ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمــد لله الــذي أمـر بالصدق في الأقوال والأفعال ،
وأثنى على الصادقين بالفضل والكمال . وأشهــد أن
لا إلـه إلا الله الكبير المتعال وأشهد أن محمدا عبده
ورسولـه أفضل من نطق وقال ، اللهـم صـل وسلم
على محمد وعلى آله وأصحابه خير صحب وآل .
أما بعــد ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ
الصَّادِقِينَ ) قــد أمــر الله بالصدق فــي عـدة آيات ،
وأثنى عــلى الذين يرعون العهد والأمانات ، وأخبر
بمــا لهم من الثواب الجسيم ، فقال ( هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ
الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْـــرِي مِــن تَحْتِهَـــا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ
عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) .
وقال صلى الله عليه وسلـم « عليكـم بالصدق فــإن
الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلــى الجنة ،
وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب
عند الله صديقا » رواه مسلم . فأخــبــر صــلى الله
عـليه وسلم أن الصدق يهدي إلى البر ، والبر اسم
جامع لكل خيـر وطاعــة وإحسان إلـــى الخلـــق ،
والصـــدق عنوان الإسلام وميزان الإيمان وعلامة
الكمال ، وإن لصاحبه المقام الأعــلى عنـــد الملك
المتعال ، بالصدق يصل إلى منازل الأبرار ، وبــه
تحصل النجاة من الآفات وعذاب القبــر وعـــذاب
النار ، بالصدق يكون العبد معتبرا عند الله وعند
الخلق .
قال صلى الله عليه وسلم «البيعان بالخيار ما لـــم
يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهـما في بيعهما وإن
كذبا وكتما محقت بركة بيعهما » رواه البخـاري ،
فالبركة مقرونة بالصدق والبيان ،والتلف والمحق
مقرون بالكذب والكتمان ، والمشاهدة أكبر شاهد
على ذلك والعيان .
لا تجــد صـــادقــا إلا مرموقا بيــن النـاس بالمحبة
والثناء والتعظيم ، ولا كذابا إلا ممقوتا بهذا الخلق
الأثيم ، الصادق يطمئن إلى قوله العدو والصديق ،
والكاذب لا يثق به بعيد ولا قريب ،الصادق الأمين
مؤتمن عــلى الأموال والحقوق والأسرار ، ومتـى
حصــل منــه كبوة أو عثرة فصدقه يقيــه العثار ،
والكاذب لا يؤمن عـلى مثقال ذرة ، ولـــو فــرض
أحيانا لم يحصل بــه الثقة والاستقرار ، ما كـــان
الصدق فـــي شيء إلا زانه ، ولا الكذب في شيء
إلا شانه ، الصـدق طريق الإيمان ، والكذب بريد
النفاق ، اللهـم تفضل علينا بالصدق فـي أقوالنا
وأفعالنا وجميع أحوالنا ، إنك جواد كريـــم ،
رؤوف رحيم .
الشيخ : عبد الرحمن السعدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بارك الله فيك
وجعله الله في ميزان