المتكلمون بالدين
-6-
الشيخ محمد الرضواني آية في العلم والورع
كان في الموصل عالم عامل هو المرحوم الشيخ الحاج محمد الرضواني، وكان آية من آيات الله في العلم والورع، وكان هذا العالم العامل موضع ثقة الناس على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وأديانهم، فقد كان يلجأ إليه الخصوم ومنهم النصارى، ويرضون بحكمه ويخضعون لتوجيهاته. وكان مقصوداً من المسلمين للتبرك به وطلب الرقية منه وهذا أمر طبيعي ، ولكن الأمر غير طبيعي هو أن يكون مقصودا من النصارى أيضاً للتبرك به وطلب الرقية منه. لماذا أصبح هذا الشيخ الورع موضع ثقة المسلمين وغير المسلمين؟.
لقد كان في الموصل شيوخ لا يقلون علماً من الشيخ الرضواني، ولكن لم يقف أحد على بابهم ولم يلجأ إليهم أحد إلا نادراً، طبعاً أصبح الرضواني عليه رحمه الله تعالى موضع ثقة الناس، لأنه لم يقتصر على العلم وحده، بل كان عاملاً بعلمه إلى أبعد الحدود. ولست أنسى يوم مات المرحوم الرضواني، فقد خرجت الموصل عن بكرة أبيها لتشييعه، وأقفلت الأسواق وتعطلت المصالح، وشارك في تشييعه المسلمون وغير المسلمين بنفس اللوعة والحزن والأسى. وقد ظهر الفقر بعد موته على أكثر من 200 عائلة كان يمدها بما يكفيها من المال سنوياً، دون أن يعرف أحد من الناس من أمرها وأمره شيئاً.
ولم أر في حياتي رجلاً متواضعاً وعلى عظيم من الخلق الرفيع كالرضواني عليه رحمة الله. كان يفرّ من الشرف والشرف يتبعه.
لقد كان عالماً عاملاً بكل معنى الكلمة، لذلك كان إذا قال سمع الناس، وإذا أمر سارع الناس إلى تنفيذ أوامره، وكانت إشارته العابرة تعتبر أمراً لا يخالف، وكان إذا حكم بين خصمين، تقبلا حكمه برحابة صدر، وكانت قوة حكمه أقوى من قوة حكم المحاكم العسكرية والمدنية في وقته، فحمم تلك المحاكم خاضع للاستئناف والتمييز، وحكمه غير خاضع لسلطات غيره، فهو قطعي. والغريب أ المحكوم عليه يتقبل حكمه بنفس الحماس والقناعة التي يتقبل بهما حكمه المحكوم له !.
ويبدو الموضوع خرج عن مساره واصبح نماذج من المؤمنين الذين يربطون القول بالعمل …..
بارك الله فيكم …….
بارك الله فيكِ اختي
وجزاكِ الله خير