تخطى إلى المحتوى

حلقات الحور العين صياغة جديدة 2024.

  • بواسطة
لما أخبرتن الحقيقة ……
ألجمتني الغصة …..وخنقتني العبرة ………
فكتبت لها بعد حين ..

(1)
أماه..
سامحيني إن خانني كَلِمي..
سامحيني.. إن خذلني ألمي..

سامحيني.. فما هكذا كنت..
ولكن رب صمتٍ أبلغ من ألف بيان..
أماه..
لقد زف إليَّ النبأ..
زف فكان كعروس طهر وضاءة .. بدت في ليل دنيانا..
فغشت بسناها كل ظلام بل كل ظلم..
أحسست أماه ..
وكأنني في هالة نورانية..
تعرج بي ، وتعرج إلى العلا .. إلى العلياء .. إلى عليين..
وكأنني تجردت من أثواب الطين
واكتسيت دثاراً روحانياً ..
لم يلامس جسدي قط ..
حقاً يا أماه..
لم أكن على الارض..
لقد كنت في السماء..
فكيف لي أن أحير جوابا …. وأنى لك أن تسمعيني؟!

(2)

أماه..
دعيني أسكن أحضانك الدفيئة .. فبي أنّــة حرّى ..
ولوعة عظمى..
فزمليني.. ودثريني..
أماه ..
أو تذكرين خلوات الدياجي..
أو تذكرين جلسات التناجي..
أو تذكرين دموع الليالي..
جاهدتِ .. وصابرتِ .. ودعوتِ ..
(( يارب يارب .. يا حي يا قيوم ..
ياحي يا قيوم .. أصلح وليدي ((

حنانيك يا الله..
ما أعظمك يا الله ..
ما أقربك يا الله ..
ومن لنا غير الله ؟!
رغم غلالات الذنوب .. وغشايات الضلال ..
نفر من الله إلى الله .. فأنعم بالله ..


(3)
ويأتي الفرج .. في صباح عنفواني ..
أتى وليدك
الوجه غير الوجه
والقلب غير القلب..
أتاك ليقبل رأسك الأغر ..
ليغسل ضنا الأيام وزفرة السنين بدموع لا كالدموع ..
لم تكن مشوبة بملح الألم .. أو مرارة السقم ..
لم تكن مسكوبة لنيل جِدا .. أو رجاء نِحلة ..
إنها دموع الآيبين .. دموع النادمين ..
فأنعم بها من دموع ..

(4)
وتمر الأيام ..
فإذا هو كالنحلة
من جنة لجنة..
يقع على أنضر الأغصان .. وأزكى الزهور..
ويسقي من حوله – من يعرفه ومن لا يعرفه – الشهد المصفى..
وكنت تلاحظينه ولسانك يلهج داعياً ..
وقلبك يخفق مسروراً راضياً..
(( لما أحسنت الظن بربك.. أحسن إليك أعظم إحسان ))
فكان حقاً اسماً على مسمى.. (( رائد ))
رائداً للخير .. للذكر .. للفضل ..
على كل بابٍ بصمة له ..
وفي كل ركنٍ أثرٌ يشهد له ..
وخيرٌ يبقى له
ومصلق يدل على أنه واضعه..
)) حيٌّ في قلوبنا ((
نراها في دخولنا وخروجنا ..
وندرك في أعماقنا أن له حظاً منها
فرائد حيٌّ في قلوبنا..

