تخطى إلى المحتوى

العناية بالدنيا بين الإفراط و التفريط 2024.

  • بواسطة

سماحة الشيخ العلامة الخليلي : الترف يفضي إلى التلف ويكون سبباً لهلاك الأمم

الثلاثاء, 25 مايو 2024

لاكي

المال الذي يبقى هو ما ينفقه الإنسان ابتغاء مرضاة الله – كتب سيف الفضلي : اكد سماحة الشيخ احمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان أن على الإنسان أن يجعل أولاً رضا الله سبحانه وتعالى نصب عينيه ، فهو الذي خلقه ورزقه، وعليه أن يعرف لماذا خلق؟ فالله تعالى سخر له منافع الكون لكي يقوم بواجب الخلافة في الأرض وعبادة الله وحده وشدد على ان الإنسان عندما يتناسى هذه الحقائق بميله إلى الترف وهو الاشتغال بالدنيا عن الآخرة فإن ذلك أخطر ما يهدد البشر أفراداً وجماعات. وأشار سماحته الى ان التقارب اللفظي بين الترف والتلف يشعر بما بينهما من تقارب معنوي أيضاً إذ الترف يفضي إلى التلف ويكون سبباً لهلاك الأمم..جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان (العناية بالدنيا بين الإفراط والتفريط) مساء امس بجامع آل البيت بمدينة السلطان قابوس.
وبين سماحته أن الدنيا يجب أن تنزل منزلتها دون إفراط أو تفريط وعلى الإنسان أن يعطيها قدرها باعتبارها وسيلة إلى الدار الآخرة وعلى الإنسان الاعتناء بها بقدر ما يعبر بها إلى الآخرة. وقال: إن الله سبحانه وتعالى بيّن حقيقة الدنيا وخطورة الركون إليها وأن يجعلها الإنسان غايته دون أن يتفكر في الآخرة ومن أجل هذا نجد أن الله بيّن عاقبة من يريد الدنيا ومن يريد الآخرة في آيات الكتاب العزيز وعلى الإنسان أن يقارن ما بين الدنيا والآخرة بمقياس الزمن والمكان. ويواصل سماحته: فبمقياس الزمن فإن الدنيا ممر لا يدري الإنسان متى يأتيه الأجل وعليه أن ينظر في غالب أعمار الناس وفيما مضى من عمره وفيما بقي وفي تعاقب المناسبات الدورية ليجد أنها تمر كأنها لحظات وأما الآخرة فلا نهاية لها ولا ينتهي أمدها ولا تقاس بملايين السنين ولا بما يفوق ذلك من أرقام. وأما بمقياس المكان فإن عيش الإنسان في هذه الكرة الأرضية وهي قدرها المعنوي كبير لأن الله تعالى استخلف الناس فيها. أما عن قياسها المادي فإن عمارتها هي في جزء يسير منها والحياة الدنيا مرتبطة بهذه الأرض التي ما هي إلا جزء يسير جداً من هذا الكون الواسع المليء بالمجرات التي لا تخرج عن أن تكون في السماء الدنيا حسبما يبدو من تفسير آيات القرآن. واوضح: ان الدار الآخرة من حيث الزمن لا نهاية لها ، ومن فاز بجنات النعيم فإنما يعيش في نعمة وراحة وصحة وطمأنينة وأمن ولا شيء ينغص عليه حياة الدار الآخرة أو يكدر عيشه فيها ، بخلاف الدنيا التي يحيط الإنسان فيها الكدر والنغص والمصائب . مضيفا: على الإنسان أن يسخر الدنيا من أجل الآخرة وهي صفات المؤمن الكيّس الذي يعمل لما بعد الموت بخلاف من يعطي نفسه هواها ويركن إلى الدنيا ، وعلى الإنسان أن ينظر إلى الحياة بمنظار القرآن الكريم ، فالكثير من الآيات جاءت لبيان حقيقة الدنيا. مشيرا الى ان الذي يستجيب لداعي الله ينتهي به المطاف إلى دار السلام ، وقد بيّن الله سبحانه المنقلب الذي ينقلب غليه الناس في تلك الدار ، وهي أعظم مما يتصوره الإنسان.
وذكر بأن المال الذي يبقى هو ما ينفقه الإنسان ابتغاء مرضاة الله ، وقد يفنى المال في حياة الإنسان وقد ينقلب إلى ذل وشقاء ، وهذه هي سنة الحياة الدنيا

المال وسيلة للعيش لا العيش لوسيله المال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.