هناك قلوب تتعب وتستسلم لآهاااات الجسد المنهك … وتقتات على فتات نظرات مبعثرة هنا وهناك … قد تفقد معاني ذلك المارد الرقيق في مساحة المشاعر الصادقة … وتتحول لوحش ضائع في غابة كبيرة يفترس نور الروح بهمجية الحاجات والغرائز …
الروح بنورها وسموها لا تستسلم ولا تقول وداعا … على بصيص امل من نافذة الحب الصادق … وفيض الشوق الشامخ بعزة وكبرياء مترقب ان تعود الذكريات بشتات القلب الى واحة الصفاء وسماء الوفاء بكل النقاء …
للحب حكمة وصبر في انوار المشاعر وضياء منارة الأشواق ينتظر عودة الطائر المهاجر … منارة عالية لا تنطفئ ولا تمل طول الآنتظار ولا تخاف ظلام الآيام … منارة تحمل التسامح والغفران … في نورها بلسم شافي للجسد ومتاعب الحياة … وان اختار الجسد طريق بعيد عن القلب وسماء بعيدة عن ذلك البحر … لا تملك المنارة الا ابقاء تلك الشعلة بشعاع خافت ولكنه يحمل ذلك النور الابيض …
ان كان للقلب اكثر من حجرة … هو قلب جاحد لا يستحق الحب الصادق … ولكن مع هذا المنارة تعطي بصمت … بدون عتاب … تعطي حبا من نوع اخر … حب لاجل ذكريات كانت في يوم حقيقة اكبر الواقع … رغم الشتات والتقلبات … حب ليفرد الطائر جناحيه ويستطيع الطيران … غير مهم وجهة ذلك الطائر … طالما هو سعيد باختياره وقراره …
من الطيور من يختار البعد ليموت بصمت … ويدفن في بقعة غريبة بعيدة عن قلبه وروحه … ومع هذا تلفظ انفاسه الآخيرة أأأاااهاااا يا قلبي … أينك ياااااا روحي … أين عمري … قد تضيع الرسائل في متاهات الحياة وتقلباتها … قد تفقد بسمة العيون نورها بمرض او تعب … ولكن هناك قدرة لزهرة الياسمين رغم رقتها وتساقط اوراقها لتعطي من جديد … نفس الزهر بذلك العبير والجمال .
قوة الطائر بروحه … وسبب ديمومة جناحيه بقلبه … ولن يكون له وطن غير وطنه … م .
كم كنت أتمنى لو هناك مترجم لشعاع الروح ونبضات القلب … كم كنت لو أستطيع رسم تلك الصورة بكل تفاصيلها وألونها وظلالها …
كل الاحترام والتقدير لكل انسانة مناضلة … ولا أعني مفاومة الاحتلال والجهاد في سبيل الله بارض المعركة … ولكني أعني ذلك النضال في محاربة الجهل والغرور … ذلك النضال في رسم صورة شامخة لبيتها واولادها وزوجها … ذلك النضال الذي يحمل معاني الكفاح في تأمين حياة كريمة بجهود متفانية من العمل داخل المنزل وخارجه … ذلك النضال الذي يحمل بسمة بعيون حزينة بستار الارادة والتصميم …
تحية اجلال وتقدير لكل انسانة تشعل شمعة من كل نفس بكل لمحة لتضيئ درب من حولها بصمت وقناعة … تحية اعجاب لكل من تشق الصخر وتتحمل غرور من حولها وعنادهم … تحية لكل دمعة مخبئة في قلب بعمق ذلك البئر الذي لا يظهر دموعه …
الحكمة والعلم في الترفع عن ثرثرة ونميمة وطعنات وجروح … ذلك الشموخ في عزة النفس وغناها … تحية خالصة لكل من نبذت قلبها في سبيل قضية انسانية …
الحب الحقيقي الصادق يعني العطاء في الخفاء … يعني العطاء بلا مقابل … يعني الصبر وتمنيات صادقة لكل طائر مهاجر , قد يعود وقد لا يعود …
سلام …
المنارة هي رمز للعطاء بدون شروط … بدون انتظار مقابل … شعاع المنارة هو لذلك الطائر في سماء الذكريات بكل صدق وشفافية … بكل الثقة والاحترام …
قد يختار ذلك الطائر مكان بعيد جدا عن المنارة … وتعطي المنارة نورها بصمت … ومن الصعب على الطائر معرفة ماهية ذلك النور … وما أصعب أن يتحول الطائر الى فراشة … تتنقل بين الازهار بظلال نجوم غريبة … وبحار بلا موانئ ثابتة في شعاع منارات اخرى .
قوة الطائر بروحه … وسبب ديمومة جناحيه بقلبه … ولن يكون له وطن غير وطنه … م .
المنارة هي رمز لقلب وروح من وجدان الطائر … ولكن الطير لا يعرف قيمة ذلك الا عند فقدان ما هو منه وله … ولاجل ماذااااا …!
شكري لكم على مروركم الطيب .
وصلني هذا التعليق …
….قرأته كثيرا وذهلت لأن الإبداع فوق قدرة الواقع والخيال ،كلمات خلتها نهرا من الآهات أحسست بقوة العاطفة وبلهيب الأنفاس ورجفة اليد التي تحفر تلك الحروف، كنت كطير ذبيح يترنح في أتون جراحه ويرجو العودة لبسمات الربيع المغادر…. أما زلت تنهل من تلك الذكرى العاصفة ؟؟؟؟
النوارس تغزل أعشاشا مليئة بالأشواك ومع ذلك تتحمل جراحها وتألف أشواكها لكنها ستبقى تسترجع صدى الذكرى التي سكنتها وهي خارج السرب بكل لهفة وحنين لأنها تخاف التغريد خارج السرب وتحذر الأنواء والرياح العاصفة.
الحيرة تلف المشاعر فالنفس تائهة حائرة تبحث عن لحظات سعادة تعثرت في الدروب وتواقة لها ولحضور ماض تسرب في ومضات الزمن الهارب، ما زالت ترانيمه تجوب آفاق الروح ولن يذوي صداها أبدا!! ما أروع الأمل الذي يراود النفس في مساحات الحلم الضائع لكنه أمل مسافر في واحات التيه ، لا مجال لعودته. ومع ذلك كل التقدير للتحايا والتكريم