… الأخوة الكرام الأخوات الفاضلات …
… إليكم …
… الدروس اليومية من السنن و الأحكام الشرعية …
… لفضيلة الدكتور … راشد بن حسين العبد الكريم …
… و هذه الدروس مفيدة جدا و قـَيـِّمـَة بحق لأنها تشمل العديد من المواضيع الهامة للمسلمين بطريقة سهلة ميسرة …
… و بإذن الله و مشيئته و عونه و حوله و قوته و مدده … سأقوم بإضافة يومية للدروس …
… كما أرجو منكم إخواني الأفاضل … عدم الرد على الموضوع نهائياً … حتى تكون الدروس مـُتـَّصـِلـَة و تـَعُـمَّ الفائدة للجميع …
… و أسأل الله عز و جل و علا أن يعينني بحوله و مدده و قوته و تيسيره في التواصل معكم و إتمام هذا الموضوع … و أن تعم فائدته الجميع … و أن يكتبه سبحانه في موازين حسناتنا جميعا يوم نلقاه … و أن يجعله حجة لنا لا علينا … و أن يهدينا و المسلمين أجمعين إلى صراطه المستقيم … اللهم آمين …
… و قبل أن نبدأ فى الموضوع لنا شروط نتفق عليها معا ً …
أولا ً … قبل أن تقرأ الموضوع قم باستحضار نوايا صالحة حتى يـُكتب لك الأجر إن شاء الله … و على قدر النية يكون الأجر … فاستحضر ما شئت مما فتح الله به عليك من النوايا … و النية محلها القلب طبعا و لا يـُتلفظ بها …
ثانيا ً …إذا ورد إسم النبى – صلى الله عليه و سلم – … فلتصلوا عليه … مهما تكرر وروده … لقوله صلى الله عليه و سلم … من ذ ُكـِرْتُ عنده فخـَطـِئَ الصلاة عليَّ ؛ خـَطـِئَ طريق الجنة … صححه الألبانى … صحيح الترغيب رقم 1681 …
ثالثا ً … لا تنسوا أخوكم فى الله من دعوة خالصة صالحة بظهر الغيب … لقوله صلى الله عليه و سلم … دعوة المرء مستجابة لأخيه بظهر الغيب عند رأسه ملك يؤمن على دعائه كلما دعا له بخير قال آمين ولك بمثله… صححه الألبانى … صحيح ابن ماجه رقم 2358 …
… و مع المقدمة …
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد..
فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، {يَاأَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُواْاتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاّ َوَ أَنتُم مُّسْلِمُونَ}، ([1]) {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَ بَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَ نِسَاء وَ اتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَ الأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}، ([2]) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ قُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعْ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.([3])
وبعد . . فإن من أفضل الأعمال التي تقرب إلى الله في هذا الوقت تعليم الناس، ونشر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم، بأسلوب سهل يفهمه العامي والمتعلم، وتكرار ذلك حتى ينتشر بينهم ويثبت في أذهانهم، وخير من يقوم بهذا العمل في هذا الزمن الذي كثرت فيه شواغل الناس وصوارفهم هم أئمة المساجد، حيث يغتنمون الدقائق التي يجتمع فيها الناس في المسجد؛لتعليمهم ما تمس إليه الحاجة من السنن الشرعية، والآداب النبوية وتنبيههم على بعض المخالفات الشرعية مع ربطهم بالدليل من كتاب الله وسنة رسوله، ليتربى الناس على الارتباط بالكتاب والسنة والرجوع إليهما ويتأكد في أذهانهم أنهما المصدر الوحيد للشرع.
لذلك كانت الحاجة ماسة لوضع كتاب يكون بإذن الله أكثر مناسبة مما سبقه، ويحقق بعون الله فوائد ليست موجودة في غيره، فاستعنت الله على وضعه، مع يقيني أني لست أهلاً لذلك، ولكن طمعاً في فضل الله الواسع تطفلت على كتب أهل العلم في جمعه، والله جواد كريم يؤتي فضله من يشاء.
وقد راعيت فيه الآتي:
– أُصَدِّرُ الباب بآياتٍ من كتاب الله إن وجدت.
– لا أورد إلا ما صح عن رسول الله، واعتمدت في ذلك – فيما هو في غير الصحيحين – على كلام العلماء المحققين المعتبر قولهم وتركت – ما أمكن – ما كان الخلاف فيه قوياً.
– أذكر معاني الكلمات عند الحاجة وغالباً تكون مدرجة في الحديث بين قوسين بعد كلمة (أي) أو (يعني) لأن ذلك أسهل في فهم المعنى من تأخيرها إلى آخر الحديث.
– أُتبع الأحاديث بشرح مختصرٍ جداً يكون كالمدخل لفهم موضوع الباب.
– أذكر من الفوائد أهم ما يتعلق بالباب مما يناسب المقام محاولاً اختيار أسهل عبارة.
– ابتعدت ما أمكنني عن ذكر الخلافات العلمية وحاولت ذكر الراجح مع الإشارة إلى القول القوي لفائدة، أحياناً، إما بين قوسين أو في الحاشية، وقد أشير إلى من قال بذلك القول من العلماء.
