تخطى إلى المحتوى

المفاتيح العشرة في توجيه سلوك الطفل: المفتاح الثالث!!! 2024.

  • بواسطة
قيل قديما الوقاية خير من العلاج ، والوقاية من المشاكل السلوكية تعني ان نبحث عن المبررات والمسببات التي يمكن ان تكون مصدر السلوك السيء الذي يقوم به اطفالنا دون ان نشعر بذلك ، وهذه الاسباب قد توجد في بيئة المنزل على شكل

:* تنظيم خاطيء للاثاث ولغرف الراحة وغرف الاطفال
* جو اسري مليء بالتوتر .
* توزيع غير موفق لعملية شراء مستلزمات الاطفال
* عدم ثبات في المعاملة
* بيئة تفتقد التدعيم للابناء

* تنظيم خاطيء للاثاث ولغرف الراحة وغرف الاطفال:

قد تستغربون مثلا عندما تكتشفون ان تنظيم الاثاث بغرفة الجلوس يمكن ان يخلق الكثير من المشاكل السلوكية في المنزل فحينما تكون الغرفة مكتظة بالاثاث مثلا ويكون معظمه من الزجاج القابل للكسر فانكم ستضعون ضغوطا كبيرة على الابناء _ دون ان تشعروا ربما _ خوفا من كسر الاثاث والتحف الثمينة ، ويؤدي ذلك الى تقييد حركة الابناء وهذا يعني زيادة احتكاكهم ببعضهم البعض من اجل تصريف الطاقة الطبيعية للحركة الموجودة بداخلهم وتكون النتيجة مشاحنات ومشاجرات لم يتوقع الوالدين ان يكون احد اسبابها له علاقة بتنظيم الغرفة!!

وهناك بالطبع امثلة اخرى كثيرة قياسا على المثال السابق التي تثبت ان هناك اخطاء يمكن ان ترتكب في تنظيم الاثاث والغرف قد تتسبب في حدوث مشاكل سلوكية ، فهل تستطيعون استنتاج بعض الامثلة على ذلك؟ارجو ان تقدموا لنا في تعليقكم اليوم المزيد منها .

* جو اسري مليء بالتوتر .
ينشا التوتر لدى الناس جميعا عندما تسير الامور بعكس ما يرغبون ، وقد يتطور هذا العارض النفسي الى مشاكل وعقد نفسية عندما يعجز الانسان عن التعامل معه او التنفيس عنه بطريقة ما .
والاطفال يشعرون بالتوتر السائد في الاسرة ، ويمكن ان ينتقل لهم احساس التوتر هذا دون ان يشعر الاباء وبطريقة غير مباشرة ، وحتى الاطفال انفسهم يمكن ان يشعروا بالتوتر الناتج من عوامل عديدة اهمها تعارض الظروف والامكانيات الموفرة لهم مع حاجاتهم الحقيقية ، فالطفل لديه حاجة ان يتحرك ولكن معظم بيوتنا مغلقة وصغيرة ، الطفل لديه حاجة ان يتكلم ويعبر ولكن معظمنا يطلب من اطفاله الهدوء التام في المنزل ، الطفل لديه حاجة للعب الا ان معظم الناس تفضل ان ترى ابناءها تمسك كتاب المدرسة بدلا من مسك لعبة .. وقس على ذلك كثير ..
اذن تعارض حاجات الطفل مع ما هو متاح له ممكن ان يسبب له التوتر ، وان هذا التوتر قد يكون سببا رئيسيا لكثير من المشاكل السلوكية التي تحدث من قبل الابناء .

