والعدل والمساواة فى … الأخلاق المصرية
عاش الفلاح الفصيح بتاح حتب فى عهد الأسرة الخامسة أى سنة 670 قبل الميلاد.
وهو صاحب أقدم البرديات التى ذُكرت فيها الحكم والنصائح.
كانت هذه الحكم فى شكل نصائح من أب إلى إبنه … إلا أنها صارت منهاجا للحياة وقتها.
لدرجة أنه تم تدريس معظمها للطلبة فى المدارس التى كان يُطلق عليها إسم (دار الحياة)
أى أن الحكيم وهو يتوجه بنصائحه إلى إبنه إنما كان يتوجه إلى الأجيال المقبلة.
وهى فى الأساس تؤكد على قيمة العدل والمساواة فى منظومة الأخلاق المصرية ، وتُلخص قواعد السلوك المستقيم.
حيث يقول الفلاح الفصيح للملك ت :
أنظر إنك لرئيس وبيدك الميزان … فلا تدع الميزان يختل.
ومن نصائحه لإبنه :
حصَّل الأخلاق وإرع الحق وإعمل على نشر العدالة وعامل الجميع بصدق.
لا تغتر بما حصلت عليه من العلم .. فتستكبر
لا تتجبر وإجعل الأمر شورى مع الجميع …
شاور الرجل غير المتعلم كالمتعلم لأنه ليس هناك حد للمعرفة
ولا يوجد رجل وصل إلى نهاية العلم …
إذا وجدت رجلا يتكلم وكان أكبر منك وأشد حكمة فإصغ إليه.
وإذا وجدت رجلا فقيرا يتكلم فلا تحتقره ولا تحرجه.
إذا بدا لك أن تطيع أهواء قلبك فتظلمه
فإقهر أهوائك … لأن الظلم لا يتفق مع شيم الكرام.
إن حدود الحق واضحة والحلال بيِّن والحرام بيِّن
وإذا كنت حاكما فكُن عطوفا.
لا يداخلك الغرور بسبب علمك ولا تتعالى لإنك رجل عالم.
ما أعظم الحق فإن قيمته خالدة … إن الحق مثل الطريق السوى أمام الضال.
لم يحدث ابداً أن عمل السوء يوصل صاحبه سالماً إلى مأمنه.
لا تتشاجر مع أى شخص عظيماً كان أو بسيطاً … فإن ذلك أمر كريه.
إذا كنت ممن يُوثق بهم أو يرسلهم أحد العظماء إلى عظيم آخر …
فكُن اميناً جداً … وبلغ الرسالة كما قالها.
إذا كنت ممن يقصدهم الناس ليقدموا شكواهم … فكُن رحيماً عندما تستمع إلى الشاكى ولا تعامله إلا بالحسنى.
إذا أردت أن تُحسن خلقك وتصون نفسك من كل سوء
فأحذر من الطمع … فهو مرض عضال لا دواء له.
إذا عظم شأنك بعد إن كنت قليل القدر
وأصحبت غنياً بعد إن كنت فقيراً فى البلد الذى لا يعرفك أهله
فلا تنسى كيف حالك فيما مضى
ولا تغتر بثروتك التى جاءت كهبة من الله.
ما أجمل أن يستمع الإبن إلى أبيه … فسيطول عمره من جراء ذلك.
إن الغبى هو الذى ينظر إلى العلم كما لو كان جهلا
وإلى الخير كما لو كان شراً
ويجلب على نفسه اللوم كل يوم
لإنه يفعل كل ما هو مكروه من الناس.
……………….منقول للفائده