تخطى إلى المحتوى

جلسات مع سورة الكهف لا تحرم نفسك هم القوم لا يشقى بهم جليسهم ! 2024.

  • بواسطة
<FONT FACE="Al-Mujahed Classic"><FONT SIZE="9"><FONT COLOR="#FF00FF">ج</FONT><FONT COLOR="#F306F9">ل</FONT><FONT COLOR="#E70CF3">س</FONT><FONT COLOR="#DB12ED">ا</FONT><FONT COLOR="#CF18E7">ت</FONT><FONT COLOR="#C31EE1"> </FONT><FONT COLOR="#B724DB">م</FONT><FONT COLOR="#AB2AD5">ع</FONT><FONT COLOR="#9F30CF"> </FONT><FONT COLOR="#9336C9">س</FONT><FONT COLOR="#873CC3">و</FONT><FONT COLOR="#7B42BD">ر</FONT><FONT COLOR="#6F48B7">ة</FONT><FONT COLOR="#634EB1"> </FONT><FONT COLOR="#5754AB">ا</FONT><FONT COLOR="#4B5AA5">ل</FONT><FONT COLOR="#3F609F">ك</FONT><FONT COLOR="#336699">ه</FONT><FONT COLOR="#276C93">ف</FONT><FONT COLOR="#1B728D"> </FONT><FONT COLOR="#0F7887">.</FONT><FONT COLOR="#037E81">.</FONT></FONT></FONT>

<FONT FACE="Al-Mujahed Classic"><FONT SIZE="6"><FONT COLOR="#FF00FF">ا</FONT><FONT COLOR="#EE08F7">ل</FONT><FONT COLOR="#DD10EF">ج</FONT><FONT COLOR="#CC18E7">ل</FONT><FONT COLOR="#BB20DF">س</FONT><FONT COLOR="#AA28D7">ة</FONT><FONT COLOR="#9930CF"> </FONT><FONT COLOR="#8838C7">ا</FONT><FONT COLOR="#7740BF">ل</FONT><FONT COLOR="#6648B7">أ</FONT><FONT COLOR="#5550AF">و</FONT><FONT COLOR="#4458A7">ل</FONT><FONT COLOR="#33609F">ى</FONT><FONT COLOR="#226897"> </FONT><FONT COLOR="#11708F">.</FONT><FONT COLOR="#007887">.</FONT></FONT></FONT>
<FONT FACE="AL-Hor"><FONT SIZE="6"><FONT COLOR="#007F00">ا</FONT><FONT COLOR="#008000">ل</FONT><FONT COLOR="#008100">ل</FONT><FONT COLOR="#008200">ه</FONT><FONT COLOR="#008300">م</FONT><FONT COLOR="#008400"> </FONT><FONT COLOR="#008500">ا</FONT><FONT COLOR="#008600">ف</FONT><FONT COLOR="#008700">ت</FONT><FONT COLOR="#008800">ح</FONT><FONT COLOR="#008900"> </FONT><FONT COLOR="#008A00">ع</FONT><FONT COLOR="#008B00">ل</FONT><FONT COLOR="#008C00">ي</FONT><FONT COLOR="#008D00">ن</FONT><FONT COLOR="#008E00">ا</FONT><FONT COLOR="#008F00"> </FONT><FONT COLOR="#009000">ف</FONT><FONT COLOR="#009100">ت</FONT><FONT COLOR="#009200">و</FONT><FONT COLOR="#009300">ح</FONT><FONT COLOR="#009400"> </FONT><FONT COLOR="#009500">ا</FONT><FONT COLOR="#009600">ل</FONT><FONT COLOR="#009700">ع</FONT><FONT COLOR="#009800">ا</FONT><FONT COLOR="#009900">ر</FONT><FONT COLOR="#009A00">ف</FONT><FONT COLOR="#009B00">ي</FONT><FONT COLOR="#009C00">ن</FONT><FONT COLOR="#009D00"> </FONT><FONT COLOR="#009E00">ب</FONT><FONT COLOR="#009F00">ك</FONT><FONT COLOR="#00A000"> </FONT><FONT COLOR="#00A100">و</FONT><FONT COLOR="#00A200">أ</FONT><FONT COLOR="#00A300">ج</FONT><FONT COLOR="#00A400">ر</FONT><FONT COLOR="#00A500">ن</FONT><FONT COLOR="#00A600">ا</FONT><FONT COLOR="#00A700"> </FONT><FONT COLOR="#00A800">م</FONT><FONT COLOR="#00A900">ن</FONT><FONT COLOR="#00AA00"> </FONT><FONT COLOR="#00AB00">خ</FONT><FONT COLOR="#00AC00">ز</FONT><FONT COLOR="#00AD00">ي</FONT><FONT COLOR="#00AE00"> </FONT><FONT COLOR="#00AF00">ا</FONT><FONT COLOR="#00B000">ل</FONT><FONT COLOR="#00B100">د</FONT><FONT COLOR="#00B200">ن</FONT><FONT COLOR="#00B300">ي</FONT><FONT COLOR="#00B400">ا</FONT><FONT COLOR="#00B500"> </FONT><FONT COLOR="#00B600">و</FONT><FONT COLOR="#00B700">ع</FONT><FONT COLOR="#00B800">ذ</FONT><FONT COLOR="#00B900">ا</FONT><FONT COLOR="#00BA00">ب</FONT><FONT COLOR="#00BB00"> </FONT><FONT COLOR="#00BC00">ا</FONT><FONT COLOR="#00BD00">ل</FONT><FONT COLOR="#00BE00">آ</FONT><FONT COLOR="#00BF00">خ</FONT><FONT COLOR="#00C000">ر</FONT><FONT COLOR="#00C100">ة</FONT><FONT COLOR="#00C200"> </FONT></FONT></FONT>
بداية اسمحوا لي بأن أقول لكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …

