تخطى إلى المحتوى

[ الحكم الشرعي لـ تطبيق Qamardeen ] 2024.

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي الأمين
وعلى الآل الطيبين الطاهرين وعلى الصحابة الغر الميامين
وعلى تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد ؛
فمن الأمور المقررة والقواعد المتقررة
أن ديننا الإسلامي صالح لكل زمان ومكان ؛ يسع كل جديد ما لم تكن فيه علّة أشير إلى حرمتها
فالأصل في الأمور الإباحة إلا أن يعرض عارض عليها فينقلها إلى الحرمة
وهذا في باب المعاملات
أما العبادات فكل وارد عليها محرم إلا ما أجازه الدليل
ولعل من أبرز الأشياء التي ولجت عالمنا الأجهزة الالكترونية
الكفية منها والمحمولة على وجه الخصوص
والتي صارت لا تفارق أياً منا
لما اشتهرت به من تطبيقات تيسر على الناس حياتهم اليومية
وتسهل عليهم أموراً كانت عسيرة نوعاً ما
وهذه التطبيقات – كما قلنا – الأصل فيها الإباحة إلى أن يعرض عارض
ينقلها من إباحة استخدامها إلى الحظر والمنع

ومنها على سبيل المثال
تطبيق يتداول هذه الفترة باسم
QAMARDEEN
– وهو بحسب علمي للـ iphone , ipad , ipod
ولا أعلم عن بقية الأجهزة ، إن كان هذا التطبيق يتوافق معها أم لا

برنامج يقوم بـ حساب أدائك للعبادات والطاعات بشكل دقيق
وقد قمت بتصوير التطبيق للتعرف عليه أكثر

أيقونة التطبيق كما تظهر على الـ iphone

لاكي

بداية البرنامج
لاكي

هنا نبدأ باستعراض القوائم
القائمة الأولى :
الصلاة
ويظهر لنا علامات
منها ما يشير إلى أدائك للصلاة مفرد مع أداء السنة
ومنها ما يشير إلى الصلاة خارج الوقت وهو رمز الساعة باللون الأحمر
وفي التطبيق ما هو أكثر ، مثل :
جماعة – جماعة + السنة – مفرد – معذورة – غير محدد
وقد صورت لكنّ مثالاً مرات مفردة مع السنة
ومرة خارج الوقت
لاكي

القائمة الثانية
تختص بقراءة القرآن من ورد يومي وهناك أوراد إضافية
وفي هذه القائمة يمكن للقارئ أن يحدد السورة أو الآية التي يتوقف عندها
وفي القائمة جميع سور القرآن مع جميع الآيات
تظهر بمجرد الضغط على اليوم
لاكي

وهذه قائمة الصدقة
تستعرض أنواع الصدقات من :
مجهود – كسوة – مال – إطعام – ابتسامة – أخرى
وكل ما عليك اختيار الصدقات التي قمت بها لهذا اليوم وتسجيلها
وجزاك الله خيراً !
لاكي

أما القائمة الأخيرة في قائمة الطاعات فهي قائمة الصيام
وبمجرد الضغط على اليوم تظهر لك أنواع الصيام لـ تختار منها :
تطوع – كفارة – فريضة – قضاء – نذر – لم أصم
لاكي

وأخيراً وليس آخراً
إعدادات التطبيق
وفيها السماح أو عدم السماح لإظهار الصلوات الإضافية
وتحديد ما إذا كان المستخدم ذكراً أم أنثى لمراعاة الفروق بينهما في العبادات
وغيرها من الأمور التي تتعلق باستخدام البرنامج

وعلى هذا
يظهر لنا أن الغاية من هذا التطبيق
هو عدّ الحسنات – على طريقة محاسبة النفس –
فيقيس الإنسان إحسانه من خلال المحافظة على الصلوات مع سننها – مثلاً –
وبين إساءته عند التفريط أو التأخير في الصلاة
وهذه البرامج والتطبيقات وأياً كان اسمها
ينطبق عليها ما على جداول المحاسبة وغيرها من الأحكام
إذ أن للأمور مقاصدها ومقصد هذا التطبيق هو إحصاء الحسنات في اليوم والأسبوع بل والشهر
وفي الحقيقة ؛ مثل هذه الجداول والتطبيقات يحرم على المسلم التعامل معها لأنها إن خلت من علّة لم تخل من علات
وإن كان فيها منفعة ففيها عدة مضرات ، يجب التحرز منها ..
ومن الأدلة على تحريم مثل هذا الفعل :

1. عدم ورود الدليل بجواز مثل هذه الأمور
فما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحصي حسناته لا هو ولا صحابته الكرام
وما لم يصلح لزمانهم لن يصلح لزماننا
2. قول ابن مسعود رضي الله عنه لمن كانوا يجمعون الحصى ويكومونها ليعدوا بها حسناتهم :

[ لقد أحدثتم بدعة ظلماً ، أو قد فضلتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علماً ]

وقوله هذا يؤكد أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يحصوا حسناتهم

فبأي حجة نقوم بإحصاء حسناتنا ؟
أترانا فضلناهم علماً ؟ أم أننا نحدث بدعة ؟!

