القواعد السديدة في حماية العقيدة
هذه القصيدة مهداة إلى الدكتور طه الدليمي حفظه الله تعالى
مدير مؤسسة القادسية
مَـنْ رامَ أصــلَ الـديـنِ فـي تـبـيـانه **** والـمـحـكـمـات فـفـي هُــــــدى قرآنهِ
ومُـفَـصـلٌ مـــن دون رَيــــبٍ حاكمٌ **** عَــربـيُّ فـي أحـكـامـــه ولـسـانـــــه
فــاشـربْ –هداك الله- نـبـعَ شرابـه **** وحـيــاً كــريـمــاً عـالـيــاً بـبـيـانـــــهِ
وَدعّ الـمـخـلـط في سمادر * سكره **** والــضــاربَ الأخـمــاس فـي هذيانـه
فـــالله جـــل جــــلاله بـكـتـابــــــــه **** أرســى الأصـــول ســديــدةً بـبـيـانـه
وأقــــام في هــــــذا الدليل مُوضحاً **** فــاقــرأ كـتــابَ الله فــي بـرهــانــــه
فــلــه عـلـيـه تـواتــرتْ آيـــــــــاتهُ **** حـتـى عـلـى الـبـرهـان في تبيانه
ومـحـمـد خـتــم الـرســالـة صـادقٌ **** آيــاته تـتــرى بـصـدقِ لـــســـانـــــه
والـبـعـث بـعـد الـمـوت حـــق ثابتٌ **** بــدلــيــلــه وحــصــولــه بـزمـانــــه
هــذي الثلاث مــن القضايـا أمرهـا **** أولاهــمــا الـقـرآن أعـظــم شـانـــــه
في نـاصـع لا لـبـس فـيـه وواضحٌ **** وبـحـجـة كـبــرى لــــدى مـيـزانــــه
فـأقـام أصــل الديـــــن وحياً صادقاً **** لا عــذر بــعــد الــوحــي فـي برهانه
فأضاعه قـــوم عتوا عــــن فـهـمه **** بـل ادخــلــوا مــا لـم يـكـن في شانه
جعلوا (الإمـامة) من أصول عقيدة **** وهـي الـهـدى للـمـرئ في إيـمـانـــه
هذا كــتــاب الله يـنـطـق هـاديـــــــا **** بــوضـوحــه وبــيـانــه ولـسـانــــــه
فــاتـلــوه: هــل تجد الإمامة معلماً **** أو ذكــرهـــا حـاشـــاه مـن نـسـيـانه
لـكـنّ مـــن خـلـطـوا وغادر فهمهم **** حـجـج الـكـتـاب أضـاع في هجرانــه
شـتـان مـــن عـــــرف الدليل فقاده **** نـحـو الـرشــاد وفــاز في رضوانـــه
أو ذاك مــــن الـــوى الدليل عنانه **** فــتــراه مـعـتـقـداً للي عــنــانـــــــــه
فالـحـكـم رهــن في الـدلـيـل مـوثق **** وبــدونــه الأهـــواء مــن شيطانــــه
إن الأســـــاس عـقـيـدة في ديـنـنــا **** وشــريـعـة بـنـيـت على بـنـيـانـــــــه
أمـــران تـثـبــت فــيـهـمـا بسماحة **** بـيـضـاء لا غـبـش بـكـل بـيـــانــــــه
أخـبــار فـي صــدق وقـطـعٌ ثــابـتٌ **** ولـيـطــمـأن الـقـلـب فـي إيـمـانــــــه
ولــهــا الأصــول الثابـتات شوامخٌ **** كـرواسـي شــــم على بـرهـــــــانـــه
وفـروعــهـا سـقـيـت بماء أصولها **** وحـيـاً كــريــمــاً في عــلــو جـنـانــه
قـالـوا"بعقل"يـرجـعـون بـديـنـهـم **** والـعـقــل مـخـتـلـف عـلـى مـيـزانــه
لـو كــان عـقــلاُ مـسـتـقـلاً واحــداً **** ويـجـيـئ مـوصـولاً بـكـل أوانــــــــه
لــوجـدتــنـا نـسـعـى لـوجـه جنابـه **** مـسـتـرشـديـن بـهـديـه وبـيــانــــــه
لـكـن عـقـلــهـم أبـــــــــان عــواره **** في الاخـتـلاف عـلـيـه في رجـحـانـه
فـسـل ابـن سـيـنـا والأرسطـو قبله **** ضـلـوا الـطـريق وحاروا في برهانه
الـحـجـة الـكـبـرى لــدى قرآنـنـــــا **** انـعـم بـه الـقـسـطـاس في مـيـزانــه
والـمـحـكـمــات مـن الكتاب شواهد **** ودعـــائـــم كــبـــرى على قــرآنــــه
والـمـرجـفـون بـزيـفـهـم وضلالهم **** ضــلــوا بــزيـفـهـم ومـن شـيـطـانـه
إن الـبـلاء جـمـيـعـه ومـــــــــــرده **** هــجــر الـكـتـاب اطـلـنـا في هجرانه
إن الــــدواء رجــوعـنـا لـكـتـابـنــا **** في حـكـمـه وبـعـدلـــــه وبــيــانـــــه
وخـتــام مـسـك قصيدتي في ريعها **** طـيــب الـسـلام يـــزف في ألـحــانـه
لـمـهـاجــر تــرك الـعـراق بـحـبـــه **** ســيـعــود مـنـتـصـراً إلى إخــوانـــه
طـــه ابــن حـامــد إن سألـت فإنــه **** ارس الــقـواعـد فـي جـمـيـل بـيـانـه
جــاءت مـسـددة تـضـــوّع عـطرها **** وإن اعـتـدى ردتــه في عـــدوانـــــه
فأحفظه يــا مـولاي من كيد الـعــدا **** وافــتـح عـلـيـه وزده فـي عـرفـانــه
كتاب: القواعد السديدة في حماية العقيدةالمؤلف : د. طه الدليمي
======================
رابط التحميل
http://fnoor.com/books/fn213.rar
======================
(رسالة صغيرة الحجم، أعتبرها أهم ما كتبته، وكشفت عنه من قواعد في علم الاستدلال الأصولي على الإطلاق. الرسالة تختصر طريق العلم والنقاش الخاص بالأصول بحيث لا تحتاج بعدها إلى أي علم في معرفة وإثبات أصول الحق ورد الأصول الباطلة: التفسير، اللغة، الحديث …إلخ، سوى محكمات الكتاب الكريم). وقد اتبعت أنا هذه القواعد في جميع ما كتبت من كتب ورسائل وموضوعات، لا سيما ما تعلق منها بالأصول. وأسمي ذلك بالمنهج القرآني.