العنكبوت في القرآن الكريم :
"مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ العَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" {العنكبوت:41}
• من الدلالات العلمية للنص الكريم :
1– في الإشارة إلى العنكبوت بالإفراد :
تسمية السورة الكريمة بصيغة الإفراد ( العنكبوت ) يشير إلى الحياة الفردية لهذه الحشرة فيما عدا لحظات التزاوج وأوقات فقس البيض.
2- في قوله تعالى " اتَّخَذَتْ بَيْتًا " :
في هذه الايه الكريمة إشارة واضحة أن الذي يقوم ببناء البيت أساسا هي " أنثى العنكبوت " التي تحمل في جسدها غدد إفراز المادة الحريرية التي ينسج منها بيت العنكبوت " سبحان الله "
3- في قوله تعالى " وَإِنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنْكَبُوتِ "
هذا النص القرآني المعجز يشير إلى عدد من الحقائق المهمة التي منها :
– إن بيت العنكبوت هو من الناحية المادية البحتة اضعف بيت على الإطلاق لأنه مكون من مجموعة من خيوط حريرية غاية في الدقة تتشابك مع بعضها البعض تاركة مسافات بينية كبيرة في اغلب الأحيان ولذلك فهي لا تقي حرارة شمس ولا زمهرير برد , ولا تحدث ظلاً كافياً ولا تقي من مطر هاطل ولا من رياح عاصفة وذلك على الرغم من الإعجاز في بنائها
– فخيوط بيت العنكبوت حريرية دقيقة جداً وهى على الرغم من دقتها الشديدة أقوى خمس مرات من نظيرها من الصلب , ويعد حرير العنكبوت واحداً من أقوى المواد الموجودة على سطح الأرض لأنه يتحمل شداً يصل إلى 42017كيلو جرام على السم2 مما يكسبه قابلية هائلة للمط وأعطاه قدرة على الإيقاع بالفريسة من الحشرات دون أن يتمزق حيث أن الله تبارك وتعالى لم يقل اوهن الخيوط وإنما قال " اوهن البيوت " .
– إن بيت العنكبوت لأنه بيت محروم من معاني المودة والرحمة التي يقوم على أساسها كل بيت سعيد وذلك لأن الأنثى في بعض أنواع العنكبوت تقضى على ذكرها بمجرد إتمام عملية الإخصاب وذلك بقتله وافتراس جسده لأنها اكبر حجماً وأكثر شراسة منه , وعندما يفقس البيض تخرج صغار العناكب لتجد نفسها في مكان شديد الازدحام بالأفراد داخل كيس
البيض فيبدأ الإخوة الأشقاء في الاقتتال من اجل الطعام أو من اجل المكان أو من اجلهما معاً فيقتل الأخ أخاه وأخته ويكرر من ينجو منها نفس المأساة التي تجعل من بيت العنكبوت أكثر
البيوت شراسة ووحشيه .
4- في قوله تعالى : " لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" :
هذه الحقائق لم تكن معروفة لأحد من الخلق في زمن الوحي ولا لقرون متطاولة من بعده حيث لم تكتشف إلا بعد دراسات مكثفة في علم سلوك الحيوان واستغرقت مئات من العلماء لمئات من السنين حيث تبلورت في العقود المتأخرة من القرن العشرين ولذلك ختم ربنا تبارك وتعالى الايه الكريمة بقوله " لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ "
من كتاب ( الحيوان فى القرآن الكريم )
للدكتور ( زغلول النجار )