السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
۩ الرزّاق ، الرّازق ۩
و قد ورد اسم الله ( الرزّاق) في موضع واحد من القرآن الكريم ، و هو قول الله تعالى : ( إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ) .
وورد اسم ( الرّزاق) بصيغة الجمع في مواضع منها قوله تعالى : (وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ) ، وورد أيضاً في السنة كما سيأتي ذكره في ( القابض الباسط ) .
فالله سبحانه هو الرزَّاق أي : المتكفل بأرزاق العباد القائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها ، قال تعالى : ( وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا ) و قال تعالى : ( وَكَأَين من دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا ٱللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ ) .
و رزق الله لعباده نوعان :
الأول : رزق عام يشمل البر و الفاجر و المؤمن و الكافر و الأوّلين و الآخرين و هو رزق الأبدان ( وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا) ، و عليه فليس كثرة هذا الرِّزق في الدّنيا دليلاً على كرامة العبد عند الله كما أن قلَّته ليس دليلاً على هوانه عنده ، قال تعالى : ( فَأَمَّا ٱلإِنسَانُ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبيۤ أَكْرَمَنِ * وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبيۤ أَهَانَنِ) أي : ليس كلُّ من نعّمتُه في الدّنيا فهو كريم عليّ ، و لا كل من قدَرْتُ عليه رزقه فهو مُهان لديّ ، و إنما الغنى و الفقير و السعة و الضيق ، ابتلاء من الله و امتحان ليعلم الشاكر من الكافر و الصابر من الجازع .
النوع الثاني : رزق خاص ، و هو رزق القلوب و تغذيتها بالعلم و الإيمان و الرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين ، و هذا خاص بالمؤمنين على مراتبهم منه بحسب ما تقتضيه حكمته و رحمته ، و يُتمُّ سبحانه كرامته لهم ، ومنّه عليهم بإدخالهم يوم القيامة جنّات النعيم، قال تعالى : ( وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ ٱللَّهُ لَهُ رِزْقاً )