ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال: يكثر في بعض المجالس الكلام عن السياسة
وعندما تنكر عليهم ، يقولون السياسة مـن الدين بل
إنهم يقعون في الغيبة وما يميـز مجلسهم هو وجود
ذكر الله فيه فما رأيك في جلوسي معهم ؟
الجــواب : أنا رأيي أن الكلام في السياسة في عامة
الناس خطأ لأن السياسة لها رجال وأقوام ، رجالها
ذوو السلطة والحكم أما أن تكـون السيـاسة منثورة
بيـن أيدي العوام وفي المجالس فهـــذا خــلاف هدي
السـلـف الصــالح ، فما كان عمر بن الخطاب ومـن
قبله كـ أبي بكر رضي الله عنهما يبـثون سيـاستهم
في مجامع الناس يذوقها الصغير والكبير والسفيه
والعــاقل ، أبداً !
ولا يمكــن أن تكون السياسة هكذا السياسة لها أقوام
متمرسون فيـها يعــرفونــها ويعرفـون مداخلها ولهم
اتصال بالخـارج واتصــال بالداخل لا يعـرفه كثير من
الـناس ، ولا ينبغي للشباب وغير الشباب أن يمضوا
أوقاتهم ويضيعوها فــي مـــثل هذا القيل والقال الذي
لا فائدة مـنـه ثـم إنه قد يبدو لنا مثلاً أن صنيع واحد
مــن الناس خطأ وقد يكون الصواب معه ؛ لأنه يعلم
من الأمور ما لا نعلم نحن وهذا شيء مشاهد مجرب
وغــالب الذيــن يتكلمون بالسياسة إنما يستنتجونها
من أشياء لا أصل لها ولا حقيقة لها وإنــما هـــــي
أوهام يتوهمونها ثم يبنون عليها ما يتكلمون بـــه
فيقفون ما ليس لهم بــــه علم وقد قال الله تعـــالى
( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ
وَالْفُــؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً )
أما الجلوس معهم فما داموا على ذكر فاجلس معهم،
وإذا قاموا يخوضون هـذا الـخوض الذي لا فائدة فيه
فانصحهم أولاً ، فـــإن اهتدوا فهــــذا هــو المطلوب
وإلا ففارقهم ، ثـم إذا كان حضــورك مجالسهم التي
للذكـــر يؤدي إلى أن يغتــروا بأنفـسـهم أو أن يغتر
بمجيئك إليهم غيرهم فيقال : لولا أن هؤلاء عــلى
خير ما جاء إليهم فلان ولا فلان ، فلا تأتي إليهـم
أيضاً حتى للذكر لأن أبواب الذكر – والحمد لله –
كثيرة .
لقاء الباب المفتوح( 96 ) للشيخ : محمد العثيمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جزاك الله خير