منذ طفولتيــ
كنت اصادقـ ‘الاحلام’
ولم أكنـ ادع بحر ‘احلامي’ يستقر
ولو للحظة واحدهـ
فكنت اتركــ ‘احلامي’ بسهوله عجيبه
تعلمتـ المرونه من والديـ
‘ اذا شعرت ان الدنيا لن تسمحـ لك بتحويل صاحبك ‘ حلم’ إلى حقيقهـ فابحث عن ‘حلم’ اخر ‘
هذه هيـ المرونه _ بنظريـ_
وهكذا كنت دائما اتركـ ‘حلما’ لاذهب إلى احضانـ ‘حلم’ آخر
حتى رأيته
كان يقف بخجلـ
بين ‘ أحلامي’ المتناثرة
على صفحه اياميـ
كانـ جديدا وغريبا
عشقتهـ و عشقت غرابتهـ
تركت ‘ حلمي’
الذي كان ممسكا بيديـ وتوجهت اليهـ
دون حتى ان انظر إلى ‘حلمي’ الذي كانـ يقف مذهولا لتركي إياهـ
اندفعت إلى السيد ‘حلم’
وشعرت انه حقا يناسبنيـ
بدون مقدماتـ
صرخت
[ نعم هذا ما أريد ]
أخيرا وجدته ..
و قطعتـ على نفسي عهدا
بأن اعمل كل شيء و ايـ شيء
لأحوله الى حقيقهـ
فعلا
تحققـ ما أردتـ
بين يديـ كلـ ما احتاجه
لأحقق السيد ‘حلم’
وأحيلهـ إلى واقع
..
نظرتـ بيدي
والابتسامهـ تعلو وجهي
فرأيت يدهـ تتلاشى
من بينـ اصابعي
تلاشت ابتسامتيـ ايضا
و وجهتـ نظري إليه
و اذا بهـ يتلاشى
و آخر ما رأيته دمعهـ
شقتـ طريقها على وجهه
وكأنها تريد انـ تخبرني بشيء
لا اريد معرفتهـ بل اخشاها
_ لن استطيع فراقهـ فحياتي بعده " لاشيء " و لن احاربـ الـ"لا شيئ" إلا برفقته _
ذهبت ابحث عنهـ بين اكوامـ ‘احلامي’ _ المهملة_
لكني لم افلح بذلك
ولا أخفيكم سرا انني رأيتـ بعض ‘احلامي’ المهمله
تبتسم بحقد كأنها تشفيـ غليلها
لأنني تركتها ذاتـ يوم
و تخليت عنها لاصطحب حلما آخر
وهذا هو الوقت الملائم للإنتقامـ
و ‘أحلاما ‘اخرى رأيتها تبكيـ
وتنظر لي بنظرات تحمل معانيـ الشفقه والرحمه تجاهيـ
و انا اقف مذهوله لم يستطع عقليـ أن يفسر لي
أي لحظة يتيمهـ مرت من جانبي للتو!
وفجأه رأيت جيوشـ الـ "لاشيء"
قادمه نحوي
علت ضحكاتـ
‘احلامي’ بل تحولت إلى قهقهاتـ مرعبهـ
وزاد نحيبـ ‘احلامي’ الأخرى
بدأت احارب الـ "لا شيئ"
و اكتشفت ان مرونتيـ خانتني
و ان السيد ‘حلم’ سيطر على كلـ خلاياي
ولن تستمر حياتي
إلا معهـ
فقد اصبحت اسيره لهـ
و لن اتغلب على الـ "لاشيء " إلا برفقتهـ
بدون سابقـ إنذار
حملت الرياح قصاصهـ
من صحيفه وقعت بين يديـ فوجدت اسم
السيد ‘حلم’
لكنـ
في صفحه الوفياتـ
.
.
.
.
ودمرني الـ " لاشيء"
فهل رأيتم ابشع من ضياعي ؟!
لا زلتـ في مكاني محطمهـ
أنتظر فرجا من الذي < يحيي العظام و هي رميم >
تقبلوا تحيتيـ