* توزيع غير موفق لعملية شراء مستلزمات الاطفال
هناك خطأ شائع يقوم به الاباء في تربية ابناءهم وهو العدالة " العمياء" ان صحت التسمية في شراء مستلزمات الاطفال ، واعني بالعدالة العمياء ان يطابق الاب في الشراء لابناءة كل شيء ، فاذا اشترى دفترا لاحمد يجب ان يشتري لحسن مثله تماما واذا اشترت الام فستانا لمريم تجد انها يجب ان تشتري في المقابل فستانا لزينب .
ان هذا النوع من العدالة هو ان نشتري للجميع مثلما اشترينا لاحد الابناء حتى لو لم يكونوا في حاجة لما اشتريناه
هذه الطريقة ليست عادلة هل تعرفون لماذا؟؟
لاننا نشتري اشياء لاناس لا يحتاجون لها !
العدالة التي يجب ان نعلمها لابناءنا هي : ان نشتري لكل منهم ما يحتاجة هو فقط ، على سبيل المثال قد اشتري دفترا لمحمد لان المعلم طلب منه دفترا ولست مضطرة ان اشتري لحسن نفس الدفتر اليوم ، وغدا قد اشتري لحسن قميصا لان قميصة تالف لكنني لن اشتري لمحمد قميص لان قميصه لا شيء فيه !

هل تعرفون اين الفائدة في هذا المبدأ؟؟؟
انكم عندما تتبعون هذا المبدأ في تربية الابناء فانكم لن تواجهوا مشاكل من هذا النوع : لماذا اشتريت لفلان ولم تشتري لي انا ايضا !!
انكم تقومون بوقاية كبيرة من المشاكل السلوكية بهذه الطريقة ، فاذا اتبعتم هذا المبدأ وعودتم اطفالكم عليه سوف تتخلصون من بعض المشاكل والمشاجرات التي تحدث في بيوتنا كل يوم وسببها الغيرة دون حق كما ترون .

* عدم ثبات في المعاملة
عدم الثبات هو ان نقبل سلوك ما من احد الابناء في هذا اليوم ، ثم نرفضه في يوم اخر .
او ان نقبل سلوكا ما يقوم به الابناء امام الضيوف ونرفضه في عدم حضورهم .
او ان نقبل سلوكا من الطفل الكبير ونرفضه من الصغير ( مع ان الضرر موجود في الحالتين )
او ان يرضى الاب بسلوك ما وترفضه الام او العكس .
وجميع صور عدم الثبات هذه تسبب ضررا كبيرا للابناء ، وتتسبب في حدوث المشاكل السلوكية ، لان الابناء لن يكونوا متأكدين دوما من مدى صحة سلوكهم او عدمه .
اذن الثبات في تحديد الممنوع والمسموح يؤدي حتما الى التقليل من المشاكل السلوكية والوقاية منها .

* بيئة تفتقد التدعيم للابناء
البيئة الداعمة للسلوك الجيد هي البيئة التي تشجع الطفل على القيام بالسلوكيات الجيدة ، والتي تنتبه دائما لاهمية هذا التشجيع ، وتقدم الدعم للابناء معنويا وعاطفيا .
ان كثير من المشاكل السلوكية التي يقوم بها الابناء يكون سببها الاساسي هو رغبة الطفل في لفت انتباه والديه ، فالطفل الذي لا يحصل على الاهتمام في الظروف العادية يضطر حتما الى القيام بسلوكيات سلبية لجلب الاهتمام ، خاصة ان الآباء يهتمون كثيرا عندما يخطيء الطفل ويبدون اهتماما مبالغا فيه احيانا ، مما يعزز لدى الابن شعور الاهمية التي يحصل عليها عندما يخطيء .
اذن نحتاج تبعا الى ذلك الى تقديم الدعم والحب والاهتمام لابناءنا دائما حتى نقيهم من الاتجاه لممارسة السلوك السيء لجلب اهتمامنا قسرا .

هذه النقاط هي مجرد أمثلة لبعض طرق الوقاية التي قد نهملها في بيوتنا ولكنها في النهاية تكون سببا غير متوقع في حدوث المشاكل السلوكية ، اذن مفتاحنا الثالث هذا اليوم كان : كيف نبحث عن طرق تمنع حدوث مشكلة سلوكية او على الاقل تقلل من حدوثها .

