الأحبه فى الله
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
نحن قوم أعزّ نا الله بالأسلام ومهما أبتغينا العزّه بغيره ….أذلنا الله
أما بعد
ثواب التهجد وقيام الليل
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم (( من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله أناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين )) آل عمران 113-115 ..
وقال تعالى (( ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا )) الإسراء 79 .
وقال تعالى (( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما )) إلى قوله تعالى (( أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما )) الفرقان 63-76 .
وقال تعالى (( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون )) السجدة 16-17 .
وقال تعالى (( أمن هو قانت أناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر ألوا الألباب )) الزمر 9 .
وقال تعالى (( إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم )) الذاريات 15-19 . والآيات في الباب كثيرة .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله (( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل )) رواه مسلم في صحيحه .
وعنه رضي الله عنه : أن رسول الله قال : (( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة : عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان )) رواه البخاري ومسلم وابن ماجه إلا أنه قال " فيصبح نشيطا طيب النفس قد أصاب خيرا وإن لم يفعل أصبح كسلا خبيث النفس لم يصب خيرا " .
وعن عقية ابن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله يقول (( الرجل من أمتي يقوم الليل يعالج نفسه إلى الطهور وعليه عقد فإذا وضأ يديه انحلت عقدة وإذا وضأ وجهه انحلت عقدة وإذا مسح رأسه انحلت عقدة وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة ، فيقول الله عز وجل للذين وراء الحجاب : انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه يسألني ، ما سألني عبدي هذا فهو له )) رواه أحمد وابن حبان .
وعن جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله يقول (( إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا ( في نسخة – أمرا ) من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه ، وذلك كل ليلة )) رواه مسلم .
وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : أول ما قدم رسول الله المدينة انجفل الناس إليه فكنت فيمن جاءه ، فلما تأملت وجهه واستثبته عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ، قال : وكان أول ما سمعت من كلامه أن قال (( أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام )) رواه الترمذي .
وعن أبي مالك رضي الله عنه عن النبي قال : (( إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام )) رواه ابن حبان .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله : إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني أنبئني عن كل شيء قال : (( كل شيء خلق من الماء )) فقلت أخبرني بشيء إذا عملته دخلت الجنة ، قال : (( أطعم الطعام وأفش السلام وصل الأرحام وصلي بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام )) رواه أحمد وابن حبان والحاكم وصحح إسناده .
وخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التهجد بإسناده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله يقول : (( إن في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها حلل ومن أسفلها خيل من ذهب مسرجة ملجمة من در وياقوت لا تروث ولا تبول لها أجنحة خطوها مد البصر فيركبها أهل الجنة فتطير بهم حيث شاءوا فيقول الذين أسفل منهم درجة يا رب بم بلغ عبادك هذه الكرامة كلها ؟ قال : فيقال لهم كانوا يصلون بالليل وكنتم تنامون ، وكانوا يصومون وكنتم تأكلون ، وكانوا يقاتلون وكنتم تجبنون )) .
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله : (( فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية )) رواه الطبراني بإسناد لا بأس به .
وخرج أبو الشيخ ابن حبان بإسناده عن أنس رضي الله عنه يرفعه إلى النبي قال : (( صلاة في مسجدي تعدل بعشرة آلاف صلاة وصلاة في المسجد الحرام تعدل بمائة ألف صلاة والصلاة بأرض الرباط تعدل بألفي ألف صلاة وأكثر من ذلك كله الركعتان يصليهما العبد في جوف الليل لا يريد بهما إلا ما عند الله عز وجل )) ..
وخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التهجد بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله (( أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل )) .
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : جاء جبريل عليه السلام إلى النبي فقال : (( يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزى به ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل ، وعزه استغناؤه عن الناس )) رواه الطبراني بإسناد حسن .
