————
في هذه الحياة الدنيا يسافر الإنسان ويقطع المسافات البعيدة إما راكبا السفن التي تعبر به عباب البحر ، أو راكبا الطائرات التي تقطع به القارات البعيدة ، أو راكبا السيارات التي تسير به من بلد لآخر ومن مدينة لأخرى …
و المسافر بعد انتهاء سفره يرجع إلى بلاده و موطنه طالت المدة أو قصرت فهذه حال الدنيا وحال المسافرين ..
أما رحلتنا هذه فليست إلى بقعة من بقع الأرض بل هي رحلة تختلف اختلافا كليا لأن السفر فيها طويل والزاد فيها قليل والبحر فيها عميق فعلى ربان السفينة أن يحكموها ويقدروا لهذا السفر قدره .
هل تعلم ما هذه الرحلة ؟!
إنها رحلة من الدار الفانية إلى الدار الباقية .. رحلة لا رجعة فيها ، تبدأ عندما تنزل ملائكة من السماء لقبض روحك وأنت في هذه الدنيا لاه ساه فإما تنزل عليك ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة و حنوط من حنوط الجنة ينزلون بالبشرى من الله للعبد المؤمن فتسيل روحه كما تسيل القطرة من في السقاء …
وإما تنزل عليك ملائكة غلاظ شداد سود الوجوه معهم المسوح من النار وتنتزع روحه كما ينتزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبلول فتقطع معها العروق والعصب ( أعاذنا الله وإياكم ) وبعد ذلك يؤخذ العبد إلى أول منازل الآخرة فإما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النار …
فيا أخي يا من تتقلب في نعم الله بين آناء الليل وأطراف النهار ألم تستشعر نعم الله وفضله عليك ؟! ألم تتخيل الموقف العصيب الذي تعرض فيه أعمالك أمام الرفيق الأعلى وحولك جميع الأشهاد؟! أما آن الأوان لإحياء القلب الميت الذي انغمس في الشهوات ؟! أما آن وقت التوبة والرجوع إلى الله ؟!
أخي لديك الوقت للإصلاح ما عطل بداخلك فاستفيق من غفلتك قبل أن يداهمك الموت من حيث لا تشعر ، واعلم أن كتاب أعمالك يشهد عليك فأعد للسؤال جوابا وللجواب صوابا واعلم علم اليقين أن الذي ينتظرك إما جنة عرضها السماوات والأرض فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وإما نار جوفها بعيد وحرها شديد ، أودية من النار لو سيرت فيها جبال الدنيا لذابت من حرها …
فاختار لنفسك أي الطريقين تسلك فريق الجنة أم فريق السعير ؟؟
ونسأل الله الجنه
واتمنى اخذ العضه والعبره منها
اسأل الله ان يجمعنا واياك في جنات النعيم
قال تعالى :
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ(15) الجاثية
وقال تعالى :
يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(9) التغابن
قال تعالى :
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ(126) البقرة
جزاك الله خيرا يا حنين …………