أنقل اليكم أحباء روضة السعداء خاصة والمنتدى عامة .. جزء من خطبة الجمعة ، سائلأ المولى عز وجل أن ينفعنا بنا سمعنا وبما نقرأ ….. وهي عن ، شكر الله على نعمه الكثيرة ..!
—————————————————————-
لقد خَلَقَنا اللهُ في أحسن صورة، وركَّب فينا من الحواسِّ والجوارح ما يمنحنا حريةَ الحركة والتنقل في كل مكان، وما يمكِّننا من التمتع بكل ما في الكون من خيرٍ وجَمَال، كما أنعم اللهُ علينا بنعمٍ كثيرة، وخيرات وفيرة، ورزقنا من طيبات الأرزاق ما يقيم أبداننا، ويحفظ علينا حياتنا، وصدق الله إذ يقول( ?وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)
والحقُّ أنَّ هذه النعمَ تقتضي منا أن نشكر المنعم، وقد أمرنا الله تعالى بذلك، فقال( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ )
فشُكْرُ الله على نعَمِهِ مِنْ مقتضياتِ العبوديةِ وتمامها، كما أنه الطريق لنيل مرضاة الله عز وجل، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا))
وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أنعم اللهُ على عبد من نعمة، فعلم أنّها من عند الله إلا كتب الله له شكْرَها، قبل أن يحمدَه، وما علم الله من عبدٍ ندامةً على ذنب إلا غَفَرَ له قبل أن يستغفره، وإن الرجلَ ليشتري الثوب بالدينار فَيَلْبَسهُ، فيحمدُ اللهَ، فما يبلغُ ركبتيه حتى يغفرَ له))
عبادَ الله: إن شكر الله لا يكفي أن يكون باللسان، وإنّما يكون بالقلب واللسان والجوارح، ومِنْ شُكْر النعمة أن تسخِّرها في طاعة الله، وأن لا تستعينَ بِها على معصيته، فعن الجنيد رضي الله عنه قال: قال السَّرِيُّ يوماً: ما الشكرُ؟ فقلتُ له: الشكر عندي أن لا يُسْتَعانَ على المعاصي بشيءٍ من نعمه
وقال ذو النون المصري: الشكر لمن فوقَكَ بالطاعةِ، ولنظيرِكَ بالمكافأةِ، ولِمَنْ دونك بالإحسان والإفضال
والشكر بالعمل قليلٌ مَنْ يَفْعَلُه، وهو ما جاء في قوله تعالى( اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)
ولقد رُوِيَ أن داود عليه السلام قال: كيف أشكرك يا ربّ، والشكرُ نعمة منك! قال: الآن قد عرفتني وشكرتني، إذ قد عرفتَ أن الشكرَ مني نعمة. قال: يا ربّ فأرني أَخْفَى نِعَمِكَ عليَّ. قال: يا داودُ تَنَفَّسْ، فتنفس داودُ. فقال الله تعالى: مَنْ يُحْصِي هذه النعمةَ الليلَ والنهارَ؟! وعن ثابتٍ البُنَانِي رضي الله عنه قال: كان داود عليه السلام قد جزَّأ على أهله وولدِهِ ونسائه الصلاةَ، فكان لا تأتي عليهم ساعةٌ من الليلِ والنهارِ إلا وإنسانٌ من آل داودَ قائمٌ يصلي، فغمَّرَتْهُمُ هذه الآيةُ( اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)
وأما شكرُ الله عز وجل على ما أنعم به علينا من جوارحَ فقد روي أن أبا حازم جاءه رجلٌ فقال له: ما شكرُ العينين؟ قال: إنْ رأيتَ بِهما خيراً أعلنتَهُ، وإن رأيتَ بِهما شراً سترتَهُ، قال: فما شكرُ الأذنين؟ قال: إنْ سمعتَ خيراً وَعَيْتَهُ، وإنْ سمعتَ شراً أخفيته. قال: فما شكرُ اليدين؟ قال: لا تأخذُ بِهما ما ليس لَهما، ولا تمنع حقاً لله عز وجل هو فيهما. قال: فما شكرُ البطن؟ قال: أن يكونَ أسفلُهُ طعاماً، وأعلاه علماً. قال: فما شكرُ الفَرْجِ ؟ قال: كما قال الله عز وجل :
( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ، إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)
فأما منْ شكر بلسانه، ولم يشكر بجميع أعضائه، فَمَثَلُهُ كمثل رَجُـلٍ له كِساء، فأخذ بطرفه، ولم يلبسه، فلم ينفعه ذلك من الحر والبرد والثلج والمطر
