إن السر الحقيقي في توفر الصحة النفسية لدى الأفراد لايحتاج إلى طبيب أو علاج بشري قال الله تعالى (( ومن
أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكاً )) _ وسأذكر هنا بعض التوصيات النبوية للنجاة من الأزمات النفسية .
1- وجوب الإيمان وعدم الوسوسة .
فإذا تعلق تعلق القلب بالله يسمو ويسمو عن الأرض بكل ما فيها وتصغر نفسه في جميع أحداثها وتتجه جميع القوى
الموجودة فيه والتي تسمى حباً لتصب في نبع واحد وهو حب الله فيصبح الحب لأجله والبغض لأجله والتوكل عليه
والخوف منه والرجاء فيما عنده والرضى بقضائه فيسير في الحياة مستشعراً بالآية ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
2- الرضى بقضاء الله وقدره .عندما تطيب النفس وتطمئن وتندفع سائرة تتخطى الصعاب لاتبالي بما يصيبها ولا تندم على ما فاتها ولا تفكر فيما
سيحدث لها فذلك كله بأمر الله وهو غفور رحيم كريم سميع مجيب قدير( ولا يظلم ربك أحداً ) .
3- التوكل والصبر .عندما نستشعر الآية ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيئ قدراً ).
تزداد الثقة ويسيطر اليقين ليفظ تلك النفس بسياج قوي يجعلها تقف صامدة صابرة .
4- الصلاة
كان الحبيب صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى ويقول " أرحنا بها يابلال " فبالإضافة إلى أنها علاج وقائي
وصيانة للمفاصل والعضلات وخلايا الدماغ فهي أيضا علاج روحي فيستشعر بقمة الحب وقمة الذل فينطلق القلب
من سجن الهوى ويسمو وتعلو همته لتتخطى جميع الصعاب مهما بلغت .
5- كراهية السهر
عن أبي برزة رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها "
هنا نقف خاشعين أمام روعة الإسلام عندما نقارن أوامر قائد العلم العظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
بالقوانين والأنظمة الطبية الناتجة عن دراسات مستفيضة للجهاز العصبي للإنسان .
وقد اكتشف العلماء في تراكيب الأعصاب جهازين أحدهما يعمل ليلاً والآخر يعمل نهاراً .
6-الأذكار والمحافظة عليها صباحاً ومساء
يكفينا قوله تعالى " ألا بذكر الله تطمئن القلوب وهي الحصن الحصين من الشياطين ومصائدها ومكائدها ذلك هو
الشيطان الذي إذا وجد القلب عامرا بذكر الله يخنس ويصبح كالذبابة . وإذا وجده فارغا يهيم في أودية الشهوات
تضخم والتف حوله كالحية ينفث سمومه التي تؤدي في النهاية إلى القلق والهم والضيق .
إن أعظم وأهم وسيلة لعلاج القلق والإضطرابات النفسية والوصول إلى سكينة النفس وطمأنينتها وانشراح الصدر
هو كتاب الله عز وجل فهو ينبوع سعادتنا ومغتسل قلوبنا وهو الحبل المتين لحمايتنا من الوقوع في الشبهات
والضلالات وهو شفاء للقلوب والأبدان .
من كتاب ( علاجك بين يديك ) من الكتاب والسنة وصيدليات الماضي