الفائدة الثانية : وهي زوال الهم والقلق وبقاء الصفاء والمداومة على القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة وحصول الراحة بين الطرفين ومن لم يسترشد بهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بل عكس القضية فلحظ المساوئ وعمي عن المحاسن فلابد ان يقلق ولابد ان يتكدر ما بينه وبين من يتصل به من المحبة ويتقطع كثير من الحقوق التي على كل منهما المحافظة عليها .
وكثير من الناس ذوي الهمم العالية يوطنون انفسهم عند وقوع الكوارث والزعجات على الصبر والطمأنينة لكن عند الامور التافهة البسيطة يقلقون ويتكدر الصفاء والسبب في هذا انهم وطنوا نفوسهم عند الامور الكبار وتركوها عند الامور الصغار فضرتهم واثرت في راحتهم فالحازم يوطن نفسه على الامور القليلة والكبيرة ويسأل الله الاعانة عليها وان لا يكله الى نفسه طرفة عين فعند ذلك يسهل عليه الصغير كما سهل عليه الكبير ويبقى مطمئن النفس ساكن القلب مستريحا .
صحيح لابد من تقبل الإنسان لعيوب الأخرين وأن يعرف أن الكمال لله وحده سبحانه وتعالى