(5)
أماه..
عشنا في دنيانا زمناً طويلاً
أدركنا حقيقتها لبرهة
ثم أغفلناها برهاتٍ و برهات..
فكيف وعاها ذو العشرين ربيعاً؟؟
في مغسلة الأموات
حيث نهاية البشر الدنيوية
كانت بداية رائد الآخروية..
في ذلك المكان بالتحديد
لفظ الدنيا وعوالقها ..
وأدرك يقينا أن الآخرة خير وأبقى
(( وللآخرة خير وأبقى ))
تلوناها مرارا .. وسمعناها مرارا ..
فهل كانت تلاواتنا وسماعاتنا تختلف عن تلاوات وسماعات رائد ؟؟
أم أن الدنيا سورتنا؟؟
(6)
هاهو رائد يا أماه………
رائد حبك………
يغسل من فارقته روحه حتى إذا ما انتهى من غسله، اغتسل هو وتوضأ، وتبع الجنازة وصلى عليها….
ثم ينتظر المغرب ليفطر على تمرات وماء …
بينما شبابنا في مراتع لهوهم، وشواغلهم ..
وما دروا أن العمر غير مديد ..
وأن الدنيا ظل زائل ..
ثم يعود يا أماه رائدٌ ، يقبل قدميك ويجاورك الجلوس…….
فتقرئين في قسمات وجهه الجميل، آيات الإيمان، والأمان
تدمع عيناك ويهتف قلبك ……..
حقاً أنت يا رائد أجمل شيء في حياتي …
كم أنت كريم يا الله !!
وفي يوم لا كالأيام أتى رائد حبك ، وفي عينيه شوق وحماس ..
أماه ……
أريد أن أتزوج!!!
حارت بك الكلمات
واختلطت مشاعر الفرح
وكبرت يا رائد …
كبرت وبلغت مبلغ الرجال…………
ستتزوج يا بني
إنها لأعظم بشرى …..
سأختار لك من البنات أحلاهن، وأسماهن نبلاً وخلقاً …….
سيكون يوماً سعيداً ……….
وسأزغرد لك……..
وستحملني الآمال إلى ذلك اليوم الذي أسمع فيه صيحات أبناءك….
إيه يا رائد ……..
لم أصدق أنك كبرت…
ينظر إليك بابتسامة ساحرة……….
مهلاً يا أماه..

(7)
مهلاً يا أماه..
ولكني أريد الحور العين .. لا حور الطين ..
رنت هذه الكلمات في أذنيك ……
هدوءٌ عجيبٌ .. وأنت بين شكٍ ويقين، بين ارتيابٍ وتصديق ..
أحقاً ما يقوله ولدي الصغير؟؟!!!!!!!!
ولدي الصغير رائد……..؟

ودار شريط الذكريات
((ريري)) الصغير المزعج لا يكف عن البكاء
تهدهدينه .. يسكت ثم يضحك .. وكأنه انتصر عليك ……..
يريد أن تحمليه كل حين ..
يالك من ولد !!
هاهو يحبو ….ثم يمشي .. ثم يسقط
تمضي السنين ويكبر …….
ثم يذهب للمدرسة……….
((رائد .. أين أنت يا ولد؟؟؟؟
مازلت تلعب؟! لم لم تستذكر دروسك .. تعال هنا يا ولد….))
راااااااااااااااااااااااااائد في الثانوية..
-أمي تعبت من المذاكرة ..
-لابد يا ولدي أن تذاكر حتى تنجح وتفوق أقرانك ، وتخدم أمتك ..
-أمي أريد أن أذهب مع أصحابي تعبت من المذاكرة …….
أريد أن اذهب
(8)

أمـــــــــــــــاه ………
وتستفيقين من ذكرياتك على صوته الحنون …….
يربت على كتفيك ……..
تتأملين محياه وفي عينيك ألف دمعة…….
إنه ولدي بوجهه السمح ، ولحيته الندية..
تسألينه : ماذا قلت يا ولدي؟!
فيجيب : أماه حقاً أريد أن أذهب .. أريد أن أذهب..
إن الله اشترى وقد بعت..
فأذني لي يا أعظم أم في الوجود..

وتمر الأيام صعبة ، صعيبة ….
تستلهمين القوة من القوي العزيز……….
اذهب يا بني على بركة الله..
اذهب ومعك حفظ الله..
اذهب ونافح ودافع وجاهد .. من أجل راية الله ..
فأنت أهل لتكون خليفة للصحابة.. ومجاوراً لمحمد صلى الله عليه وسلم ..
لم تدري كيف كانت تخرج منك الكلمات كلمات العزم والتشجيع ؟..
لم تدري كيف كنت تشجعينه بكل بكل حماس ورضا ؟..
وكيف ابتعت معه أغراض الرحلة.. ؟
بل كيف بعت ( ذهبك ) لتجهيز الغزاة في سبيل الله..
كيف احتمل قلبك كل هذا؟
ألانه معلق بالله؟
أم أنه الإيمان يصنع المستحيلات ..
بل كيف أتى عليك يوم الوداع ..
ما أحلاك يا رائد !
ما أبهاك بنور الإيمان .. وسنا القرآن .. وقلب الشجعان ..
كنت تشيعينه بنظراتك ..
وتهتفين (( ما يغلى عليك يا رب .. ما يغلى عليك يا رب ))
والله يا أم رائد…
وكأنك لفظت من فمك الدر الثمين .. حين نطقت بها …
إنها كلمات لا كالكلمات ..
إنها كالجوهر النفيس .. وكاللؤلؤ المكنون ..
حقاً..
في ذات الإله يرخص كل غالي ..
ويهون كل شيء ..

أماه………..
لكم اسأل المولى ألا يحرمك أجر هذه الكلمات ..
وما قبلها ومابعدها .. كلمات لا أعلمها ..
ولكن الله يعلمها..

والآن يا حبيبة. …
وقد أطلقت زغرودة الفرح في الأجواء..
وسجدتِ سجدة الشكر الغراء..
وزف رائد إلى حوره………
أقول لكم :
هنيئا لكم رائداً ..
وهنيئاً له أنتم ..
هنيئاً له الحور..
هنيئاً له النور..
هنيئاً له السرور..
هنيئاً لكم صبركم واحتسابكم وأجركم ..
وعلى هذا الدرب سيروا ..
ولتمسحوا دموع الفراق ..
واستبدلوها ببسمة لغد مشرق ..
وأمل منشود ..

ليشهد العالم أجمع أننا أمة لا كالأمم ..
وإن مرت بنا مراحل فتور وضعف ..
لكن ما زالت أصلابنا، وأرحامنا تنجب الأسود الأبطال ..
وما زلنا نغدو .. إلى حلق التحفيظ .. نقرئ الناشئة .. ونعلمهم أعظم كتاب
وما زلنا نستذكر كتب العلم ونقلب صفحاتها .. ليل ونهار ..
وما زلنا نداوم على أعمالنا ومصالحنا .. لا نتوانى فيها ..
مازال هنا الكثير والخير الكثير..
لم ينته الأمر عند رائد…
هو حبيب قريب حي بإذن الله ..
لذلك لن نيأس ..
سنقدم للأمة كما قدم رائد ..
سنناضل من أجل الأمة ..
ففينا الوالد الحاني ..
والأم الرءوم ..
والمعلم الناصح ..
والتلميذ النجيب ..
والمهندس البارع ..
كلنا فداء لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ..

كلنا نسعى لنلتقي برائد..
هناك
مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وحسن أولئك رفيقاً ..

غاليتي الرائعة : ابتهالات الفجر

ماذا اسطر
وماذا اكتب

كلماتك اجرت مدامعي
وارتفع نشيجي وانا اقرأ كلمات سطرتها بقلبك قبل قلمك

هنيئا لهذه الام الصابرة المحتسبة
وهنيئا لهذا الشهيد الذي يتمتع الان بين حورياته

ليس هناك رد أبلغ من الصمت
فكلماتك انهت ابجديات الحروف حيث لم يتبق لي حرف لاسطره لك

كلماتك يتضاءل امامها الابداع

وهذه الاسرة تتضاءل امامها الشجاعة

ياليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما

(( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امو ات بل احياء عند ربهم يرزقون ))

حشرنا الله في زمرة الشهداء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.