بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي انزل على عبده الفرقان الفارق بين الحلال والحرام, والسعداء والأشقياء, والحق والباطل, وجعله برحمته هدى للناس عموماً وللمتقين خصوصاً من ضلال الكفر, والمعاصي والجهل إلى نور الإيمان والتقوى والعلم. والصلاة والسلام على خاتم النبيين وإمام المرسلين وقائد الغر المحجلين وعلى آله وصحبه وسلم .
تعتبر الملابس من الحاجات الأساسية للفرد فهي في نفس مستوى حاجته للمأكل والمأوى كما تعتبر الأزياء شعار الأمم ورمز تقدمها . ولا يستطيع المجتمع أن يعيش دون أن يعير الملابس نصيباً من اهتمامه.
قال تعالى ( يابني ادم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون ) الأعراف(26)
الشاهد: من امتنان الله على بني ادم لما يسر لهم من اللباس الضروري. واللباس الذي يقصد منه الجمال كسائر الأشياء كالطعام والشراب ونحوهما قد يسر الله للعباد ضروريتها ليكون معونة لهم على عبادته وطاعته
ولهذا قال تعالى ( ولباس التقوى ذلك خير )
لباس التقوى يستمر مع العبد ولا يبلى ولا يبيد وهو جمال القلب والروح وأما اللباس الظاهري فغايته أن يستر العورة ويكون جمالاً للإنسان. وهكذا نشأت الملابس وحاجتها مع حاجة الإنسان وتطورت مع تكيف الطبيعة إلى فن من الفنون الشعبية يدل على درجة رقى الأمة وعلى مستوى الحضارات ومستوى الدول أقتصادياً والتقدم الصناعي وحجم التبادل التجاري والإنتاج الحرفي كما أنها تعطي أبعاد تاريخية وثقافية وحضارية لمى فيها من الابتكار والتقليد النابع من عوامل بشرية مجتمعة .
وعلى المرأة المسلمة أن تكون قدوة ومثل وعنوان لدينها وتعبر بملابسها عن مستوى ذكائها وذوقها وحسن اختيارها لان الملابس تعتبر دليلاً صامتاً عن شخصية المرأة المسلمة
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ( قال الرسول صلى الله عليه وسلم من لبس ثوب شهره البسه الله إياه يوم القيامة ثم ألهب فيه النار ومن تشبه بقوم فهو منهم ) ذكره ابن ماجه
روى عن أم سلمه رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم (قال مامن احد يلبس ثوباً ليباهي به وينظر الناس إليه لم ينظر الله إليه حتى ينزعه متى نزعه ) رواه الطبراني
الترغيب في التواضع ولين الجانب والاقتداء باشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه عليهم السلام
والترهيب من الترفع والتعالي ولباس الشهرة والفخر والمباهاة والتشبه بالكفار
وهذا لا يمنع أن نأخذ تطورات وحضارات من دول الغرب في تقدم صناعة المنسوجات وتطوير صناعة الملابس والنسيج ونأخذ بما يأمرنا به الله عز وجل ونبيه الأمين محمد صلى الله عليه وسلم حتى لا يخدش إسلامنا وتقاليدنا الإسلامية ونراعي الله عز وجل في كل أمور حياتنا .
وأقول اللهم إني قمت بهذا العمل ابتغاء وجهك الكريم فأقبله يارب وأثبني عليه إن كان خيرا ……
استغفر الله العظيم سبحانك اللهم وبحمدك سبحان الله العظيم