3. قول النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل المسجد فرأى حبلاً ممدوداً بين ساريتين وسأل : ما هذا ؟ فقيل له : لزينب ؛ تصلي فيه فإذا فترت تعلقت به .. قوله عليه الصلاة والسلام :
[ حلوه ؛ حلوه ؛ ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد ]

فلم يشجع النبي صلى الله عليه وسلم على اتخاذ مثل هذه الوسيلة المرهقة ؛ بل شجع على أن يبذل الإنسان وسعه ، يعبد ويقعد ثم يعود للعبادة وهذا شأن المسلم ومثل هذا التطبيق وغيره
لا يراعي نشاط الإنسان وفتوره بل أنه قد يُشعر المسلم بالإحباط زيادة على إحباطه في فترة فتوره وما هكذا تورد الإبل ..
4. القيام بالعمل لا يلزم حصول الأجر عليه وقبوله ؛ بدليل أن المنافقين والمرائين يعملون الأعمال ويأثمون عليها !
فهل ضمن العبد قبول عمله كي يحصيه ؟!
لقد كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم
يدعون الله ستة شهور أن يقبل منهم رمضان !
ولم يكونوا يحصوا حسنات صيامهم لهذا الشهر
وقد قال عز من قال :
[ هو الذي خلق لكم الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ]
ولم يقل أيكم أكثر حسنات !!
بل لابد من حسن العمل والإخلاص فيه والمتابعة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين من بعده
وإذا لم يكن هذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم فقد اختل شرط من شروط حسن العمل !
ومما يؤكد أهمية قبول العمل وأن العمل وحده لا يكفي قوله صلى الله عليه وسلم :
[ إن العبد ليصلي الصلاة ما يكتب له منها إلا عشرها تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها ]
فأيهما أولى وأحرى بالاهتمام ؛ تسجيل الأعمال ؟ أم رجاء الإجابة من الله عز وجل ؟!
5. مهما كانت حسنات العبد ، فإنها لا تضمن له دخول للجنة
لأن الداخل إلى الجنة لا يدخلها إلا برحمة الله كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك
عندما قال :
[ ما من أحد يدخله عمله الجنّة ] فقيل : ولا أنت يا رسول الله ؟
فقال : [ ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة ]
فعلام يحصي عبد الله أعماله ويقرر حسناته وهو لن يدخل الجنة إلا برحمة من الله ومنة ؟!
6. في مثل هذه الجداول والتطبيقات باب شر قد يجر الإنسان إلى التفاخر أو الإعجاب والاغترار بعمله
ولا شيء أخطر على الإنسان من الاغترار بعمله والإعجاب به
مما قد يجره إلى المهالك أو النار والعياذ بالله
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "فالرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقتها,


وأرباب العزائم والبصائر أشد ما يكونون استغفارًا عقيب الطاعات لشهودهم تقصيرهم فيها وترك القيام لله
بها كما يليق بجلاله وكبريائه "

وأي رضا أكبر من أن يسجل الإنسان أعماله مرمّزة ليراها تتكاثر أمامه ويتناسى أنه لم يقم بها كما يليق بجلال المولى سبحانه !
هذا وليسأل العبد ربه الفضل العظيم وقبول عمله
فما رزق عبد خير من توفيق الله عز وجل للعمل أفضل من قبول عمله هذا
والحسنات من عند الله يضاعفها لمن يشاء
ورب عمل يسير فاق أعمالاً عظيمة كبيرة
ببركة مضاعفة حسنات هذا العمل بعد قبوله

وختاماً الله أسأل أن تحصل الفائدة فيما كتبت
فإن أحسنت فمن فضل الله علي
وإن أسأت فمن نفسي والشيطان
المراجع :
القرآن الكريم
الصحيحين
سنن أبي داود
مسند أحمد
كتاب البدع
فتاوى الشيخ ابن عثيمين
موقع الإسلام سؤال وجواب


| منقول |

بارك الله فيكِ سماهر

جزاك الله خيرا
نقاط مهمة وفتوى مهمة ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.