الدكتور خالد الجبير، الطبيب جرّاح القلوب، قادته خطوات الهداية الإلهية والسنة النبوية إلى طريق الدعوة الإسلامية من خلال إلقاء المحاضرات وإنتاج الأشرطة السمعية والكتب والبحوث والمقالات التي لا تعد ولا تحصى.
تكلّم بلسان الأب والأخ والعم والخال والناصح المرشد، موجهاً حديثه للنساء المسلمات ومن ثم إلى الأسرة التي تعتبر المرأة بالأساس عمادها.
في حوار ظلّله الصدق وصاغته المحبة والخوف من غضب اللّه جاءت نصائحه لتكون نبراساً للأزواج..
خطابه صلى اللّه عليه وسلّم إلى أصحابه ومن استن بسنته إلى يوم القيامة، فمن كان حاله كحال أصحاب رسول اللّه محمد صلى اللّه عليه وسلّم فإنه يحتاج إلى الترويح ساعة بعد ساعة والقلوب تعمى بالذنوب، أما البصائر فتعمى عندما تعمى القلوب.
خلق اللّه قلب ابن آدم وملأه حقاً وكل القلوب قد ملئت بالحق، قال اللّه تعالى: { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللهِ التِي فَطَرَ الناسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدينُ الْقَيمُ وَلَكِن أَكْثَرَ الناسِ لا يَعْلَمُون} /الروم:30/، فقلوب المؤمنين تحتاج إلى التذكير فقط، قال اللّه تعالى: {إِن فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السمْعَ وَهُوَ شَهِيد} /ق:37/
لم أر ولم أسمع أن قلب أم أو أب غضب على ابنه لأنه جزء منه وما ترينه من انفعالات خارجية وتصرفات من الوالدين ليس تعبيراً حقيقياً لما في القلب.
ازرعوا فيهم حب «لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم«.
إن لتقوى اللّه أثراً عجيباً، يقول ابن القيّم: «على المسلم أن يتذكر أن هناك أمراً مهمّاً عليه أن يتسلح به قبل أن يبدأ بالعلاج«.
والوقاية علاج أقوى من أي علاج مادي ذكر أو لم يذكر، عرف أو لم يعرف بعد، ألا وهو: قوة قلب المريض وعلاقته بربه؛ فإن القلب متى اتصل برب العالمين وخالق الداء والدواء كانت له أدوية أخرى غير الأدوية المادية، وقد عُلِم أن الأرواح متى قويت وقويَت النفس يتم التعاون على دفع الداء وقهره.
تقوى القلوب بما يلي: الاعتماد على اللّه سبحانه وتعالى، والتوكل عليه والالتجاء إليه والانطراح والانكسار بين يديه، والتذلل له، والصدقة، والدعاء، والتوبة، والاستغفار، والإحسان إلى الخلق، وإغاثة الملهوف، والتفريج عن المكروب، فإن هذه الأدوية جربتها الأمة ووجدت لها قدرة على الشفاء لا يصل إليه علم الأطباء.
وقد تقولون إن هذا الكلام نظري وكيف نطبقه، فأقول إن مريض السكري أو مريض الضغط أو مريض القلب قبل أن يأخذ الدواء، ومعه الماء، لا ينسى كلمات مهمة منها:
«يا رب.. يا كريم.. يا منان.. يا رحمن.. يا رحيم.. أستغيثك.. أتوكل عليك.. يا رب اشفني.. أنت الشافي.. اللهم اجعلها سبباً في شفائي«.
فلماذا نحرم أنفسنا من هذا؟ إنها عبادات لا بد أن يقوم بها المريض وكذلك التوكل والرجاء والاستعانة والاستغاثة، وعليه أن يحافظ عليها ويقولها ويكررها وأن لا يضيع أجره فيحتسب حتى ولو اشتكى من صداع وقبل أن يأخذ المسكن عليه أن يحتسب هذا الصداع، لكن وللأسف فإن الكثيرين يهملون هذه الأدعية وهذا الاحتساب.
عليك أن تنظري مــاذا يريد شريكك وتسعين في طلبه، وأسمى صــــور الحب أن أعطي وأبــــذل ولا أطلب المقابل، ولكن الواقع غير ذلك فأكثر الأزواج والشركاء قليلو العطاء كثيرو المطالبة.
أهم ركيزة هي أن «همك هو ربك« وأن غايتك في هذه الحياة هي إرضاء اللّه عز وجل ومن ثم تأتي علاقتك بزوجك والتي يجب أن توضع في موضع العبادة فيشعر الزوجان بالارتياح. ولو أن كل امرأة أقنعت نفسها بأن العلاقة الزوجية عبادة لارتاحت وفكرت في أمور كثيرة. اجعلي علاقتك بزوجك عبادة وانطرحي فيها على ربك فيما يعتريها من مشكلات. والعبادة تحتاج إلى صبر ومصابرة واللّه سبحانه وتعالى قال للرسول صلى اللّه عليه وسلّم في الصلاة {وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} /طه:132/ وأنت إذا اقتنعت أن علاقتك بزوجك عبادة تحملت كل ما فيها من عناء لأنك تطلبين الأجر من اللّه.
