تخطى إلى المحتوى

الصباح الجديد 2024.

  • بواسطة

لاكي

هذه الأقصوصة هي أول ما كتبت

(( وعادت أم أحمد إلى البيت في تلك الليلة بعد ما أصابها صداع فظيع في رأسها …
ف
أذن لها الطبيب في أن تستريح وتعود إلى بيتها لتراه معتما ً كأنه قبر مهجور …
-أين حمادة … أين ابنك يا فريدة …
واجتازت عتبة الدار وأضاءت النور وخلعت عنها معطفها ووضعت الحطب في المدفأة …

وأخذت تقطع الغرفة جيئة ذهابا ً وهي تفكر …
-لقد تركته في المنزل …

إلى أين يمكن أن يذهب في هذه الساعة المتأخرة من الليل …
ودقت الساعة الثانية عشرة تماما معلنة انتصاف الليل فانتفضت روحها ودق قلبها معها دقات متسارعة عنيفة …

وشعرت ببرودة في أطرافها وقشعريرة في جسدها وصعوبة في التقاط أنفاسها وزاد الصداع عليها …
-أين يمكن أن يكون ؟ …

وماذا يفعل خارج البيت في منتصف الليل ؟ …

ومتى أعتاد على الخروج في الليل ؟ … أين هو ؟ …
وعادت بذاكرتها إلى الماضي قبل ( 12 سنة ) مضت …

كان أحمد في السابعة من عمره عندما توفي أبوه …

فحملت على عاتقها أمانة تربيته وأخذت منذ ذلك الوقت تعمل ممرضة بدوام ليلي في مستشفى حكومي لتتفرغ إلى تربية ولدها في النهار …
كانت تعمل ليلا ً نهارا ً من أجله ومن أجل بناء مستقبل مشرق زاهر له …
والليلة عادت إلى البيت ولم تره …
-أين هو الآن ؟ … وماذا يفعل في هذا الليل ؟ …

هل أحسنت تربية ابنك يا أم أحمد ؟؟؟ …
وشعرت بجفاف في حلقها وبقبضة حديدية تعصر قلبها …
-فعلت كل ما بوسعي من أجل ولدي … أين هو الآن ؟؟؟ …
كانت الرياح خارجا ً تعصف وتزمجر …
و
الأمطار تهطل بغزارة والبرق يلمع والرعد يدوي فيملأ المكان رهبة …
وتفاعلت قوى الطبيعة مع خلايا قلب الأم فأخذت الأفكار السوداء تعصف في نفسها وبدأ الخوف يهطل على قلبها والشك يدوي في أرجاء روحها فيملأها ألما ً وقلقا ً …
أخذت منديلا ً وعصبت به رأسها …
-ماذا لو نزلت إلى الشارع للبحث عنه ؟ …

ولكن أين أبحث عنه ؟؟؟ …
وشعرت برغبة أكيدة للبكاء والصراخ …

وأحست أن هناك بركانا ً يغلي في صدرها ينوي الانفجار …

وتعبت منها قدماها فتهالكت على الكرسي …

وأسندت رأسها بيدها واستغرقت في تفكير عميق …
وهدأت عاصفة السماء عند آذان الفجر وهدأت عاصفة الأم عندما سمعت وقع أقدام ابنها وعندما رأته يدخل من الباب …
وقفت وبادرته في السؤال بلهفة ووجل :
-أين كنت ؟ …
فصمت الشاب ولم يرد … وفجأة دوى المكان بصفعة قاسية تنزل على خد ابنها …
ماذا ؟؟؟ … إنها هي !!! … هي من صفعه … إنها لم تصفعه أبدا ً قبل الآن …
-أمي !!! …
-أين كنت ؟؟؟ …
لم يجب الشاب ولكنه مدّ يده إلى جيبه وأخرج منه نقودا ً ودسّها في يد أمه ووقف صامتا ً …
-ومن أين لك هذه النقود … هل … هل ؟؟؟ …
ونفضت الأم فكرة السرقة من رأسها …
-معاذ الله يا أمي … كنت اعمل …
-تعمل !!! … ماذا تعمل في الليل ؟؟؟ !!! …
-اعمل في مطبعة الجرائد … نطبع الجرائد في الليل لتنشر في الصباح …
-ومنذ متى وأنت تعمل في هذه المطبعة ؟ …
-منذ أن دخلت الجامعة وزادت مصاريف دراستي …
ق
لت في نفسي أنك تتعبين كثيرا ً من أجلي …
و
أنا شاب أستطيع تحمل مسؤوليتي …
على الأقل في مصروفي الجامعي …

فلماذا لا أخفف عنك قليلا ً ؟ …

فأنا يا أمي لن أنسى تعبك عليّ طوال السنين الماضية …
ف
أردت مساعدتك قليلا ً وعملي كما ترين وكما ربيتني …

عملا ً شريفا ً … أكسب رزقي من عرق جبيني …

وابتسم الولد واقترب إلى أمه يضمها إلى صدره ويقبل جبينها …

فأشرقت ابتسامته في قلبها وشعرت بحنان عذب يغزو نفسها وقبلت وجنتيه بأمومة حانية …

وذبلت الشكوك وماتت في نفسها وأشرقت السعادة والسكينة في روحها …
وطلعت الشمس خارج الدار وضحكت الأم كأنها تزغرد للصباح الجديد … ))

= = = = = = = = = = = =
انتهت

21 / 3 / 1991

الإهداء : إلى كل أم ومربية …

أرجو عند النقل نسب القصة إلي

قصه جميله وفيها الم عميق

مشكوره

قصة جميلة
وفقك الله
قصة جميلة جدااااااا الله يعطيك العافية
قصه جميله وطريقه الحوار اجمل

وفقكى الله ياغاليه

شكرا يا أخواتي لمروركن الكريم
وتشجيعكن لي
نعم الاخوات والله
ربي يبارك فيكن ويحفظكن ويحميكن ويسعدكن
اللهم آمين

شكرا لصدق حرفك
وفقك الله

ووفقك الله يا غاليتي سارة

رجاء من قارئ القصة أن يخبرني عن رأيه

إذا جيدة فالحمد لله

وإذا ليست جيدة … لماذا ؟ بارك الله فيكم

عندما كنت أكتب خواطري كنت أراها لي لنفسي وليس ليراها أحد غيري ( كل كلمة أكتبها لها معناها وإحساسها في نفسي )
آسفة لأن سمحت لنفسي بفرض بعض خواطري عليكم
وأضعت وقتكم بقراءتها
والأفضل أن أعود لصمتي وجعلها لي وحدي ( كلماتي )
والسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.