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن رسول الله قال : (( عليكم بقيام الليل فإنه دأب ( عادة ) الصالحين قبلكم ، وقربة إلى ربكم ، ومكفرة للسيئات ، ومنهاة عن الإثم )) رواه الترمذي وابن خزيمة والحاكم وقال : صحيح على شرط البخاري ..
وعن أبي هريرة ( وأبي سعيد ) رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله (( من أستيقظ من الليل وأيقظ أهله فصليا ركعتين جميعا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات )) رواه أبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم وقال : صحيح على شرط البخاري ومسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله (( رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح (رش) في وجهها الماء ، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء )) رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم .
وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه : أنه سمع النبي يقول : أقرب ما يكون الرب (جل جلاله) من العبد في الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن )) رواه ابن خزيمة والترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
وخرج الطبراني بإسناده عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله : (( ما خيب الله امرأ قام في جوف الليل فافتتح سورة البقرة وآل عمران )) ..
وخرج أيضا بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله (( من بات ليلة في خفة من الطعام والشراب (يصلي) تداركت حوله الحور العين حتى يصبح )) ..
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي قال : (( ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم ، الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز وجل ، فإما أن يقتل ، وإما أن ينصره الله ويكفيه ، فيقول : انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه ، والذي له امرأة حسنة وفراش لين فيقوم من الليل فيقول الله عز وجل يذر شهوته ويذكرني ، ولو شاء رقد ، والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا فقام من السحر في ضراء وسراء )) رواه الطبراني بإسناد حسن .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي قال : (( عجب ربنا من رجلين ، رجل ثار عن وطائه (الفراش) ولحافه من بين أهله وحبه إلى صلاته فيقول الله جل وعلا : انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي ، ورجل غزا في سبيل الله وانهزم أصحابه فعلم ما عليه في الإنهزام وما له في الرجوع فرجع حتى يهريق(يريق) دمه فيقول الله ( انظروا إلى عبدي رجع رجاء فيما عندي وشفقة مما عندي حتى يهريق دمه ) رواه أحمد وأبو يعلي وابن حبان .
وخرج الطبراني بإسناد حسن عن فضالة بن عبيد وتميم الداري رضي الله عنهما عن النبي قال : (( من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار والقنطار خير من الدنيا وما عليها فإذا كان يوم القيامة يقول ربك عز وجل للعبد اقرأ وارق (أصعد) لكل آية درجة حتى ينتهي إلى آخر آية معه يقول الله عز وجل للعبد اقبض فيقول العبد بيده يارب أنت أعلم فيقول بهذه الخلد وبهذه النعيم )) .
وخرج الطبراني بإسناده عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : (( من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ أربعمائة آية كتب من العابدين ومن قرأ خمسمائة آية كتب من الحافظين ومن قرأ ستمائة آية كتب من الخاشعين ومن قرأ ثمانمائة آية كتب من المخبتين ( الخاشع المطيع ) ومن قرأ ألف آية أصبح له قنطار والقنطار ألف ومائتا أوقية والأوقية خير مما بين السماء والأرض أو قال : خير مما طلعت عليه الشمس ، ومن قرأ ألفي آية كان من الموجبين )) ( الموجب هنا هو الذي أتى بفعل يوجب له الجنة ) .
مع تحياتي للجميع
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله : (( من قام (صلى قيام الليل) بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين )) رواه أبو داود وابن خزيمة وابن حبان .
وعن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله كان يقوم الليل حتى تنفطر قدماه ، فقلت لم تصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : (( أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا )) الله أكبر – رواه البخاري ومسلم .
اللهم أهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت ، اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونؤمن بك ونخضع لك ونخلع من يكفرك وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين .
يستحب أن يقول العبد بعد الإنتهاء من الوتر ( سبحان الملك القدوس ) ثلاث مرات
أحسن الله إليكِ ولاحرمكِ الأجر
جزاك الله جنة الخلود
اللهم امين على الموضوع القيم
تحياتي لكِ
وجعله الله في ميزان حسناتك