– حاولت جعل الفوائد صالحة لتكون نقاطاً للشرح لمن أراد أن يتوسع فيه.
– عقبت على بعض الأبواب بذكر بعض المراجع المتعلقة به؛للتسهيل على من أراد التوسع في البحث أو الشرح للرجوع إليها.
– قد أذكر في الباب بعض الأحاديث التي فيها قصة أو عبرة، ولو لم أذكر منها أحكاماً لما في ذكرها من العبرة والتذكير والترقيق.
– راعيت الاختصار ما أمكن، رغبة في عدم الإطالة على المصلين ولم ألتزم ذكر كل ما ورد في الباب.
ثم إني عملته على ترتيب جديد – أسأل الله أن ينفع به – وهو أني جعلته في ثلاثمائة وثلاثين باباً، وكل باب درس، على عدد أيام السنة، ما عدا شهر رمضان لأن له دروسه الخاصة به وراعيت في ذلك ترتيبه على أيام السنة ما أمكن بحيث يكون درس كل مناسبة في وقتها، إذ يكون – مثلاً- درس فضل صيام يوم عاشوراء هو الدرس الثامن، ودروس العشر الأول من شهر ذي الحجة مناسبة للوقت. . وهكذا، مما يسهل على الإمام مهمة وعظ وتعليم جماعته.
وفي الختام أتوجه بالشكر – بعد شكر الله عز وجل إلى الشيخين الفاضلين : فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين، والشيخ سعود بن عبد المحسن الشبانات، اللذين راجعا جزءًا كبيراً من الكتاب وأبديا ملاحظات وتصويبات قيمة.
كما أشكر كل من أسدى إليَّ نصحاً أو توجيهاً قبل العمل أو أثناءه، وأسأل الله أن يثيبهم أجزل الثواب.
كما أرجو ممن كانت له ملاحظات أو توجيهات، أن يتكرم بإبدائها مشكوراً، حتى يستفاد منها في الطبعات القادمة إن شاء الله تعالى.
والله الهادي إلى سواء السبيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
([1]) سورة آل عمران، آية: 102.
([2]) سورة النساء، آية: 1.
([3]) سورة الأحزاب، الآيتان: 70، 71.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الـــــدرس الــثـالـــــث
فضل تعليم الناس ودعوتهم إلى الخير ([1])
قال الله تعالى : { هُوَالَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّين َرَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ } ([2])
وقال تعالى : {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍأ ُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ } ([3]) .
عن أبي مسعود عقبة بن عامر الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله" أخرجه مسلم([4]) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً" أخرجه مسلم([5]) .
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : "قا لرسول الله صلى الله عليه و سلم: "إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها ليصلون على معلمي الناس الخير" أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح([6]).
ومعنى يُصلون عليه : أي يدعون ويستغفرون له.
الشرح
تعليم الناس أمور دينهم ودعوتهم إلى الخير هو عمل الأنبياء الذين أرسلهم الله لأجله، فهي أعظم وظيفة. واختار الله لها أفضل خلقه، فمن وفقه الله للسير على طريقهم في تعليم الناس دينهم وإرشادهم إلى الخير فقد نال خيراً كثيراً لما يحصل بسبب نشر العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الخير في الأرض، ولما فيه من إقامة حجة الله على الناس.
الفوائد
– إن تعليم الناس الخير من عمل الأنبياء.
– فضل تعليم الناس أمور دينهم حيث إن من علم علماً أو دعا إلى هدى فله مثل أجور العاملين به.
– عظم أجر معلم الناس الخير حيث يثني عليه الله تعالى ويستغفر له أهل السماوات والأرض لما يحصل في الأرض من الخير من نشر العلم.
– فضل الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
([1]) توضيح الأحكام 6/273، صحيح الترغيب 1/49، غذاء الألباب 1/47.
([2]) سورة الجمعة، آية : 2.
([3])سورة آل عمران، آية : 110.
([4])م 1893.
([5])م 2674، جه 194.
([6]) ت 2685، وصححه الألباني في صحيح الترغيب 1/36 وصحيح الجامع 1883.
… و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته …
… أخوكم فى الله …
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الـــــدرس الـــــرابــع
التحذير من المجالس التي لا يذكر الله فيها
قال الله تعالى : { مَايَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } ([1]) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قعد مقعداً لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة، ومن اضطجع مضجعاً لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة" أخرجه أبو داود([2]) .
ومعنى ترة: نقص وقيل التبعة ([3]) .
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم" أخرجه الترمذي ([4]) .
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي" أخرجه الترمذي ([5]) .
الشرح:
الناس لابد لهم من مجالس يجتمعون ويتحدثون فيها، وخير هذه المجالس هي المجالس التي يكون فيها ذكر الله عز وجل، أما المجالس التي لا يذكر فيها الله تعالى، ولا يصلى فيها على نبيه صلى الله عليه وسلم فإنها مذمومة، حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبر أنها يوم القيامة تكون نقصاً على أصحابها حيث أضاعوا أوقاتهم فيما لا ينفعهم، وأخبر أنها سبب لقسوة القلب فلا يلين لموعظة ولا يستجيب لتذكير.
