأخذ بيدك إليه ,وأن يحفظ عليك نعمة الطاعة والقربي منه , وأن يجعل أيامك كلها رمضان..
لاتنسونا معكم في دعوة صالحة
اللهم اصلح لي نفسي وذريتي وزوجي
و علينا الآن أن نسارع في اغتنام ما تبقى من شهرنا بالخيرات، فلا زالت أبواب العتق من النيران مفتوحة..
بارك الله فيك..وأعاد عليك رمضان أعوام مديدة
لقد قرأت موضوع :تعالي نستقبل رمضان من جديد
موضوع متميز ورائع أثابك الله وجعل في موازين حسناتك.
جزاكِ الله خيرا..