والله أسأل أن يعلمنا ما ينفعنا و ينفعنا بما علمنا ويزدنا علماً ..

قبل أن نبدأ مع سورة الكهف يطيب لي أن أروي لكم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه أبو داود ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ ما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده }. هذا لفظ أبي داود . وفي مسلم رواية أخرى ليس فيها { من بيوت الله } قال النووي معلقا : وهذه الرواية تفيد العموم أي في أي بيت كان ..

دعونا إخواني أخواتي نجلس هنيئة مع هذا الحديث :

ففي الحديث الحث على تلاوة القرآن وتدارسه بشكل جماعي .. في بيت من بيوت الله أو في أي مكان مناسب … ويحدث لهذا الجمع المبارك الذي يتلوا كلام الله ويتدارسه بينهم فوائد عظيمة غير الأجر الكبير من التلاوة ذاتها .. هذه الفوائد جاء ذكرها في الحديث نفسه.
*نزول السكينة .
* تظللهم الرحمة .
* تحفهم الملائكة .
* يذكرهم الله فيمن عنده .

فما معنى هذا ؟ . تعالوا لنعرف ما يحدث لمن قرأ وتدارس القرآن مع إخوانه .

ماذا تعني هذه الأشياء :

( إلا نزلت عليهم السكينة )

قال تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (الفتح:4)
فنزول السكينة يعني زيادة الإيمان لدى الأخوة أو الأخوات الذين يتدارسون القرآن .

( وغشيتهم الرحمة )

قال تعالى ( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (آل عمران:8)

قال تعالى ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) (هود: 118/ 119 )

وكلمة الرحمة تكرر ذكرها في القرآن 34 مرة أخترت منها هاذين الموضعين لصلتهما المباشرة ..

فالرحمة التي تظلل تلك المجالس تقوي المسلم على الثبات في دينه فلا تزل به القدم بعد ثبوتها ، وهي أيضا مانعة من الاختلاف المذموم وما ينتج عنه من فرقة بين المسلمين .

( وحفتهم الملائكة )

ورد في الحديث الصحيح { عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا قال فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم ما يقول عبادي قال تقول يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك قال فيقول هل رأوني قال فيقولون لا والله ما رأوك قال فيقول وكيف لو رأوني قال يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وأكثر لك تسبيحا قال يقول فما يسألونني قال يسألونك الجنة قال يقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو أنهم رأوها قال يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة قال فمم يتعوذون قال يقولون من النار قال يقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو رأوها قال يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة قال فيقول فأشهدكم أني قد غفرت لهم قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال هم الجلساء لا يشقي بهم جليسهم } أخرجه الشيخان وغيرهما .

فهي المغفرة من الرب الكريم أيها الأخوة والأخوات .

( يذكرهم الله فيمن عنده )

{ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال: النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )

وهي من علامات الرضى والقبول .

" فقد اجتمع لمن اجتمع على تدارس الكتاب العزيز العديد من الفوائد منها " حصول الرضى والقبول من الله سبحانه وتعالى ، والفوز بمغفرة الذنوب ، واجتماع القلوب على كلام الرب مانع من الفرقة والتفرق وجامع لشتات الأفكار وهمسات القلوب بين المؤمنين ، وتعميق معنى الثبات على هذا الدين ، وزيادة الإيمان وتقويته ، راحة في القلب وجمع له ، مجلس لا يشقى بهم جليسهم .. فما بالك بمن هو معهم .. فهو أولى بالبعد عن الشقاوة وأقرب إلى الفلاح "

تقبلوا مني كل الشكر والتقدير ..

وإلى لقاء قريب بعون الله تعالى .

جزاك الله خير أخي أمير ..
ونحن في انتظار المزيد..
بارك الله فيك أخي الكريم..

ويبدو أنها ستكون سلسلة ..
ونحن في انتظار المزيد

بارك الله فيك أخي ونفع بك المسلمين

نحن في انتظار المزيد ..

وعليكم السلام ورحمة الله…

جزاكم الله خيرا وأثابكم…

بارك الله فيك أخي وأثابك…
جزاك الله خير ونحن بأنتظار السلسلة بارك الله فيك .
<FONT FACE="Al-Homam"><FONT SIZE="9"><FONT COLOR="#FF00FF">ا</FONT><FONT COLOR="#ED09F6">ل</FONT><FONT COLOR="#DB12ED">ج</FONT><FONT COLOR="#C91BE4">ل</FONT><FONT COLOR="#B724DB">س</FONT><FONT COLOR="#A52DD2">ة</FONT><FONT COLOR="#9336C9"> </FONT><FONT COLOR="#813FC0">ا</FONT><FONT COLOR="#6F48B7">ل</FONT><FONT COLOR="#5D51AE">ث</FONT><FONT COLOR="#4B5AA5">ا</FONT><FONT COLOR="#39639C">ن</FONT><FONT COLOR="#276C93">ي</FONT><FONT COLOR="#15758A">ة</FONT><FONT COLOR="#037E81"> </FONT></FONT></FONT>

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ومرحبا بكم من جديد في خير الجلسات في هذه الدنيا ، التي ننعم بهم ونتنسم منها عبير الجنة ، و نرتقي بإيماننا ، وتحفنا الملائكة ، ويذكرنا الله فيمن عنده .

أخوتي أخواتي ..

اعلموا سلمكم الله أن هذا القرآن الحبيب العجيب المعجز ، عجيب في صفاته وسماته ، غني في معانيه ودلالاته ، ثمين في كنوزه وحقائقه ، حيٌ في نصوصه وتوجيهاته ، قوي في أهدافه وأغراضه ، واقعي في مهمته ورسالته ، فاعل في أثره ودوره.. معجز في أسلوبه وهـديه .. مستمر في عطائه .. إنه ذو عطاء دائم متجدد ، أقبل عليه المسلمون في مختلف مراحل التاريخ الإسلامي ، فوجدوا عنده ما يريدون وزيادة ، قرأوه وتدبروه ، وعاشوا به ونظروا إلى نصوصه ، وفسروا آياته ، وبينوا شرائعه ، وتحدثوا عن توجيهاته ، واستخرجوا من كنوزه ، وجنوا من ثماره .. وبقي القرآن بحول الله قادراً على العطاء كنوزه ثمينة مذخورة لا تنفد ، ولو كثر المغترفون ، ومعينه ثَرّ كريم عزيز لا ينضب ، ولو كثر الشاربون ، وظلاله ممتدة واسعة لا تزول ، ولو توافد عليها المتفيئون .. وأنواره مشعة لا تخبو ، ولو طال عليها الزمان وامتدت بها السنون .. ورسالته ومهمته متجددة حتى يدركها القرن الحادي والعشرون ، وما بعده إلى أن يهلك العالمون أجمعون ! .

أيها الأحبة :

يقول الأستاذ سيد رحمه الله تعالى { إن هذا القرآن ينبغي أن يقرأ، وأن يتلقى من أجيال الأمة المسلمة بوعي . وينبغي أن يتدبر على أنه توجيهات حية ، تتنزل اليوم ، لتعالج مسائل اليوم ، ولتنير الطريق إلى المستقبل . لا على أنه مجرد كلام جميل يرتل، أو على أنه سجل لحقيقة مضت ولن تعود . ولن ننتفع بهذا القرآن حتى نقرأه لنتلمس عنده توجيهات حياتنا الواقعة في يوما وفي غدنا ، كما كانت الجماعة الإسلامية الأولى تتلقاه لتلتمس عنده التوجيه الحاضر من شئون حياتها الواقعية .. وحين نقرأ القرآن بهذا الوعي سنجد عنده ما نريد . وسنجد فيه عجائب لا تخطر على البال الساهي ! سنجد كلماته وعبارته وتوجيهاته حية ، تنبض وتتحرك وتشير إلى معالم الطريق ..}

<FONT FACE="Al-Hadith2"><FONT SIZE="6"><FONT COLOR="#FF00FF">ل</FONT><FONT COLOR="#F505FA">م</FONT><FONT COLOR="#EB0AF5">ا</FONT><FONT COLOR="#E10FF0">ذ</FONT><FONT COLOR="#D714EB">ا</FONT><FONT COLOR="#CD19E6"> </FONT><FONT COLOR="#C31EE1">س</FONT><FONT COLOR="#B923DC">و</FONT><FONT COLOR="#AF28D7">ر</FONT><FONT COLOR="#A52DD2">ة</FONT><FONT COLOR="#9B32CD"> </FONT><FONT COLOR="#9137C8">ا</FONT><FONT COLOR="#873CC3">ل</FONT><FONT COLOR="#7D41BE">ك</FONT><FONT COLOR="#7346B9">ه</FONT><FONT COLOR="#694BB4">ف</FONT><FONT COLOR="#5F50AF"> </FONT><FONT COLOR="#5555AA">ب</FONT><FONT COLOR="#4B5AA5">ا</FONT><FONT COLOR="#415FA0">ل</FONT><FONT COLOR="#37649B">ذ</FONT><FONT COLOR="#2D6996">ا</FONT><FONT COLOR="#236E91">ت</FONT><FONT COLOR="#19738C"> </FONT><FONT COLOR="#0F7887">؟</FONT></FONT></FONT>

تعالوا بنا نتعرف أولاً على ما ورد في فضل هذه السورة ليسهل علينا فهم عرضنا لها تحديداً وفي هذا الوقت بالذات .

1 روى مسلم في صحيحه والإمام أحمد في مسنده عن أبي الدرداء رضي الله عنه: " ‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ ‏‏ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ ‏‏الْكَهْف ‏ ‏‏عُصِمَ مِنْ ‏ ‏الدَّجَّالِ ‏" وفي رواية أخرى " آخِرِ ‏ ‏الْكَهْفِ " . هذه رواية مسلم . وعند الإمام أحمد "‏ مَنْ ‏ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ ‏‏ مِنْ ‏ آخِرِ ‏ ‏الْكَهْفِ عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ‏" ‏قَالَ ‏ ‏حَجَّاجٌ ـ أحد رواة الحديث " مَنْ ‏ قَرَأَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ ‏ مِنْ سُورَةِ ‏ ‏الْكَهْفِ ‏"

2 روى الترمذي و أبو داود عن أبي الدرداء رضي الله عنه ، ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏ مَنْ قَرَأَ ثَلَاثَ آيَاتٍ ‏‏ مِنْ ‏ أَوَّلِ ‏‏الْكَهْفِ ‏ ‏ عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ ‏ ‏‏‏ الدَّجَّالِ " قال أبو عيسى حسن صحيح . وفي رواية أبي داود " مَنْ ‏ حَفِظَ ‏ مِنْ خَوَاتِيمِ سُورَةِ ‏ ‏الْكَهْفِ " وفي رواية ثالثة " مِنْ ‏ آخِرِ ‏ ‏الْكَهْفِ " .

3 روى الحاكم في مستدركه عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الكهف ، كما أنزلت ، ثم خرج إلى الدجال ، لم يسلط عليه ، ولم يكن له عليه سبيل " قال الذهبي في التلخيص صحيح .

4 روى الحاكم في المستدرك و البيهقي في السنن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة ، أضاء له من النور ما بين الجمعتين ". وصححه الألباني في صحيح الجامع .

5 وأخرج البيهقي في شعب الإيمان والدارمي في سننه عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
‏مَنْ قَرَأَ ‏‏ سُورَةَ ‏ ‏الْكَهْفِ ‏ ‏لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنْ النُّورِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ ‏ ‏الْبَيْتِ الْعَتِيقِ " صحيح الجامع 6471 .

ومن خلال التأمل في هذه الأحاديث نجد أن هذه السورة تعصم من الفتن ، و تضيء طريق المسلم بنور الله تعالى ، فقد صرحت الأحاديث بأن بداية السورة أو نهايتها تعصم من فتنة الدجال ، وأنه لا يسلط على صاحبها ، وأنها تضيء له ما بين فترتي قراءته للسورة .

يمكننا أن نقول أن سورة الكهف هي سورة ( العواصم من الفتن ) فهي التي تعطي للمسلم المتدبر لكلام الرب الكريم العديد من القيم والموازين التي تساعده على إدراك العديد من حالات الدجل والتزييف التي تمر عليه في هذه الحياة ، وهذه السورة هي التي تنشر في جنبات قلبه التعلق بالله سبحانه وتعالى مهما طغت الفتن وعظم أوراها .

وعصرنا هذا هو عصر الفتن المادية الجارفة ، الذي انتفشت فيه المادية الجاهلية وتبرجت ، ونشرت على المسلمين دجلها وزيفها وفتنتها وإغراءاتها ، وشهواتها ومجونها وانحرافها. وغزت المسلمين غزوا شاملاً طاغياً. وسقط مسلمون أسرى هذا الغزو ، ووقعوا فريسة لها ، واستسلموا لشهواتها ومجونها وصدقوا زيفها وتضليلها ودجلها ! .
وعصم الله مسلمين صادقين أما هذا الغزو والصراع ، عصمهم الله بالقرآن ، عندما أقبلوا يحفظونه ويتلونه حق تلاوته، ويفهمونه حق فهمه ، ويجاهدون المادية الجاهلية به ، ويتحدونها من خلال حقائقه ومفاهيمه ومقرراته .

وسورة الكهف هي ( سورة الصراع بين الإيمان والمادية ) فهي ذات أهمية بالغة في المواجهة والمجاهدة والثبات .
يقول السيد أبو الحسن الندوي رحمه الله تعالى عن سر اختصاص هذه السورة بالعصمة من فتنة الدجال ، وما شابهها من فتن الدجاجلة الكذابين .. وما أكثرهم في زماننا .. يقول رحمه الله :
{ إن هذه السورة هي السورة القرآنية الفريدة التي تحتوي على أكبر مادة وأغزرها ، فيما يتصل بفتن العهد الأخير التي يتزعمها الدجال ، ويتولى كِبرها ، ويحمل رايتها ، وتحتوي على أكبر مقدار من الترياق الذي يدفع سموم الدجال ، ويبرئ منها ، وإن من يتشرب معاني هذه السورة ويمتلئ بها ـ وهو نتيجة الحفظ والإكثار القراءة في عامة الأحوال ـ يعتصم من الفتنة المقعدة للعالم ، ويفلت من الوقوع في شباكها .
وإن في هذه السورة من التوجيهات والإرشادات ، والأمثال والحكايات ، ما يبين الدجال ، وُيشخصه في كل زمان ومكان ، ويوضح الأساس الذي تقوم عليه فتنته ودعوته ، و تهيئُ العقول والنفوس لمحاربة هذه الفتنة ومقاومتها ، والتمرد عليها . وإن فيها روحا تعارض التدجيل وزعماءه ، ومنهج تفكيرهم ، وخطة حياتهم ، في وضوح وقوة } تأملات في سورة الكهف ص9 ـ 10

والكهف هو الفتحة الكبيرة في الجبل " الصلب " ، بخلاف الغار الذي يكون بابه وحجمه صغيرا ، وكما كان الكهف ملاذاً آمناً للفتية المؤمنين ، تكون هذه السورة ملاذاً لصاحبها من صلابة الحياة المادية وما يراد لها من تعميم على العالم بأسره !! فهذه السورة هي التي تجعل لنا من القيم والأسس ما يمكننا من صدع تلك المادية الجارفة المتغطرسة المتعالية ، نخرقها بقيمنا ومبادئنا ، ونسلك سبيل الثبات والنجاة بالقرآن الحبيب .. فلا عصمة … و لا نجاة … ولا ثبات … إلا بالقرآن . ولا رفعة ولا عزة ولا سعادة لنا إلا بالقرآن .. ولا ننال الجنة ـ برحمة الله ـ إلا بالقرآن .

<FONT FACE="Al-Homam"><FONT SIZE="5"><FONT COLOR="#FF00FF">ت</FONT><FONT COLOR="#F306F9">ك</FONT><FONT COLOR="#E70CF3">م</FONT><FONT COLOR="#DB12ED">ل</FONT><FONT COLOR="#CF18E7">ة</FONT><FONT COLOR="#C31EE1"> </FONT><FONT COLOR="#B724DB">ا</FONT><FONT COLOR="#AB2AD5">ل</FONT><FONT COLOR="#9F30CF">ج</FONT><FONT COLOR="#9336C9">ل</FONT><FONT COLOR="#873CC3">س</FONT><FONT COLOR="#7B42BD">ة</FONT><FONT COLOR="#6F48B7"> </FONT><FONT COLOR="#634EB1">ا</FONT><FONT COLOR="#5754AB">ل</FONT><FONT COLOR="#4B5AA5">ث</FONT><FONT COLOR="#3F609F">ا</FONT><FONT COLOR="#336699">ن</FONT><FONT COLOR="#276C93">ي</FONT><FONT COLOR="#1B728D">ة</FONT><FONT COLOR="#0F7887"> </FONT></FONT></FONT>
أيها الأخوة والأخوات الفضلاء :
لعلكم تذكرون الحديث في الجلسة الأولى الذي قول فيه النبي صلى الله عليه وسلم : { ما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده }… وهذا الحديث عام في القرآن كله .. ولكن سورة الكهف تميزت بتنزل السكينة عند قرأتها ؛ عندما كان أحد الصحابة الكرام يصلي بها .. تعال واستمع .

{ فعَنْ ‏ ‏الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ‏ ‏قَالَ ‏كَانَ ‏‏رَجُلٌ ‏ ‏يَقْرَأُ ‏ سُورَةَ ‏ ‏الْكَهْفِ ‏ ‏وَإِلَى جَانِبِهِ حِصَانٌ مَرْبُوطٌ ‏ ‏بِشَطَنَيْنِ ‏ ‏فَتَغَشَّتْهُ ‏ ‏سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ تَدْنُو وَتَدْنُو وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النَّبِيَّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ ‏ ‏تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بِالْقُرْآنِ }أخرجه الشيخان وغيرهما …