الفوائد:
– الترهيب من كثرة الكلام بغير ذكر الله، كالاستغفار ومدارسة العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
– وجوب الحذر من المجالس التي ليس فيها ذكر الله والحرص على مجالس الذكر.
– أن كثرة الكلام بغير ذكر الله من أسباب قسوة القلب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
([1]) سورة ق، آية: 18.
([2]) د 4856، 5059، وصححه الألباني في المشكاة 2/703.
([3]) النهاية لابن الأثير 1/189.
([4]) ت 3380، وصححه الألباني في صحيح الجامع 5607.
([5]) ت 2411 وقال حديث حسن غريب، وحسنه الأرناؤط في جامع الأصول 11/737.
… و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته …
… أخوكم فى الله …
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الـــــدرس الـــــخامـــس
وجوب حفظ الأوقات
وعدم التفريط فيها فيما لا ينفع
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ " أخرجه البخاري([1]) .
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل العشر ( أي : عشر رمضان ) أحيا الليل و أيقظ أهله و جد و شد المئزر " متفق عليه([2]) .
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيمَ أفناه وعن شبابه فيمَ أبلاه وماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه و ماذا عمل فيما علم ؟ " أخرجه الترمذي([3]) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من خاف أدلج و من أدلج بلغ المنزل ، ألا إن سلعة الله غالية إلا إن سلعة الله الجنة " أخرجه الترمذي([4]) .
الشرح:
الوقت هو الحياة، فمن أضاع وقته فقد أضاع حياته وسيـُسأل عن هذا التضييع ، وكثير من الناس مغبون في وقته فهو خاسر فيه وينفقه فيما يعود عليه بالخسار في الدنيا والآخرة .
الفوائد:
– وجوب اغتنام الأوقات فيما ينفع .
– أن ابن آدم مسؤول عن أوقاته .
– كثرة المفرطين في أوقاتهم المضيعين لها و المغبونين فيها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) خ 11/229 (6412) .
([2]) خ4/269 (2024)، م 1174 .
([3]) ت 2416 وحسنه الألباني في صحيح الجامع 7299 .
([4]) ت 2450، وصححه الألباني في صحيح الجامع 6222 .
… أخوكم فى الله …
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأمر بحفظ اللسان
قال الله تعالى : { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } ([1])
أي: لا تقل ما ليس لك به علم ([2]).
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، أي المسلمين أفضل ؟ قال: " من سلم المسلمون من لسانه ويده " متفق عليه([3]).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول: " إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب " متفق عليه([4]).
(ومعنى يتبين فيها: أي يفكر أهي خير أم لا؟ ).
عن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: "قلت: يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به، قال: " قل: آمنت بالله ثم استقم، قلت: يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي ؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال: هذا " أخرجه الترمذي ([5]).
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله ما النجاة ؟ قال: " أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك " أخرجه الترمذي([6]).
الشرح:
في حفظ اللسان من الوقوع في المحارم والكلام فيما لا يعني خير عظيم ونجاة في الدنيا والآخرة، فلذلك حث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأرشد إلى أنه من أعظم سبل النجاة.
الفوائد:
– أن تمام إسلام المرء أن يكف لسانه عن المسلمين.
– أن إمساك اللسان سبب للنجاة.
– أن الرجل قد يدخل النار بكلمة لا يهتم لها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
([1]) سورة الإسراء، آية: 36.
([2]) انظر تفسير ابن كثير 3/ 39، وتفسير البغوي 5/92.
([3]) خ 11/308 (6477)، م 2988.
([4]) خ 11/308 (6447)، م 2988، ت2314.
([5]) ت 2410 وقال : حسن صحيح. وأصله في مسلم 38 .
([6]) ت 2406 وقال حديث حسن.
… و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته …
… أخوكم فى الله …
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الـــــدرس الـــــثامن
فضل صيام التطوع
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً " ( أي : مدة سير سبعين عاماً ) متفق عليه ([1]) .
و في سبيل الله أي : الجهاد وقيل : طاعة الله ([2]) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة ( أي : وقاية من النار والمعاصي ) فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه " متفق عليه ([3]) .
الشرح:
الصوم من العبادات الجليلة، اختصه الله لنفسه ووعد عليه بالأجر العظيم، وهو وقاية من المعاصي ووقاية من النار، وسبب للبعد عنها يوم القيامة، فحري بالمؤمن المبادرة إلى هذا العمل العظيم وتحمل ما فيه من المشقة اليسيرة التي يعقبها الفرح العظيم عند الفطر وعند لقاء الله عز وجل يوم القيامة.
الفوائد:
– فضل الصوم وعظم ثوابه.
– أنه وقاية من المعاصي ومن النار.
– أنه سبب للبعد عن النار يوم القيامة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
([1]) خ 6/47 (2840)، م 1153.
([2]) فتح الباري 6/48.
([3]) خ 4/103 (1894)، م 1151.
… و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته …
… أخوكم فى الله …