الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان
( 13-1428هـ = 1910-2017م)
•ولد الشيخ – رحمه الله – في مدينة رفاعة بولاية الجزيرة عام 1910م ، و تلقى فيها تعليمه الأوّلي ، و حفظ كتاب الله ، و التحق بالابتدائية ثم المتوسطة ، ثم عمل في مصلحة البريد و البرق من عام 1930م إلى أن تقاعد عام 1968م و تزوج عام 1938م .
•كان في بداية حياته أشعريا في العقيدة وختميّاً في التصوف ، ثم تحول إلى الطريقة العزمية سنة 1941م ، و حجَّ سنة 1946م ، و اختلط بالسودانيين بمكة ، و حصل منهم على رسائل في العقيدة و في محاربة البدع منها : (( رسالة تطهير الاعتقاد )) و لكنه لم يتأثر بها ، فكان عزميا في أوراده إلى 1948م ، حتى زجره شيخه في مدرسة تحفيظ القرآن – بحيّ صالح جبريل – زجراً شديداً ، و دلَّه في الأذكار على كتاب الكَلِم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – مما دعاه لأن ينتسب إلى جماعة أنصار السنة المحمدية .
•انضمَّ إلى جماعة أنصار السنة المحمدية عام 1948م ، و أصبح رئيسا له عام 1956م ، حتى وافته المنيّة .
•تولى لإمامة مسجد الفيصل الإسلامي بحي العرضة بأم درمان منذ عام 1967م ، حتى انتقاله إلى جوار ربه .
•أشرف على بناء المساجد ، و تشييد دور القرآن ، و المدارس الإسلامية ، و المرافق الصحية و الاجتماعة التابعة لجماعة أنصار السنة ، و التي تتجاوز الألف مسجد ، و عشرات الدور و المرافق الخدمية و غيرها .
•ساهم بمجهودات واسعة في القضايا الداخلية في السودان ، مثل الاستقلال ، و مباحثات السلام في نيفاشا ، و دعوات جمع الصف المسلم ، و ظلَّ طوال الفترة داعياً إلى وحدة المسلمين ، و قائماً بالدعوة إلى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة .
•و شارك مشاركات فعاّلة في أعمال إغاثة المنكوبين في الكوارث و الأزمات المختلفة التي مرت بها السودان ، مثل الجفاف و التصحر في ثمانينات القرن الماضي ، و السيول و الفيضانات التي ضربت السودان في السنوات الماضية و هذا العام .
•كان له دور رائد في نشر العقيدة الخالصة من أكدار الشرك و الوثنية و التصوف في ربوع السودان ، و ربّى جيلاً كاملاً من الدعاة إلى الكتاب و السنة على منهج السلف الصالح ، حتى صارت السلفية في هذه البلاد معروفة بعد أن كانت منكرة ، و قد أُوذي في سبيل الله كثيراً ، و أودع في السجن أيضاً .
•كان يتمتع بعلاقات واسعة مع المسئولين و أهل البر و الخير و المنظمات الإسلامية داخل السودان و خارجها ، و نال ثقة الجميع ، و زرع الله له المحبة في قلوب العباد في الأرض ، و رؤي ذلك في جنازته المشهودة التي حضرها رئيس الدولة و من تحته من المسئولين و الوزراء ، و قيادات الجمعيات الدينية ، و الطرق الصوفية ، و القطاعات المهنية و الأحزاب السياسية و غيرها من عامة المسلمين و خاصتهم .
•انتقل – رحمه الله – إلى جوار ربه صباح الأربعاء ، السابع من شهر رمضان المبارك 1445هـ ، الموافق 19 من سبتمبر 2024م ، عن عمر يقارب مائة سنة ، إثر وعكة ألمَّت به بواكير هذا الشهر الفضيل ، و صلّى عليه في مسجده – مسجد فيصل بالعرضة ( أم درمان ) – بعد الظهر ، و دفن في مقابر البكري بأم درمان وسط حضور كبير من الناس من مختلف تنظيماتهم الدينية و السياسية ، فرحمه الله رحمة و اسعة .
•عاش زهاء قرن عمراً حافلاً بالعطاء الفياض في مجال الدعوة إلى الله تعالى ، و تربية الشباب على حب الاعتصام بالكتاب و السنة ، و نشر التوحيد الخالص ، و الردّ على مظاهر الشرك ، و ذلك في بلد تتحكم فيه الطرق الصوفية ، و العادات الجاهلية ، و التقاليد الموروثة .
•و كان يتميز في حياته الدعوية بالحكمة البالغة ، و الموعظة الحسنة ، و الكلمة البليغة ، و اللسان العفيف ، و الدعابة المعهودة ، و كان متحدثا لبقاً جريئاً ، يدير النقاش بصبر ، و يحترم من يختلفون معه ، و يستمع إليهم ، و يردّهم إلى ما يراه حقاً بما يعلم دون كلل أو ملل ، و يجبر الناس على احترامه اختلفوا معه أو اتفقوا ، و لا يبحث عن مؤيدين و لا يعادي المعارضين ، و الأمر عنده كله لله .
•كان قانعاً باليسير ، زاهداً في الدنيا ، لم يكن له بيت خاص به ، كان يعيش عند ابنته الوحيدة أحسن الله عزاءها .
كان يُحب الفقراء و المساكين ، و يحل مشاكل الجيران ، و يمشي بالصلح بين الناس ، و يلقي التحية على الجميع ، و يصدع بالحق ، و يدعو بالتي هي أحسن .
كان – رحمه الله – فيه قوة الزاهد ، و صدق التقي ، و خلق المسلم ، و كان جمّ التواضع بسيطاً كريما عطوفاً على تلاميذه .
اللهم اغفر له ، و ارحمه ، و عافه ، و اعف عنه !!
( مأخوذ من الجرائد السودانية )
إعداد الشيخ
صلاح الدين مقبول أحمد
بارك الله فيك
و فيكم بارك الله