لقد زرع الله في قلوب البشر أشياء شتى وفي قلوب الظالمين وضع بذور الندم والخوف وفي صدور المظلومين زرع بذور الطمأنينة والثبات والجلد. أن ما فطر الله عليه الخليقة هو الذي يجعل الانسان الخير ينبذ الشر ويكرهه، ويحمل الشرير على خشية المحب للخير واحترامه، ان الخالق نفسه هو الذي اراد للحياء والخفر ان يمسحا جبين الجمال ليصبح الجمال ابهى واروع. وهو الذي يجعل قلوب الامهات تخفق بالحنان والبهجة لدى احتضان الوليد. وهو الذي يغسل بالدموع العذبة عيون من صنع الابناء عندما تحتضنهم الامهات. كل ما هو خير وجمال من صنع الله، وكل الشرور والآثام من صنع الانسان.
ان صانع الطبيعة والاشياء قد شاء أن يقيد كل الانسانية بسلاسل الحب والسعادة، وسحقا لمن يكسر تلك السلاسل.
مارسوا العدل، فتلك الممارسة نوع من العبادة يحبها الله. لا تخافوا من الشر ولا تخشوه فاذا أفلح الاشرار في اغتيالكم فانهم لن يوفقوا الى سحقكم وتدميركم.
بعد كل هذا تمسكوا بالحكمة، فالممالك والامبراطوريات لا تبلغ السعادة والرفاهية بدون الحكمة. والحكمة هي التي تضمن للشعوب ان تقطف ثمار الشجاعة والبسالة.
ولنكن كلنا كرماء محبين نحو الاخيار ولتملكنا الرأفة والرحمة حيال الضعفاء والبائسين. ولنكن عادلين مع الجميع.
بقلم: ماكسيميليان روبسيبير
زعيم فرنسي سابق