تخطى إلى المحتوى

المتكلمون بالدين . 5 . 2024.

  • بواسطة

-5-

التناقض بين القول والعمل أول أسباب الفجوة بين الشباب والعلماء
اللواء الركن: محمود شيت خطاب

وليس سراً أن هناك هوة عميقة بين الشباب من جهة وعلماء الدين –أو أكثرهم على الأصح- من جهة ثانية، والسبب الأول لوجود هذه الهوة ، هو ما يردده أولئك الشباب من أن أقوال أكثر علماء الدين تناقض أعمالهم، فهم يقولون قولاً حسناً، ويرددون مبادئ سامية، ولكنهم لا يعملون بما يقولون، ولا يلتزمون بما يرددون.
وبالطبع فان الأيدي الخفية التي تعادي الدين تبالغ في وصف بعض علماء الدين لتبعد الشباب عنه وتصرفهم عن أماكنهم، ومع ذلك فلا تزال حقيقة واقعية يلمسها الناس هي أن الأعمال لا تناسب مع الأقوال وأن الأعمال هي دون المستوى المطلوب الذي لا يمكن السكوت عن تيسير على أسوأ الأحوال!!.
إن هذه الهوة السحيقة موجودة بدون ريب، وهي خطرة على مستقبل هذه الأمة. وضع الرؤوس في الرمال –كالنعامة حين يداهمها عدو لا طاقة لها به- والتعلل بالأماني والأوهام لا يجدي فتيلاً ولا يصلح خللاً.
إن العمل الصالح وحده وتطبيق تعاليم الدين الحنيف عملياً هي الجسور السليمة القوية الصالحة التي تربط بين جانبي الهوة السحيقة التي تفصل بين الشباب وقسم من علماء الدين، وبالتالي بين الشباب والدين نفسه.
إن هذه الجسور وحدها هي التي تربط بين جانبي الهوة وتجعل الشباب يعبرون عليها إلى سواحل الأمان ، ساحل النور، ساحل الدين، بأمن وسلام واطمئنان وهذه الجسور هي (الأعمال)، أما (الأقوال) وحدها فتزيد الهوة عمقاً، والشقة بعداً، ولا تؤدي أبداً إلى خير.
وقد كان النبي e من أقل الناس (كلاما)، ولكنه كان من أكثرهم (عملا) ، ولذلك جمع الناس ووحد القلوب ورصّ الصفوف على كلمة الله. وكان e إذا قال أوجز، ولكن قوله فصل الخطاب، ثم يبدأ بنفسه وأهل بيته وبالأقربين فيطبق أقواله عليهمن ويشتد هو على نفسه فتكون أقواله بالنسبة إلى أعماله شيئاً يسيراً، إذ إن أعماله e كانت تفوق أقواله، وكثيراً ما كان يرأف بأمته فيخفف عنهم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، ولكنه مع نفسه كان يعمل ويعمل، حتى يصوم فلا يكاد يفطر، وحتى يقوم الليل فتتورم قدماه من القيام، وحتى يعيش وأهله لا يستوقد بنارٍ الشهر والشهر إن هما إلا الأسودان: التمر والماء.
والعلماء ورثة الأنبياء، والعالم يستطيع أن يقدم خدمات لأبناء عقيدته ولغيرهم أيضاً لا تقدر بثمن، وتكون خدماته بمقدار عمله أو أعماله. وليس من شك في أن المادية قد طغت على هذا العصر، ولكن هذه المادية وحدها لم تصرف الشباب عن الدين، بل هي إحدى الأسباب، وتقصير العلماء غير العاملين من الأسباب الحيوية أيضاً.

ليه الموضوع مكرر
اين المشرفات؟؟؟؟؟؟؟
ليس مكررا أختي إنما هو على أجزاء وعذرا للتدخل وبارك الله في الجميع
شكرا جزيلا على المرور
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير
والموضوع عبارة عن سلسلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.