والآن أريدكم ان تتأملوا المواقف التالية ، وتستنتجوا كيف كان من الممكن تفادي المشكلة السلوكية لو ان الام قامت بنوع من الوقاية قبل حدوثها :· أحمد وعلي يتشاجران بقوة لأن كل منهما يريد اخذ الكرة " الحمراء" ولا أحد منهما يريد الكرة " البيضاء " !!
· عبلة تصر على شراء كل ما في محل الالعاب الكبير الذي اخذتها امها اليه .
· سميرة تعاند والدتها في سوق السمك وترفض الاستجابة لتعليماتها بعد ساعتين من الدوران في السوق .
· مريم تقضي يومها كاملا امام التلفاز منذ بدء الاجازة الصيفية .

التعليق على الحالات المذكورة في المحاضرة السابقة ( باختصار ):

يفترض بنا الآن بعد ان درسنا موضوع الوقاية ان ننظر لهذه المشاكل من زاوية اخرى ، فلا نسرع للبحث عن حل للمشكلة ذاتها ولكن نفكر لماذا حدثت اصلا ، لو فكرتم بهذه الطريقة ستجدون ان هناك ضعف في الوقاية من النواحي التالية :

– لم يحدث تخطيط قبل شراء الكرة للولدين ، فاذا كان كلاهما يحب اللون الاحمر لماذا قامت الام بشراء واحدة بيضاء واخرى حمراء؟؟ ولماذا لم تسأل كل منهما اي لون يريد قبل الشراء؟؟
– هل اخذ طفلة في عمر الخامسة لمكان مليء بالالعاب قبل الاتفاق معها على المطلوب شراءة فكرة صائبة من الام؟ لماذا لم تاخذها الام الى محل به اختيارات اقل ؟
– يعتقد كثير من الآباء ان عقد " اتفاق" مع الطفل شيء صعب خصوصا مع الطفل الصغير ، واقول لهم ان العكس هو الصحيح ، يمكننا ان نعلم اطفالنا مسألة الشرط قبل الشراء كنوع من الاتفاق منذ ان يبلغوا الثانية من العمر ، قبل الذهاب للمحل نتفق مع الطفل انه ممكن يشتري لعبة واحدة فقط، نظل نذكره بالاتفاق في السيارة ، وقبل دخول المحل ، مع التوضيح ان البكاء لشراء اكثر من لعبة يعني عدم السماح له بالقدوم لهذا المحل مرة اخرى ، بقليل من المثابرة والحزم من الام ، علاوة على تقبل بكاء الطفل وعدم الاستجابة لضغوطه قد تجدي كثيرا في حل هذه المشكلة .
– بالنسبة للطفلة العنيدة في السوق فأعتقد انكم جميعا قد لاحظتم ان سبب المشكلة خارج عن ارادة الطفلة ، فأين الوقاية في اخذ طفلة بهذا العمر للدوران والمشي المتعب لمدة ساعتين؟
– مسألة التلفاز مرتبطة كما أرى بتوفير البدائل للطفل ، لا ان نطلب منه عدم مشاهدة التلفزيون وكفى – كما نفعل احيانا – فماذا نتوقع ان يعمل الطفل ، هل يجلس ساكنا دون حركة ، وحتى ان فعل فانه سيبدأ بالشكوى من الملل ، مما يدعونا مرة اخرى الى دفعه لمشاهدة التلفاز للتخلص منه ..
ارى ان " واجب " الوالدين هو اعطاء بدائل للتلفاز ، وعدم منعه كليا ، السنا جميعا نتابع التلفاز؟

لاكي

جزاك الله خيرا
جزانا وإياكم خيرا كثيرا
بارك الله فيك.
متابعة لاكي
كلام جميل بارك الله فيك أختى ريين دروبس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.