وأما شكرُ المال فإنّما يكون بأداءِ الحق المعلوم منه للسائل والمحروم، والإنفاق منه سراً وعلانية بالليل والنهار، وأما شكرُ العلم فإنَّما يكون بالإنفاق منه، بأن يعلِّمَ غيره، وَيُفَقِّهَ أهلَهُ وجارَهُ، وأما شكرُ الجاه فإنّما يكون باستعماله في تيسيرِ الحاجاتِ للآخرين، وقضاءِ مصالحهم، وإذا كان شكرُ الله بالعمل، حقاً على المسلم الشاكر، فإن من الحق عليه أيضاً أن يشكرَ اللهَ دائماً باللسان في كل صباح ومساء، وهذا ما علَّمنا إياه الرسولُ صلى الله عليه وسلم حيث قال: (( مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِى مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ . فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ يَوْمِهِ وَمَنْ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ حِينَ يُمْسِى فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ لَيْلَتِهِ))
فحقيقةُ الشكر هي نسبةُ النعمةِ إلى المنعم، والاعترافُ بأنّها منه، لا من غيره، ثم استعمالُها في طاعةِ الله تعالى بعيداً عن معاصيه، وقد أنشد الخليفةُ العباسيُّ الهادي في هذا المعنى وهو يأكل:
أنالَكَ رِزْقَـه لتقـومَ فـيـه بطاعتِهِ وتشكرَ بعضَ حقِّه
فلم تشكرْ لنعمتِـهِ ولكـنْ قوِيتَ على معاصيهِ برزقِهِ
فغصَّ باللقمة، وخنقته العَبرة.
إن الرسولَ صلى الله عليه وسلم يَمنحنا وصيةً ذهبيةً تُعينُنَا على الشكر، وتحولُ بيننا وبين الجحودِ وكفرانِ النِّعَمِ، حيث قال فيما رواه عنه أنس رضي الله عنه ((خَصْلَتَانِ مَنْ كَانَتَا فِيهِ كَتَبَهُ اللَّهُ شَاكِرًا صَابِرًا وَمَنْ لَمْ تَكُونَا فِيهِ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ شَاكِرًا وَلاَ صَابِرًا مَنْ نَظَرَ فِى دِينِهِ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فَاقْتَدَى بِهِ وَنَظَرَ فِى دُنْيَاهُ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى مَا فَضَّلَهُ بِهِ عَلَيْهِ كَتَبَهُ اللَّهُ شَاكِرًا صَابِرًا وَمَنْ نَظَرَ فِى دِينِهِ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ وَنَظَرَ فِى دُنْيَاهُ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فَأَسِفَ عَلَى مَا فَاتَهُ مِنْهُ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ شَاكِرًا وَلاَ صَابِرًا ))، وفي ذلك يقول الشاعر:
من شاءَ عَيْشاً رحيباً يستطيلُ به في دينه ثم في دنياه إقبالا
فلْينظرَنَّ إلى مـن فوقَـه وَرَعـاً ولْيَنْظُرَنَّ إلى من دونَهُ مالا
حفظكم الله جميعاٌ ، وجعلنا الله وإياكم من عباده الشاكرين ..!
يعطيك العافية موضوع جميل وكلام جيد فالشكر من مضاهر العبادة التي دعا اليها القران (ياايها الذين امنوا كلو من طيبات مارزقناكم واشكروا الله ان كنتم اياه تعبدون) فالشاكر من يكون لسانه مشتغلا بالثناء على ربه معترفا له بنعمه.ويكون قلبه مملوءا محبة لله على هذه النعم.وشهودا بانها منه فضلا واحسانا وتكون جوارحه مشتغلة بطاعة الله والذي لايثني عل ربه ولا يحمده بلسانه ليس بشاكر ( بل الله فاعبد وكن من الشاكرين) الزمر)
السلام عليكم ورحمة الله
شاكر لك مرورك وتواجدك .. تشرفت بك .
جزاك الله خيراً .
حفظك الرحمن وكل أهلنا في مصر الحبيبة .
السلام عليكم ورحمة الله
تشرفت بمرورك وتواجدك ..
جزاك الله خيراً .
أسعدك الله وحفظ لنا العراق وأهله الكرام .
السلام عليكم ورحمة الله
اهلاً بك .. شاكر لك مرورك ومشاركتك الطيبة وإضافتك الصادقة .. تشرفت بك .
اللهم إجعلنا من عبادك الشاكرين .
جزاك الله خيراً .
حفظك الخالق وكل اهلنا في الجزائر بلد المليون شهيد .