هو : هل سبق ان احببت ؟
هي: لاأدري ، يمكن ، اظن ، اكيد .
هو: هل سبق لك ان شعرت بهذا الشعور، الشعور الحقيقي بالحب ؟
هي:لاأدري ، وكيف لي ان اعرف ،؟ لأني احب اشياء كثيرة .
هو: إن الحب من حيث العموم ، هو انصراف القلب لرضى المحبوب ، بصرف النظر عن شكل اونوع او عمر الطرف الآخر .
هي : لم افهم .
هو : هذا دليل على انك لم تجربه فعلا ، ولم تشعري يوما بالحب الحقيقي .
هي : لاأعتقد ان كلامك صحيح يادكتور.
هو : بل صحيح ، ودليل ذلك انك تخلطين بين حبك لزوجك ، ذلك الحب غير الموجود ! وحبك لأبنائك ! وهناك فرق كبير !
هي : اذا ماهو تعريفك لهذا الأمر ؟
هو : الحب بين البشر ، الحقيقي ، هو علاقة بين قلبين تتوقف الشهوات فيه عن التمادي ، بمعنى اوضح انه كلما كان احد الطرفين محبا للآخر اكثر فإنه يطوع طباعه وسلوكه وشهواته بل ومحابه ايضا لرضى الطرف الآخر.
هي : هل تعتقد انني لا أحب زوجي ؟
هو : نعم هذا صحيح .
هي : !!!!!!!!!!!!!!
هو : ان حبك لأولادك يسمى عطفا وحنانا ، وحبك للفقير والضعيف والمصاب والمرض يسمى كذلك ايضا رأفة ، وحبك لرئيستك او رئيسك في العمل يسمى احتراما وتقديرا ، وحبك لوالديك يسمى احتراما وتواضعا وتقديرا ، وحبك لربك ونبيك يسمى طاعة .
هي : واين حبي لزوجي ؟
هو : انه لايوجد لديك .
هي : ولمه .
هو : لأن الحب بين الزوجين يجب ان يكون مثل الجسر المعلق بين ضفتي نهر المشاعر المتبادلة بينهما ، والحب من طرف واحد مؤلم جدا ، مؤلم للطرف المحب ، ولا يؤثر في الآخر لأنه منصرف عنه .
هي : ولكنني ابادله مشاعر الحب .
هو : احيانا وليس دائما بل وفي اوقات معينه .
هي : ماذا تقصد !!
هو : لن اكرر ما قلته آنفا ، ولكن شعور الحب الذي تشعرين به ذاك ليس الشعور الحقيقي تجاهه ، بل هو فيض من المشاعر الدافعة التي تحرك قلبك نحوه للشعور تجاهه بالعطف اذا كان مريضا او بالطاعة اذا كان رئيسا او آمرا ، او بالعطف اذا كان كسيرا ، وهكذا ، وشعورك هذا الذي تظنينه حبا انما هو حب مصلحة اردت منها الحصول على منفعة منه أوقضاء وطر او تجنب ملامة فقط ، وهولايريد ذلك فقط .
هي : وماذا تريدني ان افعل له ! هل تريدني ان اذل نفسي له .
هو : هذا لايسمى ذلا ، بل التفاتا صادقا نحوه ، وتبادل مشاعر صافية خالية من الشوائب .
هي : يبدو اننا دخلنا في عالم الفلسفة .
هو : لابأس ، قولي لي : ماهو اثر الشعور بالحب ؟
هي : لاأدري .
هو : اثر الشعور بالحب هو النشاط والفرح والسعادة والعمل الدؤوب وحب التعاون والإيثار والتضحية والكرم وبذل النفيس وتطويع النفس وكبح جماح شهواتها في رضى الطرف الآخر او الزوج ، ويظهر هذا في شكل الجمال في ثلاثة اشياء ، الجمال في المنظروالمخبر و في السلوك .
هي : وماذا تريدني ان افعل ؟
هو : كنت انتظر منك طرح هذا السؤال منذ بداية الجلسة ، يجب ان نعترف لأنفسنا اننا لم ننشأ في مجتمع تسوده العواطف الجياشة والصدق بقدر ما تسوده الإرباكات وجفاف الطباع بحسب اختلاف الناس طبعا ، وهذا لايعني ان كل الناس كذلك ، كما انه يجب ان تحمدي الله على ان زوجك صادق في مشاعره نحوك وهذا امر يسهل عليك صعود سلم الحب بسهوله ، التقتي اليه بمشاعرك الصادقة المتفانيه ولاتنظري اليه إلا بمنظار من لايرى الا الحسنات ، وزيدي من معيار الرأفة له والرحمة والطاعة واللين والإحسان كما قال الشاعر :
احسن الى الناس تستعبد قلوبهم ……..فلطالما استعبد الإحسان إنسانا
اسم الدكتور : القلب .
اسم المريضة : النفس .
صدقت ..اثابك المولى ..