لنتأمل في هذه الأمور العظيمة
وخذ وقتك الكافي أخي،
وأنتِ أختي
لنتأمل جيدا:
شروق الشمس؛ نزول المطر؛ إنبات الزرع؛ تحريك الأرض؛
مد الجنين بالماء والهواء والطعام،
توفي الأنفس؛
إرسال الريح وإنزال البَرَد والثلج،
نصر المؤمنين في بدر،
احترار الأرض، موجات تسونامي العملاقة، زلزال هايتي…
لنتساءل معا:
من الضار من النافع؟
من الفعال لما يريد؟
أخي، أختي
الفعل فعل الله ولا راد لقدر الله وما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِىِّ قَالَ أَتَيْتُ أُبَىَّ بْنَ كَعْبٍ فَقُلْتُ لَهُ وَقَعَ فِى نَفْسِى شَىْءٌ مِنَ الْقَدَرِ فَحَدِّثْنِى بِشَىْءٍ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَهُ مِنْ قَلْبِى. فَقَالَ:
" لَوْ أَنَّ اللَّهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ وَلَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فِى سَبِيلِ اللَّهِ مَا قَبِلَهُ اللَّهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ وَلَوْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا لَدَخَلْتَ النَّارَ. قَالَ ثُمَّ أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ – قَالَ – ثُمَّ أَتَيْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ – قَالَ – ثُمَّ أَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَحَدَّثَنِى عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مِثْلَ ذَلِكَ."
رواه أبو داود في سننه وصححه الألباني.
لنتأمل الأمر من جهة أخرى :
هل جزع الجزعين وسخط المتسخطين على المصائب سيغير شيئا مما نزل بهم؟
استثمر عقلك أخي وأنتِ أختي في فهم أمر الله،
فالشرع يقدر عقلك إذ لم يكلفك إلا حين بلغت سن التمييز.
لا تتعامل مع البلاء بانفعال ودون روية
وإن نزل بعينيك أو بولدك أو بمالك أو بجميع ذلك.
تساءل من جديد:
هل بنطاق فعلك ودائرة تأثيرك وسعة طاقتك،
هل تستطيع بهذه الأمور أن ترد أمر الله؟‼
من المحيط؟
تأدب مع ربك، وتذكر في النهاية أن الصبر خلق وتكليف مقدور عليه، فعليك بالدعاء وترويض النفس على هذا الخلق؛ ثم تذكر أنبياء الله عليهم السلام : أيوب أحاط به الفقر والمرض، ويوسف أسقط في الجب وأدخل السجن، ويونس أدخل في بطن الحوت,
ثم تذكر حبيبك محمدا صلى الله عليه وسلم والسفهاء يؤذونه ويرمونه بالجنون وترميه صبيان ثقيف بالحجارة، ويعاديه الأهل والعشيرة..
تذكر كيف قابل النوازل بالصبر،
ألا تحب أن تكون معهم؟
وبارك فيك
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك