تخطى إلى المحتوى

حكم كشف الوجه واليدين للمرأة أمام الرجال الأجانب 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

اختلف العلماء-رحمهم الله- في حكم تغطيتهما وكثير من الناس يجهل ويخلط في هذه المسألة.
ولذا لابد من تحرير محل النزاع بين العلماء [ ] فيها:
أولاً: محل الخلاف إنما هو الوجه واليدين، أما ما عداهما فيجب فيها التغطية بالاتفاق كالقدم، والساعد، وشعر الرأس، كل هذا عورة بالاتفاق.
ثانياً: اتفق العلماء [ ] على وجوب تغطية الوجه واليدين إذا كان فيهما زينة كالكحل في العين، والذهب والحناء في اليدين.
ثالثاً: اتفق العلماء [ ] على وجوب تغطية الوجه واليدين إذا كان في كشفهما فتنة.
وقد نص كثير من العلماء [ ] القائلين بأن وجه المرأة [ ] ليس بعورة على وجوب تغطية الشابة لوجهها دفعاً للفتنة.
وعليه فإن كشف أكثر النساء [ ] اليوم لوجوههن أمر محرم باتفاق العلماء لكونها كاشفة عن مقدمة الرأس والشعر، أو لأنها قد وضعت زينة في وجهها أو يديها كالكحل أو الحمرة في الوجه، أو الخاتم في اليد.
فمحل الخلاف إذاً بين العلماء: هو الوجه واليدين فقط، إذا لم يكن فيهما زينة، ولم يكن في كشفهما فتنة، واختلفوا على قولين: الوجوب والاستحباب.
فالقائلون بأن وجه المرأة [ ] عورة: قالوا بوجوب التغطية، والقائلون بأن وجه المرأة [ ] ليس بعورة قالوا يستحب تغطيته.
ولم يقل أحد من أهل العلم [ ] إن المرأة [ ] يجب عليها كشف وجهها، أو أنه الأفضل، إلا دعاة الفتنة [ ] ومرضى القلوب.
أما العلماء: فإنهم لما بحثوا المسألة بحثوا عورة المرأة هل الوجه عورة؟ أو ليس بعورة؟ بمعنى هل تأثم المرأة [ ] إذا كشفت وجهها أو لا تأثم؟ أما استحباب تغطية الوجه للمرأة فهو محل اتفاق بين القائلين بأن وجه المرأة [ ] ليس بعورة.
ومن العلماء [ ] المعاصرين القائلين بأن وجه المرأة [ ] ليس بعورة الألباني -يرحمه الله- لكنه يقول بالاستحباب، ويدعو النساء [ ] إلى تغطية الوجه تطبيقاً للسنة، حتى قال في كتابه جلباب المرأة [ ] المسلمة: "ولقد علمت أن كتابنا هذا كان له الأثر الطيب ـ والحمد لله ـ عند الفتيات المؤمنات، والزوجات الصالحات، فقد استجاب لما تضمنه من الشروط الواجب توافرها في جلباب المرأة [ ] المسلمة الكثيرات منهن، وفيهن من بادرت إلى ستر وجهها أيضاً، حين علمت أن ذلك من محاسن الأمور، ومكارم الأخلاق، مقتديات فيه بالنساء [ ] الفضليات من السلف الصالح، وفيهن أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن-" انتهى كلامه- رحمه الله- (جلباب المرأة [ ] المسلمة ص26).
وأردت بهذا أن يتميز كلام العلماء [ ] القائلين بأن وجه المرأة [ ] ليس بعورة، وبين دعاة الرذيلة.
فإن العلماء [ ] لم يدعوا واحد منهم إلى أن تكشف المرأة [ ] وجهها، بل أقل ما قيل بينهم إن التغطية هي الأفضل، بخلاف دعاة السوء الذين يطالبون بكشف المرأة [ ] لوجهها.
وما الذي يَضُرهم؟! وما الذي يُغيظهم من تغطية المرأة [ ] لوجهها؟! إنه سؤال يحتاج منا إلى جواب، نسأل الله الكريم أن يحفظ نساء المسلمين من كيدهم.
وأعود مرةً أخرى إلى محل النزاع في حكم تغطية المرأة [ ] لوجهها ويديها، هل هو واجب أو مستحب؟ الراجح من قولي العلماء [ ] وجوب تغطية المرأة [ ] لوجهها ويديها أمام الرجال الأجانب.
والأدلة على ذلك كثيرة منها:

الدليل الأول:
قوله -تعالى-: ((وَقُل لِّلمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِنَّ وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ))(النور 30).
فالله -جل وعلا- يقول: ((وَلَا يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ))(النور: 30).

لمتابعة المقال أضغط على الصورة

لاكي

لاكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.