تخطى إلى المحتوى

المؤمن والخوف من الموت 2024.

  • بواسطة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الســؤال : هل يجب على المؤمن عدم الخوف مـــن

الموت ؟ وإذا حدث هذا فهل معناه عدم الرغبة في

لقاء الله ؟

الجــواب : يجب على المؤمن والمؤمنة أن يخافا الله

سبحانه ويرجواه ؛ لأن الله سبحــانـه قـال فـي كتابه

العظــيم ( فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) ،

وقـال عز وجل ( فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ) وقال

سبحانـــه ( وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) ، وقال عز وجل ( إِنَّ

الَّذِينَ آمَنُـواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ

أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ ) ، وقال عز وجل ( فَمَن

كَـانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ

بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)في آيات كثيرة . ولا يجوز للمؤمن

ولا للمؤمنة اليأس من رحمة الله ، ولا الأمن مـــن

مكره، قال الله سبحانه( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا

عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ

الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) وقـال تعالى

( وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِـــن رَّوْحِ

اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) وقــال عز وجل ( أَفَأَمِنُواْ

مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ )

ويجــب عــلى جميـــع المسلمين من الذكور والإناث

الإعـــداد للموت والحــذر مـــن الغفلة عنــه، للآيات

السابقات ، ولما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه

قال ( أكثروا من ذكر هاذم اللذات )(1) – الموت – ؛

ولأن الغفلة عنــه وعدم الإعداد له من أسباب سوء

الخاتمة ، وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها

قالت : قــال رسول الله صلى الله عليه وسلــم ( من

أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره

الله لقاءه ) فقلت : يا نبي الله: أكراهية الموت فكلنا

نكره الموت، قال (ليس كذلك ولكن المؤمن إذا بشر

برحمة الله ورضوانه وجنته أحــــب لقاء الله فأحب

الله لقاءه ، وإن الكافر إذا بشـر بعذاب الله وسخطه

كره لقاء الله فكره الله لقاءه ) متفـق عليه ، وهـــذا

الحديث يدل عــلى أن كراهة الموت والخوف منـــه

لا حرج فيه ، ولا يدل ذلك عـلى عدم الرغبة فـــي

لقاء الله ؛ لأن المؤمن حيـن يكره الموت أو يخاف

قدومه يرغب فــي المزيد مـــن طاعة الله والإعداد

للقائه ، وهكــــذا المؤمنة حين تخاف مــن الموت

وتكره قدومه إليها إنمـا تفعـل ذلك رجــاء المزيد

من الطاعات والاستعداد للقاء ربها .

ولا حرج على المسلم أن يخاف مــن المؤذيات طبعا

كالسباع والحيات ونحو ذلك فيتحرز منها بالأسباب

الواقية ، كما أنه لا حرج على المسلمين في الخوف

مــن عدوهم حتى يعدوا له العدة الشرعية ، كما قال

الله سبحـــانــه ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ )

– أي الأعداء – مـع الاعتماد على الله والاتكال عليه

والإيمان بأن النصر مـن عنده ، وإنما يأخذ المؤمن

بالأسباب ويعدها ؛ لأن الله سبحانه أمره بها لا مـن

أجل الاعتماد عليهــا ، كمـــا قـال الله سبحانـه ( إِذْ

تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُــمْ فَاسْتَجَابَ لَكُـمْ أَنِّـــي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ

مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ ، وَمَـــا جَعَـلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى

وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِـنْ عِندِ اللّهِ

إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) .

وإنما الخوف الذي نهى الله عنــه هــو الخوف مــن

المخلوق على وجه يحمل صاحبه على ترك الواجب

أو فعل المعصية، وفي ذلك نزل قوله سبحانه ( فَلاَ

تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) وهكذا الخوف

من غير الله على وجه العبادة لغيره ، واعتقاد أنه

يعلم الغيب أو يتصرف في الكون أو يضر وينفـــع

بغير مشيئة الله كما يفعل المشركون مع آلهتهم .

وبالله التوفيق .

موقع الشيخ عبدالعزيز بن باز

(1) رواه الترمذي وقال الألباني ( حسن صحيح )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جزاك الله خير وجعلنا ممن يحبون لقآئه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.