احرصي على طاعة اللّه ومن بعده طاعة الزوج في غير معصية الخالق عز وجل واختميها بتربية حسنة للأولاد وبر وصلة رحم الأهل والقربى، وبهذا ينطبق عليك حديث الرسول صلى اللّه عليه وسلّم:
«إِذَا صَلتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنةَ مِنْ أَي أَبْوَابِ الْجَنةِ شِئْتِ«
يتم ذلك بتطبيق وصية الرسول صلى اللّه عليه وسلّم «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدينِ تَرِبَتْ يَدَاك«.
هذا صحيح لذلك لا بد أن يعتبر الزوجان علاقتهما ببعضهما بعضاً شكلاً من أشكال عبادة اللّه.
لا بد أن تعرف كل أخت وابنة وسيدة أن الأزواج مع اختلاف طبائعهم لا يعدون أن يكونوا إلا ضمن ثلاث فئات: أولها كالطفل الرضيع الذي يحتاج إلى رعاية وعناية وعطف وحنان مستمرين، ولا تلقى منه بالمقابل إلا كل عرفان وهدوء.
ثانيها: كالفتى المراهق الذي يصعب عليه أن يلقى معارضة من أي طرف آخر فلا تعارضيه ولا تعانديه فهذا طبع متأصل فيه.
وآخرها: كالشيخ الكبير الذي لا يقبل من يزعزع له مبادىء راسخة أو يعدل له طريقة حياته.
فلذا يجب على المرأة أن تنظر في إيجابيات زوجها وتضخمها وترددها وتتكلم فيها وتحاول أن تنسى السلبيات قدر الإمكان فبمقدار نجاح المرأة في ذلك تكون سعادتها. أما إذا كانت المرأة لا تتذكر إلا السلبيات حتى وإن كانت سلبية واحدة جعلت منها مشكلة تدور حولها وتنسى الإيجابيات الكبيرة فإنها تزعج نفسها وغيرها وتعكر صفو بيتها.
أنصح كل زوجة أن تجعل علاقتها مع زوجها عبادة بل جهاداً وجهاد المرأة حياتها مع زوجها.
فيا أختي إذا أردت أن تتمتعي بالمودة والرحمة اجعلي علاقتك بزوجك جهاداً والجهاد عناء وشقاء قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبواْ شَيْئاً وَهُوَ شَر لكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنــــتُــــمْ لاَ تَعــْــــلـــَـــمُون} واحد /البـــقــــرة:216/ فجهـــــاد الرجـــــــــل في المعارك التي تدور بين المسلمين والكافرين، وجهاد المرأة في بيتها ومع زوجها تحارب فيه الشيطان، ويجب أن تتأكد أن هذا الجهاد فيه كره ومشقة أحياناً.
ولكن لا بد أن تصبر وتصابر وترابط وأجر المجاهدين والمجاهدات الفردوس الأعلى. والمرأة التي تعتبر حياتها الزوجية جهاداً فتفرح بحلوها وتصبر على مرها صبراً حقيقياً من أجل اللّه، تكون لها جنتان: جنة في الدنيا مع زوجها وأبنائها وجنة عند ربها عندما تكون رئيسة حوريات زوجها في الفردوس الأعلى.
يا بنيتي يجب على المرأة إذا أرادت أن تتم سعادتها الزوجية وتنعم بها أن تسيطر على غيرتها، ولا أستطيع أن أقول تخفيها، ولكن يجب ألا تجعلها شرارة لكل خلاف زوجي، فأغلب المشكلات تتأتى من هذه الغيرة.
وإذا وجدت المرأة أن هذه الغيرة ستقودها إلى المهالك، فلتقاومها بالوضوء والصلاة، فالوضوء يطفئ الغيرة، كما يطفئ الماء النار، والصلاة تطمئن القلب، فترتاح المرأة وتريح من حولها. ولا تجرك غيرتك إلى أن تكوني له شرطياً في البيت، ومرة أخرى محققاً وأخرى سجاناً فيكون بيتك دائرة شرطة وليس عش زوجية.
لا تكوني لوّامة.
لا تجعلي بينك وبين زوجك حاجزاً، فلا تعتمدي على السائق في كل شيء أو على نفسك، بل اطلبي منه أن يحضر لك أغراض المنزل، وكذا بعض أغراضك الخاصة، أشعريه أنك في حاجته، ولا تجعليه يعتمد على الخادمة أبداً، وحاولي قدر الإمكان أن يكون ميعاد نومكما واستيقاظكما ووجباتكما معاً.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أختى العزيزة ..
حوارسامى المعانى و ممتع ومفيد
جعله الله بميزان حسناتك
اشكرك اختي على الرد اللطيف …
و جزاك الله كل خير
وجزى الله شيخنا خالد الجبير خير الجزاء ونفع به ..
أرسلت بداية بواسطة أمنيه
بارك الله فيك ..على نقلك لهذه الكلمات النيره ..
وجزى الله شيخنا خالد الجبير خير الجزاء ونفع به ..
نتمنى أن نجد شبابنا من أهل الطب أن يحدو حدو هدا الرجل الفاضل
جعله الله مباركا فى حله وترحاله
وجزاه الله خيرا على عطائه الخالص لوجه الله
وبارك الله فيك أختى المعانى السامية على هدا النقل المبارك
بارك الله فيكِ على هذا الموضوع الطيب ..
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء00