من الرعاية والعناية بحقوقه فلكل نفس في الإسلام حرمة وكرامة وحرمة هذه
النفس أعظم عند الله سبحانه من حرمة الكعبة فعن ابن عمر رضي الله عنهما
انه قال :
( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول :
ما أطيبك وأطيب ريحك .. ما أعظمك وأعظم حرمتك .. والذي نفس محمد
بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله منك.. ماله ودمه.. وأن نظن به خيرا )
والحقوق في الإسلام كثيرة ومتعددة ومن أهمها :
حق الله سبحانه
إن نِعم الله سبحانه على عباده لا تعد ولا تحصى وحقوقه على العباد
كثيرة لكن من أهمها :
– توحيد الله سبحانه في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله فيعتقدوا أن
الله وحده هو الرب المالك المتصرف الخالق الرازق الذي بيده الملك وهو
على كل شيء قدير قال تعالى :
(( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ))
. عبادة الله وحده لأنه ربهم وخالقهم ورازقهم وذلك بصرف جميع أنواع
العبادة لله وحده كالدعاء والذكر والاستعانة والاستغاثة والتذلل والخضوع
والرجاء والخوف قال تعالى : (( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ))
. الشكر فالله هو المنعم المتفضل على جميع الخلق فعليهم شكر هذه النعم
بألسنتهم وقلوبهم وجوارحهم وذلك بحمد الله والثناء عليه واستعمال هذه
النعم في طاعة الله وفيما أحل الله قال تعالى :
(( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ))
حق الرسول
ومن حق الرسول صلى الله عليه وسلم علينا
– الإيمان الصادق به وتصديقه فيما أتى به وتصديق نبوته
– وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم والحذر من معصيته
– اتباعه صلى الله عليه وسلم واتخاذه قدوة في جميع الأمور والاقتداء بهديه
– محبته صلى الله عليه وسلم أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين
– احترامه وتوقيره ونصرته عند ذكر حديثه وسنته وسماع اسمه وسيرته
وتعلم سنته والدعوة إليها ونصرتها.
– وجوب التحاكم إليه والرضي بحكمه صلى الله عليه وسلم .
– إنزاله مكانته صلى الله عليه وسلم بلا غلو ولا تقصير فهو عبد لله ورسوله
وهو أفضل الأنبياء والمرسلين وهو سيد الأولين والآخرين وهو صاحب المقام
المحمود والحوض المورود ولكنه مع ذلك بشر لا يملك لنفسه ولا لغيره ضرا ولا
نفعا إلا ما شاء الله
حق الوالدين
قال تعالى :
(( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً ))
ومن حقوق الوالدين الدعاء لهما والنصح لهما بالأساليب المناسبة .
ومن حقوق الوالدين تخفيف المعاناة عنهما
ومن حقوق الوالدين الإصلاح بينهماعند الخلاف فالاسلام يهتم بالأسرة ويؤكد
على المحبة والاحترام داخلها والوالدان قاعدتها و أساسها لذا كان بر الوالدين
من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى .
حقوق الانسان
إن الإنسان أرقى نماذج الحياة ولقد خلقه الله في أحسن تقويم وكرمه وأرسل له
رسله واحاطه بسياج من الرعاية والعناية والحقوق ومن أعظم حقوق الإنسان
في الإسلام حفظ كرامته وحرية رأيه وحرمة دمه وماله وعرضه قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
" لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم "
ولقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع هذا الأمر فقال :
" فإن دماءَكم وأموالكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا
في بلدكم هذا.. إلى أن تلقوا ربكم"
وقال صلى الله عليه وسلم : " كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه "
ولذلك فإن الإسلام حافظ على كيان الإنسان، وحذر من العدوان عليه وكفل
لكل فرد كل عناصر العدالة والكفاية والأمان .
فالمؤمنون أخوة وهم أمة متماسكة كالبنيان يشد بعضه بعضا يتراحمون فيما
بينهم ويتعاطفون ويتحابون ولحفظ هذا البنيان وتلك الأخوة شرع الله حقوقا
للمسلم على أخيه المسلم ايضا ومنها محبته ونصيحته وتفريج كربته وستر زلته
ونصرته في الحق واحترام جواره وإكرام ضيفه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وتشميت العاطس وإجابة الدعوة ,
وعيادة المريض , واتباع الجنائز "
حق الجار
الإسلام يهتم بشأن الجار مسلما كان أو غيره لما في ذلك من المصالح التي
تجعل الأمة كالجسد الواحد قال صلى الله عليه وسلم :
" ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه "
ومن الحقوق التي قررها الإسلام للجار على جاره أن يبدأه السلام ويعوده
إذا مرض ويعزيه في المصيبة ويهنئه في الفرح ويصفح عن زلاته ويستر عوراته
ويصبر على أذاه ويهدي له ويقرضه إذا احتاج ويغض بصره عن محارمه ويرشده
إلى ما ينفعه في دينه ودنياه وفي حق الجار يقول تعالى :
(( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى
والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب ))
وقال صلى الله عليه وسلم :
" خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه , وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره "
وقد حذر الإسلام من إيذاء الجار والإساءة إليه وبين الرسول صلى الله عليه
وسلم أن ذلك سبب للحرمان من الجنة بقوله :
" لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه "
إن هذه الحقوق وغيرها مما اقره الاسلام تجعلنا نعتز بديننا ونرد بها على
من يكيدون لديننا ويغيرون خارطة العالم العربي والاسلامي بحجة الدفاع
عن حقوق الانسان وتطبيق الديمقراطية والحرية وهم عن ذلك ابعد بكثير