السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …………..
الدعــــاء
ويشمل بحثين أود الفصل بينهما حتى تحصل الفائدة ويعم النفع ولا تتداخل الأمور والشروح بعضها مع بعض.
أولاً: في قول الحق سبحانه وتعالى ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ (البقرة:186).
1. سبب النـزول جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه ).
2. أنه صلى الله عليه وسلم كان في غزوة فرفع أصحابه أصواتهم بالتكبير والتهليل فقال -صلى الله عليه وسلم- (إنكم لا تدعون أصمّ ولا غائباً إنما تدعون سميعاً بصيراً قريباً ).
أسئلة كثيرة سألها الناس للنبي صلى الله عليه وسلم ولكنها بمجموعها يمكن أن نقسمها قسمين:-
1- أسئلة تتعلق بالأصل –العقيدة- مثل يسألونك عن الروح – ويسألونك عن الجبال – ويسألونك عن ذي القرني- ويسألونك عن الساعة.
2- أسئلة تتعلق بالفروع – الأحكام- التي تلزمهم في حياتهم بعد الأيمان لضبط سلوكهم وِفق إيمانهم مثل: يسألونك ماذا ينفقون- يسألونك عن الشهر الحرام- يسألونك عن الأنفال- ويسألونك عن الخمر والميسر.
نرى مما سبق وأوردناه كأمثلة أنهم سألوه ولو استعرضنا الآيات بمعظمها فيكون بعد يسألونك (قل) يعني بلّغ جوابه عن سؤالهم وأما في هذه الآية فكان ابتدائها ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾ ولم يقل قل أني قريب وهذه أول بشارة وتكريم لنا فلا يوجد بيننا وبين ربنا تبارك وتعالى في الدعاء والاستجابة وسيط.
﴿ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ أي أقبل عبادة من عبدني والدعاء بمعنى العبادة والإجابة بمعنى القبول يشرحه قول المصطفى -صلى الله عليه وسلم -ما رواه أبو داود عن النعمان بن بشير أنه قال ( الدعاء هو العبادة قال ربكم ادعوني استجب لكم ) فسمى الدعاء عبادة وفيه قوله عز وجل ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ إدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ (غافر:60) أي يستكبرون عن دعائي والطلب مني.
بل أمرنا ربنا عز وجل بأن ندعوه مخلصين له الدين ووعدنا بالإستجابه لطلبنا ودعائنا. روى الليث بن حوشب عن عبادة بن الصامت قال سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول ( أعطيت أمتي ثلاثاً لم تعط إلا الأنبياء، كان الله إذا بعث نبياً قال ادعني استجب لك وقال لهذه الأمة ادعوني استجب لكم، وكان الله إذا بعث نبياً قال له : ما جعل عليك في الدين من حرج، وقال لهذه الأمة ما جعل عليكم في الدين من حرج، وكان إذا بعث النبي جعله شهيداً على قومه، وجعل هذه الأمة شهداء على الناس).
وكان خالد الرِّبعي يقول عجبت لهذه الأمة في قوله تعالى ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ أمرهم بالدعاء ووعدهم بالإجابة وليس بينهما شرط قيل: مثل ماذا ؟قال له مثل قوله عز وجل ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ فها هنا شرط وقوله ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ﴾ فليس فيه شرط.
و رُب سائل يسأل …. ندعوا فلا يستجاب لنا …. يعني لا نرى أثر الدعاء والجواب ما رواه أبو سعيد الخدري – ولا عطر بعد عروس – أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال " ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها، إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث، إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخر له، وإما أن يكف عنه من السوء بمثلها " قالوا ( إذن نكثر ) قال ( لله أكثر ).
وقال ابن عباس: ( كل عبد دعا استجيب له، فإن كان الذي يدعوا به رزقاً له في الدنيا أعطاه، وان لم يكن رزقاً له في الدنيا ذُخِرَ له ).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
جزاك الله خيرا
للفائدة و حتى لا ينقل هذا الموضوع بهذا الحديث ..ما عدا الحديث فالموضوع ممتاز
هذا الحديث غير موجود في أي من الكتب المشهورة وجدته في جامع الأحكام في تفسير سورة البقرة و ذكر أن راويه الترمذي الحكيم في نوادر الأصول
فطلبت من أحد طلبة العلم -جزاه الله خيرا- البحث عنه للتأكد فأجاب :
بعد البحث وجدته في الجامع الكبير للسيوطي وقد أحاله على كنز العمال ، فعدت للكنز فأحاله فقط لنوادر الأصول للترمذي، وأريد أن أعطيكم فائدة مهمة حول نوادر الأصول بأن مؤلفه ليس هو الترمذي صاحب السنن لأن ذلك اسمه أبو عيسى، أما هذا كنيته أبو عبدالله ومشهور بالحكيم، لذلك في الكتب يقولوا أخرجه الحكيم، وهذا الكتاب ذكر السيوطي بأن فيه الكثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، خاصة إذا تفرد بها
السند : ابان عن شهر عن عبادة بن الصامت، ان لم يكن له طريق اخر فالحديث يكون ضعيف لان ابان معروف بالضعف، وكذلك شهر مختلف فيه فالبعض قواه والبعض ضعفه وممن ضعفه الامام مسلم في مقدمة الصحيح