أفلا تريد لتلك السكينة أن تتنزل على بيتك ومحرابك وتنعم بالطمأنينة واليقين أنت ومن يشاركك نفحات هذه السورة المباركة ..
هل بعد هذا عذر لتركها ونسيان قراءتها وتدبرها وحفظها .. لا عذر … بخاصة عندما تتذوق معانيها وتنهل من قيمها وتوجيهاتها .. لا شي سوف يقطع بينك وبينها .. تعال واسمع العجب من الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم .
( عن ‏ ‏جابر ‏ ‏قال ‏‏خرجنا مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يعني في ‏ ‏غزوة ذات الرقاع ‏، ‏فأصاب رجل امرأة رجل من المشركين ، فحلف أن لا أنتهي حتى ‏ ‏أهريق دما في ‏ ‏أصحاب ‏ ‏محمد ، ‏ ‏فخرج يتبع أثر النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ،‏ ‏فنزل النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏منزلا، فقال : من رجل ‏‏يكلؤنا ، ‏ ‏فأنتدب ‏ ‏رجل من ‏ ‏المهاجرين ‏ ‏ورجل من ‏ ‏الأنصار ،‏ ‏فقال كونا بفم ‏ ‏الشعب ‏، ‏قال: فلما خرج الرجلان إلى فم ‏ ‏الشعب ‏ ‏اضطجع ‏ ‏المهاجري وقام الأنصاري يصلي ، وأتى الرجل فلما رأى شخصه عرف أنه ‏ ‏ربيئة ‏ ‏للقوم ، فرماه بسهم فوضعه فيه، فنزعه حتى رماه بثلاثة أسهم ، ثم ركع وسجد، ثم انتبه صاحبه فلما عرف أنهم قد نذروا به هرب ، ولما رأى ‏ ‏المهاجري ما بالأنصاري من الدم قال: سبحان الله ألا ‏‏أنبهتني ‏ أول ما رمى !! قال: كنت في سورة أقرؤها فلم أحب أن أقطعها حتى أنفدها ، فلما تابع علي الرمي ركعت فآذنتك ، وايم الله لولا أن أضيع ثغرا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه ؛ لقطع نفسي قبل أن أقطعها أو أنفدها )
والحديث أخرجه محمد بن إسحاق في المغازي وأحمد والدارقطني وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم كلهم من طريق ابن إسحاق " ثم قال " وهي سورة الكهف كما بينه البيهقي في الدلائل .
أرأيتم أيها الأحبة كيف كان ذلك الصحابي متعلقا بها ، منسجما مع آياتها ، فقد ملكت عليه قلبه وجسده ، حتى إنه فضل الموت على أن يقطعها .. لولا أنه كان على ثغر للمسلمين .. سبحان الله كيف تربى ذلك الجيل الفريد .. كيف عاشوا مع القرآن الحبيب ، كيف كان يسري في أجسادهم ، وفي عقولهم ، وفي قلوبهم .. حتى ملك عليهم كيانهم كله ، وجردهم من حظ نفسهم ؛ فمكنّ الله لهم في الأرض .
وقبل أن ننتهي من هذه الجلسة أروي لك خبراً ؛ وهو أن السلف الصالح كانوا يرون في تلاوة أواخر سورة الكهف قبل النوم معينة لهم على قيام الليل .. وهاكم الخبر : ففي سنن الدارمي : { قال ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْأَوْزَاعِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏مَنْ قَرَأَ آخِرَ ‏ سُورَةِ ‏ ‏الْكَهْفِ ‏ ‏ ‏لِسَاعَةٍ يُرِيدُ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ قَامَهَا قَالَ ‏ ‏عَبْدَةُ ‏ ‏فَجَرَّبْنَاهُ فَوَجَدْنَاهُ كَذَلِكَ }
أي أن قرأتها قبل النوم تكون معينة له على تذكر ورده من قيام الليل .. ويقبل عليه بشاط وحيوية .
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ، ونور صدورنا ، وذهاب همومنا ، وجلاء أحزاننا ، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار ، وعلمنا منه ما جهلنا ، وذكرنا منه ما نسينا ، واجعله حجة لنا وشافعاً لنا يوم القيامة . برحمتك يا أرحم الراحمين .

‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( ‏ ‏مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ ‏ ‏اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ ‏ نَاصِيَتِي ‏ ‏بِيَدِكَ ‏ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا ) رواه الإمام أحمد في مسنده . وفي رواية ثانية له أيضا (وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا ) .

ولعل أمتنا اليوم تمر بفترة من الهم والحزن لا يعلم حجمها إلا الله …

فإن أرادت الفرج والفرح ..

فهذا هو الطريق ..

و الأمر كما قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى :

( هـذه الجـــــــــادة فـأيــــن الســــــــالك ) .

نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم وهدي نبيه الأمين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم .

وإلى لقاء قريب .. بتوفيق الله وعونه .

بـورك فـيك أخي وفـي علمـك ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.